jo24_banner
jo24_banner

الاعلام الرسمي أداة الدولة العاجزة

زهير العزة
جو 24 :
 
 
يواجه المواطن الاردني بقوت يومه وبجسده العاري وبلحمه الحي ،كل ادوات التخريب والفساد والافساد التي تنخر بجسد الوطن وهو يدرك ان حربه طويلة ولكنه صابر حتى وان كانت هذه الحرب "تقطع النفس ".

والفساد ليس ماليا وليس اداريا وليس في الواسطة والمحسوبية وليس في الاقصاء ،وليس في الاستبعاد وليس في التهميش وليس في غياب العدالة وحسب ،بل تعدى الامر لان يكون فسادا في النفوس التي تتداول الكم الهائل من المعلومات التي تضخ لاغتيال هذه الشخصية الاعتبارية سواء كانت رسمية او غيرها ، ما الحق الاذى في نفوس كل من أصابته هذه الكميات من الاكاذيب الطائشه .

واذا كنا ندرك ان عدو المواطن والوطن الاول هو الفساد الذي ينخر في جسد الوطن ، ويعمل بعض المخلصين على مقاومته بشراسة، فأن فساد الاكاذيب هو الاخطر وهو الذي ما زال طليقا عبر الفضاء يعبث بالاوطان وبالشعوب ويصيب كل من يقف بوجهه او يصيب هذه الشخصية أو تلك على قاعدة " اذا لم تصيب تدوش " .

وحرب المواطن المفتوحة على العديد من الجبهات ،غاب عنها ويغيب عنها الاعلام الرسمي الذي يبدو انه لم يزل يعيش في زمن كان الفضاء او الاثير مفتوحا على اذاعة القدس ومن بعد اذاعة عمان وشاشة التلفزيون الاردني لاحقا ،ونسي او تناسى القائمون على هذا الاعلام الرسمي ان العالم لم يعد قرية صغيرة كما كان يقال قبل سنوات فقط بل منزل او شقة او اصغر من ذلك فكل ما يجري في هذا الكون يأتي الى غرفة التلفاز او الى هاتف جوال .

قبل سنوات تم تدمير بعض القنوات الفضائية التي كانت سيفا بيد الوطن ، مثل "سفن ستارز وجو سات" عبر تجفيف منابعهما المالية وذلك من خلال منع الاعلانات عنهما ، "ولهذا حديث خاص" وكان من اجتهد مثل هذا القرار يرى ان اغلاقهما يصب في مصلحة الوطن ، ولكن اجتهاده ثبت انه كارثي وانعكس سلبا على الوطن، حيث لم ينجح الاعلام الرسمي

أو الاعلام الخاص المحسوب على هذه الجهة او تلك ان يغطي فراغا كبيرا كانت هاتان القناتان تغطيانه .

اليوم ونحن نرى هذه الحرب تشن على الوطن والمواطن ،نسأل ماذا يفعل الاعلام الرسمي ، ابتدا من قناة المملكة والتلفزيون الاردني وغيرها من وسائل اعلامية رسمية او خاصة والتي تعمل وفق آليات تغييب عقل المواطن عن كل ما يجري في الوطن ، ما دفع البعض للتمادي في هجمته على البلاد ،ودفعت غالبية من المواطنين الى تلقي معلوماتهم من وسائل إعلام خارجية، او من خلال منصات تواصل اجتماعي خارجية وداخلية، وبما تحمل هذه المنصات من اكاذيب في احيان كثيرة تمس كل شيء في هذا الوطن..!

ان مأزق هذه الوسائل لايجب السكوت عليه ، خاصة واننا نعرف ان قدرات بعض الزملاء الاعلاميين في هذه الوسائل كبيرة ، لكن يبدو ان المشرفين او أصحاب القرار في هذه الوسائل وخاصة في قناة المملكة التي عول عليها البعض ان تكون صوتا مختلفا عن الاعلام الرسمي الاخر، وخاصة التلفزيون الاردني او الوسائل الاعلامية الرسمية الاخرى ،هم المشكلة وعندهم تكمن اسباب الفشل في استقطاب المواطن "المشاهد "عبر عدم فتح القناة للجميع، سواء من ناحية الخبرات أو من ناحية الضيوف والاخبار التي تدور في الوطن .

قلنا قبل سنوات ان مشكلة الاعلام في الاردن تكمن في أن بعض المسؤولين الذين يتم استحضارهم ليشغلوا الموقع الاول كوزراء اعلام ليسوا من اصحاب الخبرة الحقيقية "حتى وأن عملوا في الاعلام ككتاب او اصحاب "زوايا " رأي "ولا يمتلكون الموهبة التي هي أصل العمل الاعلامي ،وهذا ايضا ينطبق على المدراء والمدراء التنفيذيين واعضاء مجالس الادارة ،كما أن الشللية في تعيين المواقع المتقدمة الاشرفية والتي اصبحت ملامحها واضحة "وفاجرة" في العديد من سائل الاعلام الرسمية هي من دمر هذه المؤسسات وبالتالي دفع المواطن الى عدم الثقة في كل ما يبث أو ينشر عبر الوسائل.

ان سياسة تكميم افواه الاعلاميين الحقيقين المهنيين والموهوبين المخلصين عن متابعة ما يجري في الوطن يسيء للوطن، ولن تنجح هذه السياسة في حماية الوطن والمواطن كما يعتقد بعض القائمين على الاعلام الرسمي ،بل على العكس أدت هذه السياسة الى توجه المواطن الى جهات اعلامية خارجية اضرت وتضر بالوطن ، ولذلك مطلوب اعادت "نفض " هذه المؤسسات وتعيين من هم من اصحاب الخبرة الحقيقية ولديهم الموهبة في مجال الاعلام ، وليس كما هو حادث الان حيث يحتل البعض من اصحاب زوايا الكتابة في الصحف اليومية المركز الاول في المؤسسات الاعلامية الرسمية ما انعكس سلبا على اداء هذه المؤسسات .

ان الاعلام الرسمي الان يبدو عاجزا عن الدفاع عن الوطن او المواطن ،وهو يمثل الان اداة للدولة العاجزة عن مواجهة التحديات الداخلية او الخارجية ،فهل يستمر صناع القرار في تغطية هذا النهج المدمر ..؟

 

 
تابعو الأردن 24 على google news