jo24_banner
jo24_banner

إلى وزير الصحة المكلف: رتب بيتك الداخلي اولا..

حاتم الأزرعي
جو 24 :


أكد وزير الصحة المكلف المهندس مازن الفراية أن الوزارة "ستقوم باطلاع المواطنين على المعلومات المتعلقة بالواقع الطبي والصحي أولا بأول" .

ودعا الفراية في بيان نشرته الصحف وبثته وسائل الاعلام إلى " التوقف عن بث وتداول الاشاعات والفيديوهات المسيئة للمستشفيات الميدانية والمراكز الطبية".

وقبل الدخول في اشتباك نقدي تحليلي مع مضمون البيان اود ان اعبر عن اتفاقي الى حد كبير مع ما ذهب اليه الوزير المكلف بادارة وزارة الصحة من ان اغلب كوادرها تبذل في ظل الجائحة " جهودا نوعية " ، وفي المعركة الشرسة لمكافحة الوباء سقط شهداء من الكوادر الصحية في القطاعين العام والخاص .

وما يجب ان لا يغيب عن بال وزير الداخلية وزير الصحة المكلف ان الواجب يحتم عليه اطلاع المواطنين على المعلومات ،وكلما كان ذلك طوعيا وأستباقيا سجل له ذلك وحصل على تقييم ايجابي داخل المملكة وخارجها ، وانا اتحدث هنا عن قانون حق الحصول على المعلومات ، وهو التزام قانوني وليس منة من لدنه كوزير .

وهنا اود ان احيط وزير الصحة علما بأن الوزارة من افضل الوزارات اتباعا للممارسات الفضلى في انفاذ القانون ، خلال سنوات خلت ، وفقا لتقييم مركز حماية وحرية الصحفيين ، وخبراء دوليين في هذا المجال، ويعز علي ان لا تواصل الوزارة التزامها بانفاذ القانون ،ولا سيما في هذه المرحلة التي تتطلب اعلى درجات الانفتاح على الاعلام والشفافية.

واعتقد انه لا يخفى على "جنرال الازمة"، التي ادارها بكفاءة عالية ،مدى اهمية الانفتاح على الاعلام والضرورة الحتمية لاتباع نهج الشفافية اذا ما اراد فعلا قطع دابر الاشاعة ووأدها في مهدها ،قبل ان تتمكن وتنثر شظاياها فتصيب في مقتل ، وخاصة في حالة غياب المعلومات ،فهناك دائما من يتأهب ليملأ الفراغ .

ويحدوني الامل ،ان لا تكون دعوة الوزير لعدم نشر الفديوهات محاولة لتكميم الافواه ، واغتيال وسائل الاعلام ، التي من حقها لا بل من اهم ادوارها وواجباتها كشف المستور وإظهار الحقائق ، وعدم الالتفات لاختباء عديد من المسؤولين تحت عباءة عبارات من مثل "الاساءة للمنجزات " واغتيال الشخصية " لاخفاء الاهمال والتقصير والتلكؤ عن اداء الواجب .

وبكل تأكيد ،فأنني لست مع اي اساءة لاي منجز وطني حقيقي ،او الاساءة لاي وزارة او مؤسسة تؤدي واجبها على اكمل وجه ،لا بل ان من واجب الاعلام ان يتحرى ويغربل ويحقق في المواد التي يجهزها للنشر والبث ،ويتحرى موضوعيتها ودقتها ، وأن يحاسب (بضم الياء) اذا ما اخطأ ،او ابتعد عن اصول المهنة وضوابطها واخلاقياتها والقوانين الناظمة لعمله .

وكم كنت اتمنى ان اجد في بيان الوزير توازنا في المضمون ، يهاجم الاشاعة بمفهومها السلبي وينتقد مروجيها ويتوعدهم بالقانون ، مقابل ان يعبر عن حماية دور الاعلام ودعمه ومساندته ، وتقبل مواده حين تكشف مواطن الضعف في اداء اي من مواقع العمل في وزارته ومحاسبة المهملين والمقصرين .

وفي السياق ،اعادني بيان الوزير الى واقعة ، مع احد وزراء الصحة ، حيث شن على شخصي الكريم هجوما كاسحا ماسحا بصفتي رئيسا للمركز الاعلامي ‐ انذاك ‐ وناطقا اعلاميا بأسم الوزارة ، بحضور امينها العام وكبار مسؤوليها.

بأختصار ، فرد الوزير الصحف على طاولة الاجتماعات ،وبدأ يقلب فيها ،ويصرخ موجها الحديث لي شخصيا ، وقال : كان الاعلام يكتب عن الوزارة بشكل محدود ، تفضل اليوم يكتب عنا بالصفحات !! " ، ويقصد طبعا ان الاعلام يكتب سلبا .

نظرت ‐ بخبث ‐ الى الوزير واحترمه جدا جدا ، لكنني اردت ان القنه درسا في مواجهة الحقيقة بدون رتوش،وأثار لنفسي امام الجميع ،فلست ممن يقبلون الهزيمة والظيم والظلم ،وما قلته للوزير في تلك الواقعة اقوله اليوم للفراية ردا على بيانه : " رتب بيتك الداخلي في الوزارة .. ثم حاسب الاعلام على ما يكتب " واردفت : "اللي بيته من زجاج ما يرمي الناس بحجار " ، فهل وصلت الرسالة معاليكم ؟! .
 
تابعو الأردن 24 على google news