jo24_banner
jo24_banner

مواجهة الوباء اولوية اردنية

حاتم رشيد
جو 24 :


اذا قارنا بين عدد سكان الاردن والصين فإن تعداد مصابي كورونا سيكون نحو مليون وربع المليون ونحو ثمانية الاف ضحية. ولو ان هذا الرقم سجل في الصين لاعتبر كارثة عالمية لذا فإن ما يحدث في الاردن هو كارثة بمقياس محلي. والحال ان فقدان مواطن واحد هو خسارة موجعة.

الضحايا ليسوا مجرد ارقام وإحصاءات. هؤلاء اهل وجيران واصدقاء ومواطنون ويمكن ان يكون اي واحد منا هو الضحية التالية. لا فرق بين مواطن عادي وأخر يحظى بلقب مفخم.

الحالة التي نعيشها صعبة للغاية ولا يمكن ولا يصح التعايش معها. وكمواطن عادي ليس لدي حل موثوق لذا كغيري من المواطنين اتطلع الى إجراء حكومي يكبح التصاعد المخيف لعدد المصابين.

الاجراءات الحكومية المتبعة لحد الان ثبت فشلها بما في ذلك حظر يوم الجمعة واغلاق بعض القطاعات الثانوية.

من غير المقبول اخضاع الإجراءات الحكومية لاختبار الصواب والخطأ لان حياة الانسان هي موضوع الاختبار وثمن الخطأ فادح جدا. تبدو الحكومة مترددة وربما مذعورة من عواقب اقتصادية لإجراءات معينة لذا تستبعد الحظر الشامل الممتد لعدة ايام. وفي نفس الوقت لا تفعل برنامج تلقيح مكثف يقصر من امد الازمة.

ربما يكون الحل اساسا يعتمد على وعي المواطنين والتزامهم بالتعليمات الوقائية لكن هذا الاساس كان هشا اذ تبرهن التجربة ان الالتزام الجماعي يكاد يكون متعذرا. وهذا ما يجعل الإجراءات الحكومية اكثر إلحاحا وضرورة.

من المفهوم اليوم على نطاق عالمي ان التلقيح الكثيف هو المخرج الاكثر موثوقية. ومع ذلك فأن الجهد الحكومي بهذا الاتجاه ما زال ضعيفا جدا. فلم تصل المطاعيم كتبرعات ولم تشتر باعداد مناسبة. واللافت هنا ان دولا عربية اكثر سكانا وثراءا نجحت بتلقيح الملايين من مواطنيها.. بينما منحت دول اخرى ملايين المطاعيم كتبرعات من دول غربية. في حين ان الاردن المصنف حسب التعبير الرسمي حليف للغرب لم يحصل على هذه المزايا التفضيلية..

وبمواجهة هذا الوضع يبدو الحظر الشامل الممتد المخرج المتاح رغم قسوته مع تعزيز وتكثيف حملة التلقيح.

ان كسر المنحنى التصاعدي لانتشار الوباء هو قرار بيد الخبراء المختصين وهناك توصيات لهؤلاء او بعضهم بتطبيق الحظر الشامل بوصفه حل الضرورة الكريه. ما العمل اذا كان هو طوق النجاة الوحيد المتاح لانقاذ حياة المواطنين.

ان التضحية باسبوع عمل اقل كلفة اخلاقيا واقتصاديا من التضحية بحياة مئات المواطنين. وارهاق الملايين معنويا ونفسيا.

ان التجربة والخبرة اصبحت متاحة بعد اكثر من سنة على ظهور الوباء وانتشاره. لذا فإن الاخطاء يجب ان تكون في حدها الادنى ان تم اللجوء الى حظر شامل ممتد.

صحيح ان كلف الحظر صعبة جدا لكن فقدان الحياة اصعب. احترام حق الحياة هو الاولوية.

اجراءات الحكومة المعلنة فيها قدر واضح من التردد ونقص الجدوى وضعف الجرأة.

القرار الجريء اليوم اقل كلفة منه في الغد فهل تجرؤ حكومة السيد بشر الخصاونة على تجاوز التردد. ورمي المسؤولية على الاقدار. ان حماية الصحة العامة للمجتمع تستحق الجرأة. وتستحق الاشتباك الساخن مع وجهات النظر الاقل انشغالا بحياة المواطنين.
تابعو الأردن 24 على google news