على هامش كرسي "الصناعة " وصناعة الكرسي !!
حاتم الأزرعي
جو 24 :
تستعد غرفة صناعة عمان، لعرض أكبر كرسي جرى صناعته في الأردن وهو الأكبر من نوعه في المنطقة.
واصدرت الغرفة بيانا صحفيا ، أشارت فيه الى أن طول الكرسي يصل إلى 7 أمتار وعرضه 3 أمتار وعمقه 3 أمتار .
ويستحق هذا الإنجاز العظيم ، اصدار بيان ، كيف لا ! ولم يسبقنا الى مثله احد في العالم ، صحيح انه تم غزو الفضاء ، وزراعة الأعضاء ، وقُطع شوط طويل ، على طريق الذكاء الاصطناعي ، الذي بلغ حدا بالغ الدقة والحساسية، إذ باتت الروبوتات تعقد مؤتمرات صحفية، تتواصل عبرها مع البشر ، وتبعث برسائل لطمأنتهم، وغيرها الكثير من الانجازات ، التي تصب في خدمة البشرية ، وهي لا تحصى ولا تعد، والحبل على الجرار.
على اي حال ، وقبل الدخول في صلب الموضوع ، فأنني ادعو الحكومة ، إلى الإفادة من الذكاء الاصطناعي ، والاستعاضة عن ابواقها الاعلامية الفجة ، بالاستعانة بالريبوتات ، فقد عقدت مؤتمرا صحفيا ناجحا ومقنعا الى حد كبير .
وعود على بدء ، فإن كل ما حققته البشرية من إنجازات، مهما بلغ شأنها ، في خدمة البشرية ، فإنها لا ترقى إلى مستوى انجاز غرفة صناعتنا، فقد حققت قصب السبق في انجاز الكرسي العملاق ، طولا وعرضا وعمقا ، فهل استطاع غيرنا الوصول إلى هذا الإنجاز بالغ الأهمية !! بالتأكيد فإن الجواب القطعي، لا ! .
ولدي القناعة التامة ، بأن السوداويون في بلدنا ، الذين عراهم رئيس الحكومة ، وفضح أمرهم، وكشف خبث نواياهم ، سوف تنبري اقلامهم المسومة ، في الحط من شأن هذا الإنجاز الكبير ، وتقليل أهميته، وتشكك في دوره العظيم ، في خدمة ليس الاردن فحسب ، وانما البشرية جمعاء.
نعم ، مهما علت أصوات الباطل في الطعن بالإنجاز، والتشكيك باهميته على المستوى المحلي والعالمي ، فإنها ستبقى دون ارتفاعه البالغ سبعة أمتار! ، ولن يرقى التشكيك بقيمته في بلد يأكل مما يزرع ، ويلبس مما يصنع ، إلى مستوى عرض الكرسي وعمقه !.
ولن اتحدث هنا عن أهمية الكرسي المعجزة ، على المستوى العالمي ، وساقتصر الحديث عن واحدة من أبلغ فوائد الكرسي على المستوى الوطني ، وذلك على سبيل المثال لا الحصر ، ويكفيه ذلك ، فما بالكم اذا تحدثنا عن جميع الفوائد ، التي يحققها ، لكن المساحة المتاحة لا تحتمل سرد بعضها ، فكيف بجلها !!.
للحقيقة ، فإن الكرسي جاء ليلبي حاجة وطنية ملحة ، ويسجل لمطلقي هذا الإنجاز الرائع ، انهم لمسوا بحسهم المرهف ، ضرورة تحقيق انجاز ، يتصدى بمسؤولية لمجابهة التحديات التي يواجهها الوطن !!.
ولعل على رأس سلم اولوياتنا اليوم ، إيجاد حلول مثالية وعملية للاشكاليات التي تواجه الوطن على صعيد " الكراسي" ، إذ أن عددها المتوفر اقل بكثير من المطلوب لإرضاء الطامحين والراغبين والمقاتلين من أجل "الكرسي " ثم هناك من تضخمو من النفخ الرسمي ، إلى درجة ضاقت بهم الكراسي ،وما عادت تسعهم .
ويضاف إلى ذلك أن هناك عديد من المسؤولين على عكس سابقيهم ، اتسع الكرسي عليهم ، اصبح فضفاضا، ولا يحتمل اثنين للجلوس ، فكان لا بد من ابداع الكرسي السحري ،ليتسع لأكثر من واحد ، ولا يكون فضفاضا .
وبقي أن نقول للسوداويون في نظرتهم، لكل انجاز وطني ، الا ترون أهمية، انجاز الكرسي ، الديكم بعد شك بقيمته ارجو أن تكونوا قد ادركتم مدى فائدته ، فلا تكسروا مجاديف المبدعين ، ودعوهم يعرضون الكرسي في اليوم الموعود ، ويقطفون ثمار زرعهم الطيب ، دون منغصات ، فنحن بأمس الحاجة للفرح والابتهاج بالإنجازات، التي دوما تقللون من شأنها وقيمتها، بسبب عجزكم، وقلة حيلتكم للإبداع!!.