الدُّومة قراطية!!
خيري منصور
جو 24 : هذا المصطلح ليس بديلاً أو تحويراً لما سماه الأغريق القدماء حكم الشعب، فالديمقراطية لم تجد بعد أكثر من عشرين قرناً من يترجمها الى لغة أخرى غير لغة أصحابها اليونانيين، لكن الحكاية ببساطة هي أن الناشط المصري أحمد دومة وهو من ثوار الموجتين في يناير وحزيران لا يجد ما يحول دون حواره مع أبيه، فالأب اخواني، وعلى النقيض من أطروحة وموقف ابنه، لكنه ايضاً لا يقول بأن النار تخلف رماداً، ولا ينعت ابنه بالعقوق، ويعترف الاثنان الأب والابن كل بطريقته أن هذا الاختلاف لا يفسد العلاقة الأبوية، فهل حقق رجلان فقط ما عجز عن تحقيقه حتى الآن أكثر من خمسين مليون انسان أقاموا في الشوارع، وصاموا في الشوارع ويصر كل منهم أن يفطر على انتصار، حتى لو كان هذا الانتصار كما وصفه أمير الشعراء أحمد شوقي في مسرحية كليوباترا، مجرد ظفر في فم الأماني، لكن ليس هناك منه ما يساوي قلامة ظفر!!
عرفنا في العالم حالات اختلف الأخ فيها مع توأمه أو والده سياسياً وايديولوجياً، وتعايش المختلفون تحت سقف واحد هو سقف منزل وليس سقف وطن شاسع.
اختلفت ابنة فيديل كاسترو مع والدها الراديكالي وعاشت على الشاطىء الآخر المقابل لكوبا سياسياً وايديولوجياً.. فلم يحاول مطاردتها لاغتيالها ولم تكن هي الدليل لاغتياله ولو لمرة واحدة من المئتي مرة التي تعرض فيها للاغتيال.
الدومقراطية، لها الآن في اللغة العربية دلالة أخرى، مغايرة لدلالتها الاغريقية، فهي مشتقة من اسم دومة العربي، واذا قدر لها ان تتمدد وتتحول من استثناء الى قاعدة فان انسداد الآفاق يصبح قابلاً للاختراق والعبور الآمن.
أحمد دومة المصري تمرد أيضاً على نظرية شاعر قبيلة غزية الذي تنازل عن عينيه وأذنيه ليردد صدى القبيلة كالببغاء، فاختلف مع والده لكنه لم يعد له كميناً، وكذلك الوالد الذي لم يعلن البراءة في الصحف من ابنه، بل العكس هو ما حدث، فقد سعت من الأب والابن معاً ان التعايش ممكن الى ما لا نهاية شرط أن لا يتحول الاختلاف الى خلاف، وبالتالي الى حرب، ففي السياسة اذا كانت محررة من التعصب والعصاب لا يصبح الاختلاف بين الافراد والجماعات شحماً وناراً، ما دام هناك بعد ثالث، هو بمثابة القاسم الوطني المشترك بين المختلفين.
«دومقراطية» دومة وابنه عربية ومصرية بامتيازين، أولهما ان الاثنين عثرا في جدول الضرب الوطني ما يجمع اضافة الى ما يقسم ويطرح، والارجح ان الغلاة ممن يذهبون الى أقاصي الراديكالية يكذبون اذا قالوا بأن الوطن أهم من مصالحهم وأهدافهم، فالأم الحقيقية للصبي تنازلت عنه عندما عرفت أن القاضي سوف يشطره الى نصفين!
(الدستور)
عرفنا في العالم حالات اختلف الأخ فيها مع توأمه أو والده سياسياً وايديولوجياً، وتعايش المختلفون تحت سقف واحد هو سقف منزل وليس سقف وطن شاسع.
اختلفت ابنة فيديل كاسترو مع والدها الراديكالي وعاشت على الشاطىء الآخر المقابل لكوبا سياسياً وايديولوجياً.. فلم يحاول مطاردتها لاغتيالها ولم تكن هي الدليل لاغتياله ولو لمرة واحدة من المئتي مرة التي تعرض فيها للاغتيال.
الدومقراطية، لها الآن في اللغة العربية دلالة أخرى، مغايرة لدلالتها الاغريقية، فهي مشتقة من اسم دومة العربي، واذا قدر لها ان تتمدد وتتحول من استثناء الى قاعدة فان انسداد الآفاق يصبح قابلاً للاختراق والعبور الآمن.
أحمد دومة المصري تمرد أيضاً على نظرية شاعر قبيلة غزية الذي تنازل عن عينيه وأذنيه ليردد صدى القبيلة كالببغاء، فاختلف مع والده لكنه لم يعد له كميناً، وكذلك الوالد الذي لم يعلن البراءة في الصحف من ابنه، بل العكس هو ما حدث، فقد سعت من الأب والابن معاً ان التعايش ممكن الى ما لا نهاية شرط أن لا يتحول الاختلاف الى خلاف، وبالتالي الى حرب، ففي السياسة اذا كانت محررة من التعصب والعصاب لا يصبح الاختلاف بين الافراد والجماعات شحماً وناراً، ما دام هناك بعد ثالث، هو بمثابة القاسم الوطني المشترك بين المختلفين.
«دومقراطية» دومة وابنه عربية ومصرية بامتيازين، أولهما ان الاثنين عثرا في جدول الضرب الوطني ما يجمع اضافة الى ما يقسم ويطرح، والارجح ان الغلاة ممن يذهبون الى أقاصي الراديكالية يكذبون اذا قالوا بأن الوطن أهم من مصالحهم وأهدافهم، فالأم الحقيقية للصبي تنازلت عنه عندما عرفت أن القاضي سوف يشطره الى نصفين!
(الدستور)