jo24_banner
jo24_banner

شجرة شوك الحناء

خلود العجارمه
جو 24 :
 
و يشدها ذلك الحنين من فوق ارماء وبيل ليسافر بها وكأنها على جنح طائر كبير حط بها عند سعف ذاك القرن الصغير الذي كلما اقتربت من ذوائبه عانقت خيوط الشمس شعرها الطويل لتعكس شعاع نورها على لونه الخروبي وهي لم تزل واقفة عند حافته صامدة تراقب إشراقة الصباح وهي ترتل في الحانها بعضا من أحلامها وفي طرفي عينيها بريق من الأمل كان يتجدد مع مطلع فجر يوم جديد من أيامها التي مضت ذكرى رحلت معها كلما مر طيف من ريدها عاد بها إلى أيام الطفولة التي لم تحظى في كنفها الذي نسجت عليه خيوط الأمل في مخيلتها ومضت في عزيمتها وعلى متنها قربة ماء صغيره عليها قطعة قماش من الفوتيك كان قد أحضرها معه أخيها في إجازته السنويه في أيام لم نكن نعرف بها غير القناعة والرضا وسارة ومعها اغنامها حتى حلت بمكان عند صخرة كبيره كانت تهوى الجلوس تحت ظلها وكانت تشبه بيضة العقاب في شكلها البيضوي ولونها الأبيض المنقط المائل إلى اللون الرمادي كلما نظرت إليها خيل لها بأن في داخلها كنز من كنوز الأرض وسيأتي يوم وتحظى قريتها بهذا الكنز لأن أهلها الطيبين لم تكن أحلامهم تتعدا هذه الحدود حتى أصبحت الحقيقة للجاهلين خيالا وبالقرب من صخرة الأمنيات تلك حيث وجدت شجرة شوك الحناء هكذا هي وضعت لها اسما في مخيلتها لأنها كلما انتزعت منها شوكه كانت تنزل على يدها قطرات من شوكها برائحة ولون الحنا ولم يكن انتزاع الشوك من تلك النبتة بالأمر السهل عليها ولكنها تعودت على وخزه في كل مرة كانت تنزع شوكه منها تجعلها تشعر بالقوة لمواجهة أي وجف يسكن في قلبها لأنها كانت تسمع صوت مدافع الجيش في الجهة المقابلة من أطراف قرنها الذي تقف عنده في وقت الغروب لما كان جيشها العربي يستعد لمواجهة أي خطر صهيوني عند حدود الضفة الغربية القريبه من ربوعها هذا ما كانت تشهده في الماضي بعيد الأمل الذي سيأتي عليه يوم ليكون أقرب إليها من حبل الوريد و الذي كلما نزلت قطرة من شوك الحنا على يدها جعلت منها ثورة بركان تجري في عروقها جادت بها مثل سحابة في ليل الدجا حتى غدت مصابة في مسكبها ولكنها عادت لترسم أحلامها على صخرة التي بحثت عنها ولم تجدها في هذا الكم الهائل من الرخا المطرز في تقدمهم الحضاري الذي أحدث هذا الخراب في داخلها بعد ما مرت على ذلك المكان وهي في خطواتها المتعبه وعلى نفس الطريق المؤديه إلى الجبل الذي ما عاد سوى شارع تمر منه السيارت وعلى جنبات الطريق شاهدت صديقتها شوك الحنا وعندها توقفت قليلا لتحاول من جديد نزع شوكة منها كما كانت تفعل بالماضي و لكنها تفاجئت بأن لونها الخمري قد جف وغابت عنها رائحة ولون الحنا ومن هنا تذكرت قصة الطائر التي نسجها خيال إنسان كان يتمنى بأن تتحول وردته البيضاء إلى اللون الأحمر لك يهديها إلى محبوبته من أجل أن ترضى عنه ولكنها غدرت به ووضعت شوك أرضها بيد عدوها الذي لايرحم فهذا ما شعرت به تلك الفتاه بعد ما شاهدت شجرة أحلامها قد باتت على جنبات الطريق وما عاد شوكها قادرا على أن يقاوم كل هذه التغيرات التي حدثت في هذا الزمان الذي أصبح عليلا مقيد ا با أسوار ه ومبانيه المغلقه و التي غطتها اشجار الحور العاليه في داخلها وجوه عابسه وضحكات تزيفها لوحة الدنيا في كل حال تود أن تجلس أمامها لتسمع أحاديث الضجر وما كان لها إلا أن تتحدا في صمتها ذلك الملل و أخذت غفوه وهي تجلس على مقعدها في وقت الظهيرة والتي لا تتعدا الربع ساعه هذا هو الوقت المحدد لها لتنهض من عالم أحلامها لإنهاء عملها لتعود إلى بيتها وتجلس مع عائلتها الساعات القليله المتبقيه من صحوة الغد التي لم تغب عن ذهنها وهي تعلل بالأمل اوجاعها حتى اعتلت

ونادت من هو في الاعالي فاستجاب دعائها ولو أنها نادت بغيره لما استجاب لها الحجر
والدهر ذو علل لو أظهرت اوجاعها

تابعو الأردن 24 على google news