jo24_banner
jo24_banner

الحروب العربية متى وكيف ستنتهي ؟

د. عمر العسوفي
جو 24 :
 لن نحتاج إلى جهد كبير أو ذكاء حاد كي نكتشف أن الأمة العربية حافظت على موقعها في ذيل الأمم وفي انحدار مستمر على جميع الصعد، قبل فترة ما يسمى بالأستقلال(وهو استقلال زائف نقل البندقية من المستعمر الأصيل إلى النظام الوكيل)كانت البلاد العربية تخضع إلى حكم الإمبراطورية العثمانية وقبلها كانت الحروب الصليبه وقبلها غزو المغول وقبلهم دويلات شبه مستقلة داخل دولة الخلافة ،الدولة العربية القطرية ما بعد الاستقلال المزعوم عملت بكل جد وإخلاص وتفاني على تنفيذ الوظائف المطلوبة منها وزادت على ذلك بأن ساهمت اسهاما مباشرا في انحطاط شعوبها إلى الدرك الأسفل وجعلت الأمة العربية مضحكة ومسخرة أمام باقي كل الأمم، وكل ذلك حدث لتحقيق هدفين رئيسيين أولهما الحفاظ على العروش والثاني الحفاظ على بقاء وتفوق الدولة الصهيونية وكلا السببين مرتبط بالمشروع الأمبريالي الغربي والذي تعتبر دولة الأحتلال رأس الحربة فيه.
الدول المستعمرة عندما تنشئ نظام وظيفي تقرر له مدة صلاحية والتي عادة ما تكون مرتبطة بتطور المشروع الاستعماري ، لقد تطور المشروع الاستعماري وأدخل إلى المنطقة العربية ما يسمى بالفوضى الخلاقة وهي التي نعيش فصولها يوما بيوم، حرب في العراق وأخرى في سوريا والعن منهما في اليمن وعن لبيبا والسودان فحدث ولا حرج ولا يوجد بلد عربي واحد ناج من تلك الفوضى،والنتيجة الواضحة وضوح الشمس هو أختفاء المشروع العربي كليا والانزياح بقوة إلى المشروع الصهيوني وبكل وقاحة ودون أي اعتبار لمشاعر الشعوب العربية لأبل وتحديد الخصوم والحلفاء بكل شفافية تامة؟
فالأنظمة العربية والعدو الصهيوني وتحت القيادة الأمريكية أصبحت في خندق واحد والعدو لها هما تركيا وايران...اذا النظام العربي متحالف مع المشروع الغربي والأمة العربية متناغمة مع التاريخ والجغرافيا والدين التي تمثلها ايران وتركيا.
وبالعودة إلى السؤال الذي يشكل عنوان المقال متى وكيف ستنتهي الحروب العربية؟
الخارطة أصبحت أكثر وضوحا فالأقطار العربية لم ولن تشكل خطرا على العدو المحتل في المنظور القريب وهنا ستحضر نظرية الصراع الحتمي ما بين القوى صاحبة النفوذ....اسرائيل وحكام العرب من جهة وايران وتركيا من جهة اخرى...أما القوى الكبرى فستكون لها حسابات دقيقة وحساسة وستتحالف مع القوى الأقليمية والتي ليس من بينها العرب كقوة منظمة وموحدة، ستنتقل الحروب العربية إلى الأقليم وفي النتيجة ستعود المنطقة العربية موزعة أو موحدة تحت أنظمة حكم ليست عربية، وستزول الدولة العربية التي أنتجتها سايكس بيكو وسيغني المسحجون للقائد الملهم والزعيم الضرورة ولكن وهم تحت بسطار حاكم جديد.
# استحضر ما قاله تشرشل اذا غاب العرب ماتت الخيانة.
 
 
تابعو الأردن 24 على google news