هل ينزع الهواري فتيل السخط والاستياء في "الصحة" ؟
حاتم الأزرعي
جو 24 :
تسود اوساط كوادر وزارة الصحة هذه الايام حالة من الاستياء والتذمر بعد ان منحت الوزارة اخيرا بعض كوادرها علاوات العمل الاضافي وبدل الاقتناء والتنقل .
وترحب الكوادر بمنح هذه العلاوات ،وهو مطلب لطالما نادت به ، لتشمل الجميع دون استثناء ، او منحها على اسس محددة بعيدا عن المزاجية والشللية والانتقائية التي تحكم منح هذه العلاوات .
وقد وجدت حالة الاستياء والتذمر صداها عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تحفل بنقد لاذع وسخرية ، إزاء الية منح هذه العلاوات ، بلا ادنى ضوابط ادارية تكفل العدالة والانصاف !!.
ويختزل ما تنشره كوادر الوزارة عبر صفحة "تجمع موظفي الصحة الاردني " المشهد السائد في اوساطهم وحالة الغضب التي تعتريهم، والرجاء والنداء الى وزير الصحة بأن يلتفت الى مطالبهم ويستمع الى شكواهم حول عدم العدالة في منح هذه العلاوات.
وتؤكد الكوادر من المحاسبين حقهم في علاوة بدل التنقل والاقتناء نظرا لطبيعة عملهم ، وهم يشيرون الى ان الغالبية منهم محرومين من هذه العلاوات، فيما تشير كوادر الى ان هذه العلاوات منحت قبل مدة قصيرة لموظفين جدد وحرم منها عديد من الموظفين الذين امضوا سنوات طويلة في الخدمة ، فضلا عن ان طبيعة عملهم تقتضي التنقل .
ويسأل موظفون عبر منصة التجمع : "وينك يا وزير ؟ " ويوجهون الحديث لوزيرهم " اتعلم ان موظفين خدمتهم سنتين او ثلاث ويتقاضون بدل اقتناء او تنقل "فيما يشير موظفون الى ان " الواسطة" تلعب الدور الاهم في منح هذه العلاوات .
ويرى بعض الموظفين ان الحصول على هذه العلاوات يحتاج الى تدخل نائب ، او واسطة متنفذ او على الاقل زميل لهم قريب من صانع القرار في مركز الوزارة .
واكتفي بهذا القدر من الرصد لحالة السخط والاستياء بين اوساط الموظفين في وزارة الصحة ،واحسب ان مديرية الاعلام والعلاقات العامة في الوزارة ترصد وتقدم ايجازا للوزير حول ما ينشر ويبث عبر وسائل الاعلام والاتصال ومنصات التواصل الاجتماعي ،وهذا دورها ،واحسب انها تؤديه لانه من الف باء واجباتها .
على اي حال ،اعتقد ان الدكتور فراس الهواري يتابع ما ينشر ، ويصغي ويستجيب ، وحسنا فعل حين استجاب لما نشرته جو ٢٤ حول نقص الحوافز ، وقرر تعويض النقص ، واحسب انه سعيد فتح ملف منح العلاوات ، ويحقق الانصاف والعدالة ،ويعيد الحقوق المسلوبة الى اصحابها .
وهنا اود ان الفت انتباه الوزير الى ان الوزارة وضعت في عهد وزيرها الأسبق الاستاذ الدكتور محمود الشياب اسسا واضحة محددة واعتمدتها لصرف علاوات العمل الاضافي وبدل الاقتناء والتنقل.
وحتى تقطع الوزارة دابر الواسطة والتدخلات وخاصة من قبل النواب والمتنفذين فقد اعلنت هذه الاسس على موقعها الالكتروني www.moh.gov.jo ، وبثتها للنشر في وسائل الاعلام ، ليطلع عليها الجميع ولا سيما الكوادر .
وللحقيقة ، ولتوخي اعلى قدر من الانصاف والعدالة، فقد شكلت الوزارة لجنة خاصة وضعت هذه الاسس بعد دراسة معمقة لجميع الجوانب المتعلقة بمنح علاوات العمل الاضافي وبدل الاقتناء والتنقل لتصل لمستحقيها وفقا لمعطيات موقع العمل وظروفه واحتياجاته والتسلسل الاداري .
وفي سبيل التخلص من المثالب المتصلة بالمزاجية والشللية في منح هذه العلاوات فقد ركزت اليات صرفها على الموضوعية والبعد الجماعي عبر تشكيل اللجان على مستوى الميدان ومركز الوزارة لتجتمع بشكل دوري منتظم او كلما دعت الحاجة والضرورة.
اكاد اجزم ان الدكتور الهواري ، لن يترك هذا الملف الهام ، يفلت من بين يديه ، لعيد فتحه والاطلاع على خباياه ، ويكشف المستور في هبات علاوات العمل الاضافي وبدل التنقل والاقتناء ، حتى ينزع بذلك فتيل الاستياء والسخط لدى كوادر وزارته.