2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

كيف وصلنا إلى هنا؟

نسيم عنيزات
جو 24 :

سلوكات وتصرفات غريبة تظهر في مجتمعنا وبين شبابنا مرفوضة دينيا واخلاقيا وبعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية التي اساسها الدين والالتزام والاخلاق الكفيلة بردع ووقف مثل هذه السلوكات.
ان هذه الاعمال التي يمارسها البعض بيننا كانت قبل زمن ليس ببعيد مرفوضة كليا ولا جدال او نقاش حول رفضها من الصغير قبل الكبير.
اما اليوم ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتقدم التكنولوجي الذي اصبح عاملًا رئيسيًا في تحريك ردود افعالنا اصبحت هذه السلوكات لدى البعض خاضعة للجدال بين الرفض والقبول او اعتبارها حرية شخصية لا يجوز الاقتراب منها او رفضها كليا بغض النظر عن آثارها السلبية او بشاعتها احيانا او خدشها للحياء العام بعد ان اصبحنا نراها جهارا نهارا وبام اعيننا يتفاخر البعض بانها حرية شخصية لينشرها بين المجتمع مفتخرًا بذلك وكانه انجاز بطولي.
لقد وصل الحال ببعض شبابنا وابنائنا الى حالة من الضياع الفكري والادبي والاخلاقي نتيجة تعاطي البعض للمخدرات وغيرها التي تخرج منتجا ضارا وساما يضرب النسيج الاجتماعي والسلم المجتمعي.
مما يستدعي وقف حالة الجدال بين الرفض والقبول الى امر واحد هو الرفض ومحاربته بكل الوسائل المتاحة والبحث عن طرق اخرى قبل تفشيه وانتشاره.
وعلينا ان ندرك ان هناك اسبابا وعوامل عديدة وكثيرة اوصلت ابناءنا الى هذا الوضع المأساوي الذي دفع ان يطلق الشاب الرصاص على والدته ليرديها قتيلة واقدام الاب على قتل ابنته غير الصور والفيديوهات التي يتداولها الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاوضاع بعيدة عن قيمنا ولا تنسجم مع عاداتنا ولا ننسى ايضا حالات الانتحار او محاولة البعض على الاقدام لها وهناك الكثير الكثير من الامور التي تزداد وتتعمق كل يوم تقشعر لها الابدان، نخشى معها ان تصبح ظاهرة اجتماعية مألوفة مولدة الخوف والرعب بين الاباء حول كيفية تحصين أبنائهم من السقوط في وحلها ذات النهايات المأساوية.
نتفق بان الجميع مسؤول ويتحمل المسؤولية في التوعية والتربية والمتابعة والتوجيه لكن علينا ان ندرك ايضا تفاوت درجات التوعية عند البعض والظروف الاجتماعية بينهم التي فرضت اوضاعا اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة واصبحت الاولوية لدى البعض البحث عن لقمة العيش لسد رمق اسرته في اوقات تزداد بها نسبة البطالة بين شبابنا الذي اصبح شبحا وكابوسا يؤرقهم ويعيشون معه فراغًا قاتلًا يبحثون عن بدائل لتقضيته او المساعدة على النسيان، لينجرون خلف اصدقاء السوء وتعاطي المخدرات التي تشطب العقل وتوقف التفكير ليفقد بعدها انسانيته في بعض الاحيان، لينقاد بعدها الى اعمال وتصرفات غاية في البشاعة.
وهنا علينا جميعا ان نعترف بالمشكلة وحجمها التي تزداد كل يوم لتتعدى الفردية الى الجمعية والاقتراب من الظاهرة المجتمعية لنشرع بعدها بدراستها دراسة جدية وعميقة بطرق واساليب جديدة تناسب حجم المشكلة والابتعاد عن التنظير وتحديث بياناتنا التي اصبحت قديمة وبالية وغير مناسبة في هذه الظروف لايجاد الحلول الواقعية من قبل الجهات المختصة يقبلها الناس ويتفاعل معها بعد ان يدركوا انها الحل الامثل قبل ان يقع الفأس بالراس.
وعندها يصعب وقفها والحد منها ليخسر الجميع وندفع ثمنا باهظا.

تابعو الأردن 24 على google news