2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نريد ان نسمع صوت العقلاء!

حسين الرواشدة
جو 24 : لا يوجد أي عاقل في بلدنا الا ويضع يده على قلبه خوفا من النوازل القادمة، لكن الشعور “بالقلق” لا يكفي وحده لاجتناب ما يُخشى حدوثه، وبالتالي لا بد ان تخرج اصوات هؤلاء العقلاء الى الملأ، وأن “يتكاتفوا” معا لاطلاق “مبادرة” وطنية معتبرة ومقنعة تتناغم مع طموحات الاردنيين كلهم، وتخرج من رحم معاناتهم، وتضغط بما يلزم للدخول في عملية اصلاح حقيقي بعيدا عن التعامل مع الناس بمنطق من “يعرف لكن يحرف” كما يقول اجدادنا.

منذ عام ونصف العام والناس “تصرخ” في الشارع بلا جدوى، كان يمكن منذ اللحظة الاولى ان “نلتقط” ذبذبات اصواتهم وان نفهم رسائلهم ونأخذها على محمل الجد، ولو فعلنا ذلك لانتهت المشكلة، ولكان لدينا حكومة وبرلمان يتمتعان بثقة الناس، ويستطيعان ان يتخذا ما يلزم من مقررات صعبة لانقاذ اقتصادنا، تماما كما حصل في المغرب، حيث ترك للناس ان “يصمموا” مشروع اصلاحهم بأنفسهم، وان يختاروا من يمثلهم ويدير شؤونهم، لكننا للأسف ما زلنا نعاني من حالة “الانكار” والعناد وما زلنا مصرين على ان “العاصفة” ستمر والشارع سيهدأ ولا حاجة لتقديم اي تنازلات.

يا إلهي، كيف يمكن “لأحدنا” ان يقف متفرجا على بلده وهو يعيش مثل هذه الازمات؟ كيف يمكن ان “ينام” بهدوء وهو يسمع هذه الاصوات التي تتغلغل في كل بيت “شاكية” او “باكية” من سوء الاوضاع او من القادم الاخطر؟ كيف يمكن “للعقلاء” تحديدا ان يلتزموا الصمت ويتركوا “للشارع” ومعه رصيده من الاغلبية “الصابرة” لكي يمسكوا بزمام “المبادرة” او يقطعوا اجازتهم الاضطرارية لينتزعوا حقوقهم بمعرفتهم؟ اي سيناريوهات نتوقعها اذا ما شعر الناس “الفقراء” بأننا خذلناهم وبأننا ضربنا على “اعصابهم” الحساسة وادرنا ظهرنا لمطالبهم؟ او اذا ما احسّوا بأن “اصواتهم” مجرد صراخ لا يسمعه احد.

لا بد ان نصارح انفسنا الآن بما فعلناه على مدى عام ونصف العام، وان نسأل: ما الذي انجزناه؟ ولماذا لم يقتنع الناس؟ وما الذي يمنعنا من “مباشرة” الاصلاح؟ ولماذا نصرّ على “استفزاز” الناس ومعاقبتهم بمقررات اقتصادية “مرة”؟ وبصراحة اكثر: لماذا نقدم مصالحنا الخاصة على مصلحة بلدنا؟ ولماذا لا نتطلع لما يحدث من حولنا ونتعظ به؟ والى اي طريق يريد ان يأخذنا هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاصلاح ولا يفكرون الا في امتيازاتهم وحساباتهم الانانية.

ان ما نسمعه في “الشارع” هو جزء بسيط من “الصورة” ولا يجوز ان نستهين بما حولها ووراءها، كما يجوم ان “نقنع” انفسنا بأننا “استثناء” وبأن “طيبة” الناس وقدرتهم على الاحتمال تمنحنا “شيكا” ابيض للسحب من “رصيد” معاناتهم، لقد دقت لحظة الحقيقة، ودخل كثيرون على الخط، وبمقدورنا ان نقرأ ما ينشر في الداخل والخارج، وما يقال هنا وهناك، لنفهم ما حدث للاردنيين وما يمكن ان يحدث.

نريد ان نسمع صوت “العقلاء” في بلدنا لانه حين تغيب “الحكمة” يخرج “الجنون” من قمقمه، وتختلط “الاوراق” ليطل رأس الفتنة، وعندئذ تتعقد الخيارات وتضل الاقدام طريقها الى الصواب وندفع جميعا ثمن الحيرة والتيه.. لا قدر الله.
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير