jo24_banner
jo24_banner

عندما تجتمع الشللية والزبائنية.. تفسد الحياة السياسية

سليم البطاينة
جو 24 :


عندما تغيب الاصلاحات السياسية وتنتشر الشللية والزبائنية في أي دولة من دول العالم، تتسلل حينها أسماء كثيرة وتفرض نفسها ووصايتها على المشهد السياسي، وتترك خلفها حالة من الفراغ السياسي والمؤسسي والثقافي، تبدأ في التهميش وتعمل على ترحيل رموز كثيرة وتُكرس عملية التوريث السياسي وتنتهي بالعزل.. فهي دكانة لا يدخلها النُخب بل يدخلها أصحاب الحظوة.. فباتت الشللية أقوى من أي تنظيم سياسي أو حزبي، وقاتلة ومُدمرة لمقومات الحياة السياسية.

ففي دُنيا السياسة لا بد من الشللية فهي طريق لتميز البعض دون الاخر ويترتبُ عليها نتائج خطيرة في اختفاء رموز كبيرة أو صعود إسماء لا تستحق.. فالشلة في العمل السياسي قادرة أن تحجُب من تُريد وان تفرضُ من لا يستحق.. فهناك من النُخب يبتعد عن المشهد حفظاً لكرامته واحتراماً لتاريخه.

فإذا اردنا ان نرتب الامراض التي تُعاني منها مؤسسات الدولة ستأتي الشللية والزبائنية على رأس القائمة.. فأسبابها وروافد تغذيتها لا تعُد ولا تُحصى منها ما هو سياسي وأقتصادي واجتماعي.. فهي هيكل مواز لهيكل الحكومة ومناقض له.

فالانتماء للشلل يتطلب مواهب أهمها النفاق والكذب والاحتيال .. فمن الصعب أقتلاعها لكن من الممكن مُحاصرتها فهي متواجدة في معظم دول العالم وعلى ما مستوى كونها باتت أحد الركائز القوية للفساد بجميع اشكاله والوانه. فهي آفة العمل وعتبة الفساد وأداة تعطيل المصالح وضياع الفرص من مُستحقيها ... ففي السنوات الاخيرة ظهر إلى السطح نماذج عديدة من الشلل التي تسيست وتأدلجت .. فإذا كنّا نُريد اصلاحاً سياسياً قوياً وجديداً خالياً من تراكُمات الماضي فلا بد من ضرب شلل المصالح على أعلى مستوى ... فالدولة وأجهزتها وسطوة نفوذها هي الوحيدة القادرة على تشتيتهم وعكس ذلك فأننا نحرُث في البحر.
 
تابعو الأردن 24 على google news