كائنات فضائية تبرم اتفاقية مع الرئيس الأمريكي ترمب!!
حاتم الأزرعي
جو 24 :
لم أكن ممن يؤمنون بمقولة ان العالم ما بعد كورونا، لن يكون كما قبلها، في إشارة إلى أن العالم بعد كورونا سيتغير بشكل كامل، ربما يفوق قدرة الناس على الفهم والاستيعاب والتقبل!!. وفعلا نلمس اليوم، وبما لا يدع مجالا للشك فيه، ان كورونا باتت الحد الفاصل بين عالمين، ما قبلها، وما بعدها، ولعل من أبرز معالم التغير، التي نعيشها اليوم، بعد تفشي الوباء وانتشاره، عالميا، تتمثل في حالة الهذيان على اكثر من صعيد، لكن اشدها وضوحا ما تداولته وسائل الإعلام نقلا عن مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية .
تقول الصحيفة واسعة الانتشار، ان البروفيسور والجنرال الإسرائيلي المتقاعد خائيم إيشيد أعرب عن قناعته بأن " كائنات فضائية" قد وصلت سرا إلى كوكب الأرض،ووقعت اتفاقية مع الحكومة الأمريكية تتيح لها إجراء اختبارات في الأرض، ولست ادري بأية لغة صيغت الاتفاقية!!.
وكل ما نعرفه ان الاتفاقية وقعت مع الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب، الذي كاد ان يكشف الستار عن وجودهم، لكن تلك الكائنات الفضائية طلبت منه عدم الكشف عن وصولها الى الأرض لأنهم لا يريدون بث حالة من "الهستيريا الجماعية"، ما الطفهم هؤلاء الفضائيون !!. فهل يكشف هذا السر الرئيس الأمريكي المنتصر جو بايدن، بعد أن بات يتلقى الاحاطات السرية ذاتها التي يطلع عليها الرئيس الحالي قبل مغادرته البيت الأبيض!!.
نعم، ما بعد كورونا ليس كما قبلها، كل شيء جائز ومقبول، فهمناه ام لم نفهمه، وهذا ما يؤكده البرفسور الإسرائيلي، فهو يرى ان هذا التصريح قبل خمس سنوات كان كفيلا بنقله إلى المستشفى فورا (يقصد هنا مستشفى الأمراض النفسية) ، مشيرا إلى أن الأوساط الأكاديمية لم تكن تقبل حتى الآونة الأخيرة روايته لكن الآن "بدؤوا يفكرون بطريقة مختلفة" كيف لا ونحن نعيش زمن ما بعد كورونا!!.
وفي الخبر المتداول حول اللقاء الذي أجرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" حالة هذيان ما كانت تجروء صحيفة على نشرها قبل زمن كورونا، الذي بات يحتمل ويحمل في احشائه كل المتناقضات، المنطق ونقيضه، السلبي والإيجابي، الشيء وضده، القبول والرفض، الساخن والبارد، الحق والباطل، الشجاعة والجبن، وعدد ما شئت من متناقضات يمكن صبها اليوم في قالب واحد، في زمن الموت الرخيص على يد فيروس متناهي الصغر، لا تراه العين المجردة!!.
وللحقيقة، لم ترق لي كثيرا مسألة البقاء في دائرة تفسير التصريح على أنه يعكس حالة "هذيان" يقع تحت تأثيرها شخص، ربما أصابه الخرف، إذ هل تجاريه في ذلك صحيفة بحجم "يديعوت أحرونوت"؟! ام ان المسألة ابعد واعمق من ذلك؟.
في التحليل الأولي، يأتي التصريح متزامنا مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صاحب الفضل في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما لم يجروء على الأقدام عليه أي رئيس سابق للولايات المتحدة الأمريكية، فهل اراد" أبناء العم "تكريمه وتعويضه عن هزيمته، بايقاءه في دائرة الضوء في موضوع مثير يجذب الانظار منذ سنوات طويلة؟!.
وارد، لكنني اريد ان اذهب في التحليل إلى مسافة ابعد واعمق،إذ اعتقد ان نشر اللقاء وتسويقه، لا يمكن أن يكون عبثيا او لتحقيق غاية آنية تزول هكذا دون توظيفها في قادم الأيام، في زمن ما بعد كورونا، وقبول ما لا يمكن قبوله، تحت تأثير الصدمة وحالة الياس التي يجري التهيئة لها بنشر رائحة الموت في كل مكان وكان البشرية تدخل مرحلة نهاية الكون وتيمم نحو آخرتها!!.
وفي العمق، اميل إلى الاعتقاد بأن المرحلة القادمة، ستشهد ضخا مكثفا للخرافات، للتغطية على أحداث كبرى جسام وقعت او يجري الاعداد لها في إطار استراتيجيات الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي، وخلال جائحة كورونا وانشغال الناس بالخوف على حياتهم مرت صفقات ولقاءات وحالة تطبيع علني غير مسبوقة، جهارا نهارا، على الملآ، وأمام عدسات الكاميرات.
واليوم، وبعد قرب انتهاء أزمة كورونا، بعد تصنيع اللقاح والبدء بضخه في السوق العالمي تدريجيا، في مرحلة قد تستمر إلى نهاية العام القادم، أو النصف الأول منه على أحسن تقدير، بماذا تشغل وسائل الإعلام الناس، للتغطية على الفصل القادم من تصفية القضية الفلسطينية فيما يعرف بصفقة القرن؟؟.
اعتقد ان ملامح السيناريو القادم واضحة، تدلنا عليها، وترشدنا إليها تجارب سابقه وخبرات مررنا بها، إذ سوف تضخ وسائل الإعلام سيلا من الخرافات لإلهاء الناس واشغالهم عما يجري التحضير له من استراتيجيات ترسم خارطة طريق لمستقبل المنطقة بعد تداعيها وانهيار قواها الفاعلة القادرة على المجابهة والمقاومة، وتطويع ثروتها المادية والبشرية بالتطبيع!!.
واول غيث الخرافات، ولا عجب انطلاقها من "يديعوت أحرونوت" قصة "الكائنات الفضائية"، ونذكر كيف تزامنت خرافة الأطباق الطائرة في مراحل مختلفةمع أحداث جسام، محليا وعالميا، لاشغال الرأي العام وحرف الانظار عنها!!
وكيف ننسى كل الخرافات والاساطير والخوارق للطبيعة، التي ولدت من رحم الازمات، وفي ظل الهزائم والانكسارات والنكسات التي مررنا بها في تاريخنا الماضي والمعاصر على حد سواء؟!.
ولم تكن الأطباق الطائرة، اول الخرافات، ولن تكون الكائنات الفضائية آخرها، وسيعيدون توليد الخرافة من رحم الخرافة، إلى ما لا نهاية، فأحذروا وانتبهوا، فقد بدأ تشغيل أسطوانة الخرافة، وضجيجها يطرم الاذان وعجيجها يذهب الإبصار!!.