jo24_banner
jo24_banner

عندما ينقلب السحرعلى الساحر

النائب السابق د. بركات النمر العبادي
جو 24 :


عاش العالم تحت ستار كثيف من الضباب الاعلامي الذي حجب الحقائق التي تسترت عليها دولة الصهيانة المغتصبة لارض فلسطين وسلطت الضوء على جانب واحد من جوانب المشهد ، مستغلة بذلك الاسلام فوبيا لدى العالم الغربي ( بأن عدد كبير من الدواعش قد هاجمت اسرائيل وذبحت من ذبحت وسحلت الاخرين من الشيوخ والاطفال والنساء الاسرائليين لا فرق عندهم بين الجندي والمدني وادخلت الترويع في جميع المستعمرات الصهيونية على ارض فلسطين).

ولقد افلحت اسرائيل في تقديم هذا المشهد المزعوم واظهرت للعالم على انها الضحية وان المقاومين الفلسطينين هم القتله وبالطبع هذا اكسبهم تاييد العالم الغربي فأعطتهم الضوء الاخضر لضرب حماس بيد من حديد وهدم بنيتهم التحتية وهياكلهم البشرية ان استطاعوا ، وهذا ما حدث بالفعل ولهذا لم يتحرك العالم جراء جرائم الابادة على ابناء غزة وبقي الوضع لحد هذااليوم ، والة الابادة الاسرائيلية الصهيونية تواصل بغيها وطغيانها على شعب غزة الأعزل .

ولكن السحر انقلب على الساحر، فقد تكشف لجميع شعوب العالم جرائم الصهاينة على الاطفال والنساء وحرب الابادة العرقية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفسطيني فقد اكرم الله الارواح التي ارتقت اليه بأن شعوب العالم تقف الان مع اطفال غزة والقضية الفلسطينية وتضغط بشدة على ساستها وعلى صناع القرار فيها وهذا اصبح واضحا من خلال مواقف الدول التي بدات تتراجع عن مواقفها السابقة وتتخلى عن دعم دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة وتطالب بوقف الاعتداء على اهل غزة وهذا تغير ليس فقط في دولة واحدة مثل دولة اسبانيا التي قطعت ( مقاطعة كتالونيا ) علاقتها مع اسرائيل وهذا ماجاء على لسان رئيسة بلدية برشلونة السيدة " اًدا كولاو " وذلك بعد الغاء اتفاقية التوأمة مع بلدية تل ابيب والتي تعمل الان تحت شعار (وضع الفصل العنصري في فلسطين لا يطاق) وهكذا بدأت الأسره الدولية تنحاز ولو قليلا الى صالح الشعب الفلسطيني، وهذه احدى انجازات المقاومة (حماس ) بعد ما ابدته من اخلاق حميدة ومواقف انسانية مع الاسرى الاسرائيلين ، وهناك دول اخرى ستنهج هذا التوجه .

ومن المفارقات الملفته اصدر المركز (الاورومتوسطي) لحقوق الانسان تقرير حول جرائم اسرائيل عن التعديات الصارخة التي قام بها بنك الجلود الاسرائيلي ، واشار هذا التقرير الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بنبش مقابر جماعية للفلسطنين واحتجزت عشرات الجثث كما تم سرقة اعضاء مختلفة من جثث القتلى مثل قرنية العين واعضاء حيوية اخرى ، وحسب مقابلة تلفزيونية مع مدير بنك الجلود الاسرائليي قال ان احتياط اسرايل من الجلود البشرية وصل الى ( 17 ) متر مربع عام 2014 وهي كمية هائلة لعدد سكان مثل دولة الاحتلال وقال المرصد ان اسرائيل قامت باحتجاز جثث القتلى لفلسطينيين لهذه الغايه ، اذ انها تحتجز في ثلاجات خاصة جثث 145 فلسطيني اضافة الى حوالي 255 جثة اخرى بالاضافة الى ( 75 ) مفقودا ترفض قوات الاحتلال الافصاح عن سبب احتجاز جثثهم ، وانظر بعد هذه الحرب الاخيرة على غزة يا ترى كم تضاعفت هذه الاعداد ؟ وهذا يشكل خرق للقانون الدولي الانساني .

وفي الاونة الاخيرة بدات دولة الاحتلال تتصرف كالكلاب المسعورة تتحرش بكل شيء من حولها ، اسمع مثلا لتصريحات عضو الكنيست المتطرفة من حزب الليكود ( تالي غوتليب ) حيث انها تقول متسائلة عن سبب نشر الجيش الاردني على طول الحدود الاردنية الفلسطينية وتختم بقولها : علينا ان لا نتجاهلها ؟ ويجب ان لا تحل بنا الكارثة مرة اخرى ، وهذا تحريض واضح وتدخل في شؤون دولة اخرى بينها وبين اسرائيل معاهدة سلام و بالمقابل صرحت صحيفة ( يديعوت احرونوت ) ان الجيش الاسرائيلي سيطبق عقوبات شديدة على جنوده الذين يتغيبون دون اجازة رسمية خلال الحرب على غزة والمقدر عددهم ( 2000 ) الفي جندي ، واستنادا الى نفس الصحيفة ، انه تقرر اقالة ضابطين صهيونيين بعد هروب جنود سريتهم خلال معركة شمال غزه اثر تعرضهم لإطلاق نار من مقاومين فلسطين ، و من الاجدربهذه الرعناء ان ( تثبت قلول قواتها الفارين من وجه بما لا يزيد عن عدد اصابع اليد من المقاومين الفلسطنين في شمال غزه ) ، و لهذا نقول لها اتركي انتشار الجيش الاردني وشأنه ، فبإمكان التاريخ ان يذكركم بالجيش الاردني ان نيسيتوا وانه لا خلاص لدولتكم المزعومة الا بإحقاق الحق واعطاء الفلسطنيين حقهم في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقيه ، وبعد ذلك يمكن ان تنعم المنطقه بالسلام .

ان ما قامت به المقاومه في غزه و الضفه الغربيه رفع مقاييس الحراك الوطني عاليا و اعاد القضيه الى االواجهة ورفع الشحنات النضاليه في نفوس ابناء الامه من جديد ، وحققت حماس اهداف مهمه واولها انها اثبتت للعالم انه لا صفقات القرن و لا الصفقات الابراهمية ولا غيرها تستطيع ان تكون بديلا عن تحرير الارض واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ان توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة الاردنية في حمل الهم الفلسطيني لهو أمر مشرف يسجل لجلالته ، فان غزة سطرت سفرا جديدا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي واننا كأردنيين نقف خلف جلالة الملك ونفوضه تفويضاً لارجعة فيه لاتخاذ ما يراه مناسبا في نصرة قضية العرب والمسلمين فامضي بنا يا سيدي حيث يقودكم حسكم الوطني وارادتكم الحره وعزيمتكم الشامخه ومن خلفك نشامى الوطن بقضهم وقضيضهم.
النائب السابق د بركات النمر العبادي

تابعو الأردن 24 على google news