2024-10-09 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مبدأ الترشيد و الحوكمة

النائب السابق د. بركات النمر العبادي
جو 24 :

 

مبدأ الترشيد هو مبدأ إقتصادي وإداري ، يعتمد على الإستخدام الأمثل و الفعالللموارد الإقتصادية المتاحة ، سواء كانت مالية ، |أو بشرية ، أو طبيعية ، ويهدف الترشيد إلى تحقيق أقصى إستفادة ممكنة من هذه الموارد مع تقليل الهدر والتبذير، وذلك لضمان إستدامتها على المدى الطويل ، و من المجالات التي يُطبق فيها مبدأ الترشيد : إستخدامالطاقة بكفاءة ، كترشيد كمية إستهلاك الكهرباء والمياه أو تحسين كفاءة أنظمة التدفئة والتبريد و تحسين إدارة الماليةو الميزانيات بشكل فعال وتقليل ووقف الهدر و الإنفاق غير الضروري و غير المُبرر ، ويعد عنصر الوقت ايضا من اهم المجالاتالتي يعتني بها مبدأ الترشيد ، فتنظيم الوقت و إستثماره بشكل يحقق أقصى درجات الإنتاجية ، وبهذا تتحقق الغايه التي تدور حولها عملية الترشيد ، ومن المُهم الحفاظ على الموارد الطبيعية وذلك من خلال الاستخدام الأمثل و المستدام للموارد الطبيعية مثل (المياه والغابات والمعادن ) وغيرها من هذة الموارد، والترشيد يتطلب وضع سياسات وإستراتيجيات تركز على الكفاءة والفعالية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات ، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

ويحتل مبدأ الترشيد مكانة مهمة ضمن أُطرالحوكمة الرشيدة ، حيث يعتبر أحد العناصر الأساسية لتحقيقها و الحوكمة الرشيدة تتعلق بالإدارة الفعالة والشفافة للمؤسسات العامة والخاصة ، وتهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان توزيع عادل للموارد والثروة ، و يأتي مبدأ الترشيد ليلعب دورًا رئيسيًا في ذلك من خلال توجيه الموارد المتاحة بطريقة فعالة ، ويحتل مبدأ الترشيد مكانة عالية في سلم الحوكمة الرشيدة ، حيث يعتبر أحد العناصر الأساسية لتحقيقها .

وقد جاء القرآن الكريم ليؤكدفي العديد من الآيات التي تدعو إلى مبدأ الترشيد في استخدام الموارد والإبتعاد عن الإسراف والتبذير ، والترشيد في الإنفاق وعدم الإسراف : قال الله تعالى : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" سورة الأعراف الااية (31) ، كما أمر اللة تبارك و تعالىبالإعتدال في الإنفاق وتجنب التبذير: قال الله تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"سورة الفرقان: الااية ( 67) .

فالتراث الحضاري ومبدأ الترشيد ، يرتبطان بشكل وثيق بالإعداد المادي والنفسي للقوة ، فالمجتمعات التي تمارس الترشيد وتجيد ممارسة ضبط الموارد وإستخدامها بحكمة ، هي المجتمعات التي تتمتع بالقوة ، وهذا المبدأ يظهر في التراث الحضاري كأداة لضمان إستمرارية وإستدامة حياة المجتمعات حياة كريمة ، فالمجتمعات التي تستند إلى تراث حضاري قوي تمتلك آليات للإعداد المادي (مثل تنظيم الموارد والتقنيات المجدية) والنفسي (مثل تعزيز القيم والشجاعة و التضحية )، والتراث يدعم الترشيد من خلال تعليم الأجيال كيفية الحفاظ على مواردهم وإستخدامها في تقوية المجتمع ، بما يضمن تفادي الوهن والضعف و الاستكانة تحت رحمة المجتمعات القوية المناهضة ، وهذا ما تحتاجه الامه اليوم للتصدي لقوى الشر الغاشمة التي لاتحرم حراماً و لا تحل حلالاً .

حمى الله الاردن شعباً وملكاً وجنبنا وشعوب العالم الخيرة كل مكروه .

النائب السابق / د بركات النمرالمهيرات العبادي


كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير