ربيع مالتوس!!
خيري منصور
جو 24 : يبدو أن كل الوصفات التي قدمها العرب لتحديد النسل قد باءت بالفشل، ولم تعد قابلة لأي صرف، لهذا اهتدوا الى مالتوسية جديدة، لا علاقة لها بالطبعة الصينية أو ما كان يسمى قديماً اليوجنية. والمالتوسية عربية دموية بامتياز، وتتلخص في قتل مئات العرب يومياً بدءاً من العراق الذي يأكل نفسه مروراً بسورية التي تنتحر وليس انتهاء بما تبقى على قيد الحروب الأهلية أو التدمير الذاتي، لقد تجلت المالتوسية العرب في جنرالات وعمائم وأحياناً في نخبة مأجورة أو معروضة للبيع في واجهات السياسة وبورصاتها يومياً على هذه الأرقام من القتلى والجرحى واللاجئين؟ في وطن تحول الى منفى وعلى أرض أوشكت أن تتحول من خندق واسع الى قبر قومي جماعي؟.
لم تعد الأسماء والعناوين وحتى الشعارات تعنينا في هذه الحفلة التنكرية، فالتضليل بلغ ذروته، وثمة تواطؤ غير مسبوق من كل الأطراف على تسمية الأشياء بعكس ما هي عليه.
لكن من حقنا أن نطلق اسم ربيع مالتوس العربي على هذه المشاهد، فالدم لم يعد خطاً أحمر، بل تحول الى ماء وما يهدد النسل العربي وهذه الذرية الآن هو أن الموت يختطف الملايين، ومن يولدون يهددون أيضاً بمستقبل تحول الى كمين والسؤال الأهم هو حول هذه اللامبالاة التي بلغت حداً ينذر بالانقراض، سواء بالمعنى العضوي أو بالمعنى الرمزي.
ان أخطر ما في هذه المشاهد هو تحولها الى شيء مألوف، والى مناخ نتأقلم معه بالتدريج، بحيث أصبح الفرد مخلوعاً من نطاقه الاجتماعي وسياقه القومي ويبحث عن النجاة بكل السبل.
وهذه مناسبة أخرى للتذكير بأن من قتلناهم كعرب من بعضنا يتجاوز خمسمائة ضعف ممن قتلهم الأعداء خلال أقل من نصف قرن.
فكيف نصدق أن هناك ربيعاً بلا شجر وبلا طير وبلا سماء صافية؟
اللهم الا اذا اختلطت الفصول كما اختلطت الأوراق، وأصبح لدينا فصل جحيمي من طراز ذلك الفصل الذي نفى الامبراطور الروماني شاعر الحب ارفيد اليه!
ان حالة الحصار التي نعيشها من صنع ايدينا لأننا نراوح بين ارهابيين ونمطين من الطغيان خصوصاً بعد أن اصبح للشارع ديكتاتوريته أيضاً!
(الدستور)
لم تعد الأسماء والعناوين وحتى الشعارات تعنينا في هذه الحفلة التنكرية، فالتضليل بلغ ذروته، وثمة تواطؤ غير مسبوق من كل الأطراف على تسمية الأشياء بعكس ما هي عليه.
لكن من حقنا أن نطلق اسم ربيع مالتوس العربي على هذه المشاهد، فالدم لم يعد خطاً أحمر، بل تحول الى ماء وما يهدد النسل العربي وهذه الذرية الآن هو أن الموت يختطف الملايين، ومن يولدون يهددون أيضاً بمستقبل تحول الى كمين والسؤال الأهم هو حول هذه اللامبالاة التي بلغت حداً ينذر بالانقراض، سواء بالمعنى العضوي أو بالمعنى الرمزي.
ان أخطر ما في هذه المشاهد هو تحولها الى شيء مألوف، والى مناخ نتأقلم معه بالتدريج، بحيث أصبح الفرد مخلوعاً من نطاقه الاجتماعي وسياقه القومي ويبحث عن النجاة بكل السبل.
وهذه مناسبة أخرى للتذكير بأن من قتلناهم كعرب من بعضنا يتجاوز خمسمائة ضعف ممن قتلهم الأعداء خلال أقل من نصف قرن.
فكيف نصدق أن هناك ربيعاً بلا شجر وبلا طير وبلا سماء صافية؟
اللهم الا اذا اختلطت الفصول كما اختلطت الأوراق، وأصبح لدينا فصل جحيمي من طراز ذلك الفصل الذي نفى الامبراطور الروماني شاعر الحب ارفيد اليه!
ان حالة الحصار التي نعيشها من صنع ايدينا لأننا نراوح بين ارهابيين ونمطين من الطغيان خصوصاً بعد أن اصبح للشارع ديكتاتوريته أيضاً!
(الدستور)