تبعية عربية عمياء لواشنطن
حاتم رشيد
جو 24 :
امريكا بلاد بعيدة عن الجغرافيا العربية وامريكا نفسها دولة جديدة وهي ليست من الدول العريقة او من الامم العريقة التاريخية الصانعة للحضارة الانسانية مثل الصين والهند وايران وروسيا وأوروبا فضلا عن العرب .
العرب ليسوا بحاجة للولايات المتحدة وكل ما لديها يمكن ايجاده في بلاد اخرى العلم السلاح التكنولوجيا.ببساطة وباختصار امريكا ليست شرطا ضروريا ولازما لحياة اي دولة عربية.بل لا يوجد دولة عربية واحدة تستفيد من علاقتها مع واشنطن.والمساعدات التافهة المقدمة لبعض الدول العربية لا تشكل اي معنى اقتصادي وبالتالي هي علاقة ثانوية بالمعتى الاقتصادي.مليار دولار مثلا عادة تتضمن سلاح فائض يتخلص منه البنتاجون ويتخلص من كلف إتلافه ويحسب عادة في اطار المساعدات لبعض الدول العربية.
امريكا سعيدة طبعا بهذه العلاقات التي لا تكلفها اكثر من اشغال عدة موظفين في سفاراتها لادارة الشؤون العربية.
ماذا تفعل امريكا اذا كان هناك من يتطفل عليها وعلى حسابه ومع ربح صاف يصب في صالحها.
لسنا ضد امريكا وليس هناك هوس بمعاداتها بل نطمح لعلاقات معهت لكن علاقات تقوم عل الاحترام والنفع المتبادل .
يحتار العقل في تفسير العشق العربي المهووس بواشنطن والحديث المميت للحس الإنساني عن العلاقات التاريخية والإستراتيجية مع واشنطن.لاتجرأ انظمة عربية عن استخدام وصف آخر للعلاقة سوى انها تحالف استراتيجي وهو وصف مناف للعقل بل والاخلاق ناهيك عن الواقع الفعلي الذي لا يقبل وصف علاقات ذيلية كعلاقات تحالف.ومامن اهانة لمعنى التحالف مثل الهبوط به الى مستوى علاقة التبعية المطلقة.
مزيج من تخلف العقل السياسي وحماية السلطة الحاكمة لبعض الدول العربية قد يفسر هذه العلاقة المهينة لكل عقل سوي.
من المدهش ان انظمة عربية عديدة لم تتعلم الدرس بعد .امريكا لا تحمي اي نظام استنفذ دوره. امريكا ليست واعظ ديني ولا جمعية للاحسان.وتستطيع في اللحظة التي تناسبها ان تلقي في غياهب الفناء اي نظام واي حاكم استنفذ دوره.
في بلادنا يهان العقل وتهان كرامة امة.