ثقافة وطنية قاصرة!!
خيري منصور
جو 24 : هناك مسألة بالغة الأهمية من الناحيتين التربوية الوطنية والثقافية حذفت من معظم التشخيصات والتوصيفات التي قدمت عن الاخفاق العربي المزدوج سواء من الناحية القومية وأدبيات الوحدة أو من الجانب المتصل بالقضية الفلسطينية.
تتلخص هذه المسألة قومياً في أطروحات رومانسية ونشيدية للفكر القومي، وذلك بتجاهل أو بجهل بما هو اقتصادي واجتماعي، بحيث أصبحت هذه الأطروحات منزوعة الدسم العلمي ولم تكن الاخفاقات التي تعاقبت واجهضت مشاريع وحدوية إلا نتاجاً لتلك الثقافة الغنائية والأفقية، والقول بان العوامل الخارجية واستراتيجيات التجزئة لعبت دور البطولة في هذه الدراما القومية به مبالغة أولاً، وبه محاولة لتبرئة الذات والفرار من مواجهة التقصير وفلسطينيا كان التثقيف وما يزال بهذه القضية التي وصفت في الأدبيات السياسية بأنها مركزية قاصراً ايضاً، بحيث عزلت عن مقاربات تتعلق بالأمن القومي للبلدان العربية ذات الصلة، خصوصاً مصر، بحيث بدت خسائر مصر مادياً ومعنوياً واقتصادياً كما لو أنها بسبب التورط بحروب فرضتها القضية الفلسطينية، وهذا ما سمعناه بالأمس من أحد أبرز الباحثين في مصر عندما قال ان مصر قدمت خلال خمس حروب عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى من أجل فلسطين، والحقيقة أن مصر كانت تدافع عن نفسها أولاً وعن أمنها القومي خصوصاً في المراحل التي أدرك فيها ساسة وقادة وجنرالات ومفكرون مصريون أن اسرائيل تستهدف مصر في العمق، لهذا سمعنا ذات يوم من بيغن وهو يزور الأهرام أن أجداده اليهود هم بناتها، وسمعنا من ليبرمان تهديدات بقصف السد العالي، كان ذلك رغم مرور أعوام وأعوام على معاهدة كامب ديفيد ومن بعدها اتفاقية أوسلو.
أننا كعرب ندفع الآن جميعاً ثمن تلك الثقافة القاصرة، سواء تعلق الأمر بالوحدة أو الصراع مع اسرائيل.
فمصر والسودان اللذان كانا توأمين للنيل لم ينفصلا فقط، بل أصبح السودان سودانين وقد يصبح أربعة سودانات، كما أن هناك في مصر نزعات انفصالية كما حدث في حركة كتالة النوبية.
ان فك الارتباط بين الأمن القومي العربي وفلسطين بحيث تبدو هي سبب الفقر والتخلف والحروب هو من افراز ثقافة قاصرة أدت الى سوء فهم وتفاهم معاً آخذ في التعمق!
(الدستور)
تتلخص هذه المسألة قومياً في أطروحات رومانسية ونشيدية للفكر القومي، وذلك بتجاهل أو بجهل بما هو اقتصادي واجتماعي، بحيث أصبحت هذه الأطروحات منزوعة الدسم العلمي ولم تكن الاخفاقات التي تعاقبت واجهضت مشاريع وحدوية إلا نتاجاً لتلك الثقافة الغنائية والأفقية، والقول بان العوامل الخارجية واستراتيجيات التجزئة لعبت دور البطولة في هذه الدراما القومية به مبالغة أولاً، وبه محاولة لتبرئة الذات والفرار من مواجهة التقصير وفلسطينيا كان التثقيف وما يزال بهذه القضية التي وصفت في الأدبيات السياسية بأنها مركزية قاصراً ايضاً، بحيث عزلت عن مقاربات تتعلق بالأمن القومي للبلدان العربية ذات الصلة، خصوصاً مصر، بحيث بدت خسائر مصر مادياً ومعنوياً واقتصادياً كما لو أنها بسبب التورط بحروب فرضتها القضية الفلسطينية، وهذا ما سمعناه بالأمس من أحد أبرز الباحثين في مصر عندما قال ان مصر قدمت خلال خمس حروب عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى من أجل فلسطين، والحقيقة أن مصر كانت تدافع عن نفسها أولاً وعن أمنها القومي خصوصاً في المراحل التي أدرك فيها ساسة وقادة وجنرالات ومفكرون مصريون أن اسرائيل تستهدف مصر في العمق، لهذا سمعنا ذات يوم من بيغن وهو يزور الأهرام أن أجداده اليهود هم بناتها، وسمعنا من ليبرمان تهديدات بقصف السد العالي، كان ذلك رغم مرور أعوام وأعوام على معاهدة كامب ديفيد ومن بعدها اتفاقية أوسلو.
أننا كعرب ندفع الآن جميعاً ثمن تلك الثقافة القاصرة، سواء تعلق الأمر بالوحدة أو الصراع مع اسرائيل.
فمصر والسودان اللذان كانا توأمين للنيل لم ينفصلا فقط، بل أصبح السودان سودانين وقد يصبح أربعة سودانات، كما أن هناك في مصر نزعات انفصالية كما حدث في حركة كتالة النوبية.
ان فك الارتباط بين الأمن القومي العربي وفلسطين بحيث تبدو هي سبب الفقر والتخلف والحروب هو من افراز ثقافة قاصرة أدت الى سوء فهم وتفاهم معاً آخذ في التعمق!
(الدستور)