الصلف الصهيوني في فلسطين
النائب السابق د. بركات النمر العبادي
جو 24 :
لم يعد خافياً على كل ذو بصيرة أن الكيان الصهيوني يقوم بجس نبض الأمة العربية والاسلامية بعد كل مؤامرة تحاك ضد القضية الفلسطينية فالشواهد التاريخية على ذلك كثيرة واخرها المؤامرة الكبرى والمعروفة (بصفقة القرن ) .
فمن المدرك تماما ان المقياس المستخدم لدى الصهاينة لجس نبض الامة هو الاجابة على السؤال التالي :- هل الامة العربية والاسلامية ما زالت حية وهل بقي بها نبض لرفض محاولة الاقتراب من تهويد القدس سواء على ارضي الشيخ جراح او الاقتراب من اسوار القدس بالحفراو احراق منبر صلاح الدين الايوبي مرة اخرى ؟ ، ولينظروا ما هي ردة فعل الامتين العربية والاسلامية اتجاه ذلك ؟ .
إن التفكير الصهيوني تجاه القدس يتمحور في محو كل ما هو مسيحي واسلامي بهذه البلدة وعمل كل ما يلزم لهدم المسجد الاقصى تحت ذرائع واهية بأن المسجد الاقصى مقام فوق الهيكل المزعوم ، وتكريس بناء المستوطنات حول المدينة المقدسة والزحف عليها من كل اتجاه .
وبعد التزمير والتطبيل والمراوغات السياسية وبعثرة الدول العربية على خشبة ما يسمى الربيع العربي وخنق دولة العراق بالمد الشيعي البغيظ ، وتفتيت وقتل وتشريد الشعب السوري وتدمير مقدرات دولته بالصراعات الاممية على ترابه الوطني ، وافتعال الثورات المصطنعة والثورات على الثورات في باقي الدول العربية ، وضرب اقتصاد الاردن ومحاولة زعزعة نظام الحكم تمهيداً لاتمام صفقة القرن التي تركت الشعب الفلسطيني وحيدا بعد خنق غزة وبسط الاراده الصهوينه المتسلطه على رقاب حكام المنطقه.
ظن اعوان الانسانيه وقتله الانبياء واصحاب الفكر المتطرف ان الوقت قد حان لطرد الفلسطينين من اراضي (48) وكذلك طرد سكان الضفة الغربية وطردهم وتهجيرهم الى الدول العربية المجاورة كجزء من صفقة القرن ومن ثم هدم المسجد الاقصى، وهذا هو الحلم اليهودي وهذه هي المخططات اليهودية في المنطقة .
لا شك من انه قد اصبح العالم يعرف ان الشعوب العربية والاسلامية مازالت تنبض بالحياة وقادرة على مواجهة القوه الصهيونيه التي ارادت لفلسطين كل انواع الشرور .
ان الدعوة التي رفع رايتها الاردن شعبا وقيادة في مواجهه هذه الغطرسة وتحريك العالم للوقوف مع شعبنا في فلسطين دفاعاً عن الانسان و المقدسات والارض العربية والاسلامية مما دفع الرئيس الامريكي للوقوف مع قرار حل الدولتين مجدداً و ان ما فعله الشعب الفلسطيني وبالاخص المقدسيين واهل غزه بكل مكوناتها الفصائلية والشعبوية والسلطوية قد حركت الضمير العالمي واحياء قضيته من جديد والوقوق ضد الغطرسة الاسرائيلية وحرق ملفات صفقة القرن والقائها بوجه مختلقيها ، فتحية لاهل غزه وشعب فلسطين وكل مقدسي ومقدسية المرابطين على حد النار والقابظين على قبة الصخرة بيد وفلسطين باليد الاخرى ، وحناجرهم تهتف ببسم الله والله اكبر حتى اختلط صداها بهدير صواريخ العزه التي تقض مضاجع الغطرسة والاستقواء التي عشعشت في تل ابيب ومضاجع اذرع الخيانه في الاقليم والعالم .
هذه المرة جاءت نتيجه المقياس لغير صالح الصلف الصهيوني كما انها ضربت الاعداء في وجوههم حيث اشارت المؤشرات الحيوية الى فعاليه عاليه واكثر بكثير مما كانت عليه الامه حيث كان الرد عنيفا والجواب اكثر نضوجا ليفهم خونه الامة ان الضمير العربي والاسلامي ما زال حيا وها هي المظاهرات التي تجوب ميادين العالم شاهداً على انهيار المخطط الصهيوني بالرفض العام من شعوب العالم التي نرفع لهم التحية والاحترام .
اليوم الحكام والمحكومين في العالم الاسلامي والعربي مدعوين لاستخدام كل ما يلزم من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المسلوبه بعد ان اصبح مدركا للجميع بانه مهما تامر المتأمرون واحلولكت الظلمات التي يفتعلها الخونه والجواسيس، فأن رياح التحرير قد هبت فما على صانع القرار الا استغلالها ، واليوم هو يوم اتحاد المواقف الشعبية مع المواقف الرسمية والله المستعان ( وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) صدق الله العظيم اية (10) من سورة الانفال .