2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ازمةالاردن عميقة الجذور

حاتم رشيد
جو 24 :


لاحظت ان نسبة هامة من المعلقين من مستويات ثقافية ومعرفية متباينة تلخص المشهد الراهن بمفاضلة بين اخوين احدهما في موقع الملك والثاني يطمح اليه.وتوزع الاصطفاف وفقا لهذا الاختزال المخل والمختل.

هل الصراع المعترف به الآن هو صراع قصور حول الاحقية في الارث الملكي ام أن الصراع ليس اكثر من عنوان مثير لأزمة عميقة الجذور.بل هو نتاج لهذه الازمة بالذات.ازمة الحكم والمجتمع معا.لذا فان المفاضلة بين شخصيات العائلة المالكة هي لجوء للاسهل وتعلق سطحي بل ويائس بوهم انقاذ الدولة مجانا وبدون كلفة الاصلاح الحتمية.

انقاذ الدولة لن يتحقق الا ببناء الدولة.دولة بمقياس العصر.وليس بمقياس قرون غابرة.ليس ثمة فرد اسطوري متاح قادر على تجسيد طموح الشعب وامانيه.والعواطف المنفلتة الآن والمشحونة بخيال طليق لا يمكنها ان تصنع هذا الفرد الموهوم.معادلةالتغيير اكثر تعقيدا واعظم كلفة.

على الجميع ان يدفع الثمن كلفة للاصلاح.الحكم والمجتمع.

في ظني ان لا خطر داهم على الاردن بسبب احداث الاسبوع الماضي.ولكن الخطر الداهم هو الخطر الكامن في الاليات الناظمة للحكم وللمجتمع والالغام المزروعة فيه منذ عقود.والتي يظل احتمال انفجارها العفوي واردا.كما ان تفحيرها من طرف قوى خارجية هو وارد ايضا .وهذا ما حدث بالضبط في اقطار عربية اخرى.القوى الخارجية فعلت واستغلت التناقضات الداخلية وركبت امواح التذمر وجيرته لحسابها فاحرقت الاخضر واليابس .

غالبا ما يردد هواة التعبيرات البلاغية كيف نحول التحدي الى فرصة.الرجاء ان يفعلوا ذلك الآن.ليحولوا تحدي اللحظة الراهنة الى فرصة للحاضر والمستقبل .الفرصة هي فرصة الحاكم والمحكوم لبناء دولة حقيقية لا تهزها ريح من داخلها او عاصفة من خارجها .

اذا لم تكن اللحظة الراهنة باثارتها وسخونتها وتحديها هي الفرصة المنشودة فهي خسارة تضاف الى ما تراكم من خسائر العقود الماضية.

تبسيط الواقع المعقد وخداع الذات بسيل من عبارات تمجد هذا او ذاك هو اهدار لفرصة ثمينة ما زالت متاحة لانقاذ الاردن واكثر من ذلك بناء دولة حقيقية عصرية تستلهم مصلحة شعبها وتحترم كرامة مواطنها.لن يعوزنا نموذج ومثال ولكننا ايضا نستطيع ان نخلق نموذجنا بأنفسنا ونبني على ماسبق.التجربة والخبرة في عالمنا غنية جدا .وتقدم لنا الوصفة الملائمة للتخلص من الاستبداد والفساد معا.

ازمتنا عميقة الجذور تستوجب ان ينتقل الحديث الى الموضوع الجاد وهو الاصلاح الشامل وبمشاركة مجتمعية شاملة بعيدا عن مفاضلة دالة على فقرنا السياسي والفكري على السواء.واكثر من ذلك نبذنا لعبر تاريخنا القريب ودروسه الموجعة.
 
تابعو الأردن 24 على google news