2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لقاحات كورونا.. بدء العد التنازلي وسيناريو جائحة انفلونزا "الخنازير"

حاتم الأزرعي
جو 24 :
بدأ العد التنازلي لإعطاء اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وتوشك عديد من دول العالم على بدء التلقيح ضد هذا الفيروس، الذي ظهر أواخر العام الماضي، وتحول إلى جائحة، عالمية، تتسابق الدول في إنتاج وتصنيع اللقاحات المحصنة ضده، في ظل انتشار ورواج نظرية المؤامرة، تجاه الفيروس نفسه واللقاحات التي يجري تصنيعها للوقاية منه.

ومنذ وقت مبكر، شرعت الدول، والاردن واحدة منها، في فتح قنوات اتصال مع الشركات المصنعة للقاحات، لحجز الكميات التي تطمح للحصول عليها، لمواجهة التحدي الكبير، المتمثل في انتشار الوباء وتفشيه، حيث تعتقد الدول ان الآمال في التخلص من الفيروس وانتشاره معقودة نواصيها على اللقاحات، وخاصة مع عدم توفر اي علاج نوعي للمصابين بالفايروس حتى اللحظة.

وبالتزامن مع قرب جاهزية اللقاح، والانتهاء من المراحل اللازمة لاجازته للتداول بعد المرور بالتجارب العديدة، وفقا للأصول المتبعة على هذا الصعيد، وتصاعد وتيرة، التأكيد على فاعلية العديد من اللقاحات ومامونيتها، تنطلق أصوات تشكك بكل ما يتصل بالفيروس بشكل عام، واللقاحات المضادة له بشكل خاص، حتى قبل اجازتها للتداول ومعرفة التفاصيل الدقيقة عنها وحولها، وهو ما يثير الريبة، حول أهداف هذه الأصوات وما ترمي اليه من غايات!!

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث الانتشار الواسع للفيروس وتزايد اعداد الاصابات والوفيات، شكل بيتها الأبيض لجنة لتسريع تطوير اللقاحات ضد كورونا، واكدت سلامة اللقاحين اللذين جرى الإعلان عنهما من شركتين، حيث لوحظت
اعراض جانبية ، كاحمرار وألم في مكان تلقي الجرعة، إضافة إلى الحرارة وألم في العضلات، . قد تستمر إلى يوم ونصف اليوم ، وهي لا تدعو إلى القلق وفقا للخبراء والمختصين.

وكما في أمريكا، كذلك في العديد من دول العالم، تتنامى حالة من رفض اللقاحات، وتأبى فئات عديدة وشرائح واسعة في المجتمع اخذها، وتبذل الجهات الصحية المختصة، قصارى جهدها للطمأنة حول سلامة اللقاحات ومأمونيتها، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستعد لتوزيع اللقاح ضد كورونا قبل عيد الميلاد في الخامس والعشرين من الشهر الحالي حيث يجري تحديد الفئات التي ستحظى بالأولوية في الحصول على المطعوم.

وتتابع الجهات المختصة والمعنية في الاردن وتترقب اجازة اللقاحات ضد الفيروس، وتواصل اتصالاتها لتامين حاجتها، وحسب معلوماتي انها عممت على القطاعات الصحية للوقوف على اعداد الراغبين بتلقي اللقاح حال توفره ، فضلا عن أنه يجري تحديد الفئات التي ستعطى الاولوية في اخذ اللقاح، ولا أشك في أن على رأس القائمة الكوادر الصحية.

وما اشبه اليوم بالبارحة، وأعود بالذاكرة إلى عام ( ٢٠٠٩)، حين انتشر فيروس (h1 n1) ما اطلق عليه انذاك انفلونزا الخنازير، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية درجة التأهب القصوى، بعد انتشار الجائحة وتفشيها عالميا.

وذات السيناريو، فقد شرعت الشركات المصنعة للقاحات، في إجراء الدراسات والبحوث والتجارب لإيجاد اللقاح المناسب الآمن ضد الفيروس، وبلغ التنافس أوجه بينها، يحاول كل منها الوصول اولا وقبل الجميع لهذا اللقاح، وكذلك الدول التي سعت لحجز حاجتها من المطعوم حال تصنيعه، وخصصت للدول نسب محددة منه.

وبذل الاردن جهدا مكثفا، للحصول على اللقاح، ونجح في توفيره منذ البدايات الاولى لاجازته للتداول، وأعلنت اسماء المراكز الصحية التي تستقبل الراغبين في اخذ اللقاح، ووفرت كل التسهيلات وبسطت الاجراءات لتشجيع التحصين ضد الفيروس الذي لم يكن اقل خطورة من فيروس كوفيد ١٩ (كورونا) المنتشر حاليا.

ورغم كل ذلك، لم يكن الاقبال لأخذ اللقاح بالمستوى المطلوب، بل كان في الحد الأدنى الذي لا يحقق الجدوى من اللقاح، وصولا إلى المناعة المجتمعية، ولم تفلح الحملة الوطنية بمشاركة وزير الصحة وكبار مسؤوليها ونقباء الأطباء والصيدلة والممرضين وغيرهم في اقناع الناس، أنذاك، باخذ اللقاح، واتلف اغلبه، وضاع هباءا منثورا، ما حدا بديوان المحاسبة إلى مساءلة الوزارة مرارا وتكرارا، في هذا الشأن، دون أن يقدر الديوان بطبيعة الحال الظرف الاستثنائي الضاغط!!

وأعتقد أن الإشاعات السلبية التي تزامنت مع الإعلان عن تصنيع اللقاح، اسهمت في زرع بذور الشك لدى الناس واحجامهم عن اخذ اللقاح، في غياب التوعية الفاعلة باهميته وضرورته،في الوقت المناسب، فالعليق لا ينفع عند الغاره!!

وحتى لا يتكرر هذا السيناريو، مع اللقاحات ضد فيروس كورونا، اتمنى على وزارة الصحة والجهات الشريكة لها في هذه المسؤولية البدء بحملات توعية مكثفة، في الوقت المناسب قبل فوات الأوان، حول أهمية اللقاحات ودورها في الحفاظ على الصحة العامة وسلامة الناس، والانفتاح على وسائل الإعلام والاتصال الوازنة، وبخلاف ذلك ستكون الإشاعات المغرضة سيدة الموقف، فتضيع جهود الدولة في تأمين اللقاح المناسب الأكثر أمانا عبثا، حين يحجم الناس عن أخذها، كما في جائحة انفلونزا الخنازير!!
 
تابعو الأردن 24 على google news