jo24_banner
jo24_banner

المطلك لـjo24 :العراق دولة فاشلة ينخرها الفساد وتنقصها الكفاءات

المطلك لـjo24 :العراق دولة فاشلة ينخرها الفساد وتنقصها الكفاءات
جو 24 :

أسعد العزوني- قال نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي د.صالح المطلك أن مجلس الحكم السابق في العراق الذي أسسه الحاكم العسكري الأمريكي بريمر ،صمم للعراقيين عملية سياسية غريبة عليهم تقوم على الطائفية البغيضة والمحاصصة المقيتة،الأمر الذي أوصلها إلى طريق مسدود.

وأضاف في حوار اجريناه بمنزله في عمان أن العراق بعد الإحتلال تحول إلى دولة فاشلة ينخرها الفساد وتنقصها الكفاءات ،بسبب هجرة الكوادر العراقية المتعلمة وعيشهم في الخارج وعدم تمكنهم من العودة إلى بلدهم.

وردا على سؤال حول مصير دولة العراق الإسلامية التي أعلنتها منظمة القاعدة ،أكد د.المطلك أن قيام دولة إسلامية بمفهوم القاعدة في العراق أمر مستحيل ،موضحا أن القاعدة هذه الأيام تنشط كثيرا في العراق وتستغل ضعف الدولة وسوء علاقاتها مع دول الجوار.

أما بخصوص العلاقة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان العراق ،أوضح د.المطلك أن هذه العلاقة مضطربة،وأن حكومة بغداد ضعيفة، الأمر الذي جعل إقليم كردستان يتمادى في فرض شروطه على بغداد.

وتحدث نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي عن العلاقة بين بلاده والكويت قائلا أن العراق قدم تنازلات كثيرة للكويت ومع ذلك فإن حكومة الكويت مصرة على مواصلة إبتزاز العراق لأخذ ما تريده منه.

وتاليا نص الحوار:

**كيف تنظرون إلى مآلات العملية السياسية في العراق؟

-ليس سرا القول أنها أسست على يد مجلس الحكم الذي ترأسه الحاكم الأمريكي بريمر آنذاك ،بطريقة خاطئة وبنيت على مفاهيم غريبة على شعبنا وتميزت بالطائفية والمحاصصة المقيتتين،فكان من نتائجها الوخيمة تهميش الكفاءات والمكونات العراقية ،الأمر الذي إنعكس سلبا على بناء البلد المدمر أساسا من قبل الإحتلال الأمريكي.

كما جيء بأناس غير قادرين على البناء السليم بسبب غياب الرؤية السليمة عند من أخذ زمام الأمور آنذاك ،فحصلت تداعيات متتالية ،وجعلت البلد يتخلف في معظم الميادين،كما إخترق الفساد مؤسسات الدولة ونخرها في عظمها وصرفت مئات المليارات من الدولارات على مشاريع بناء وهمية.

ولا بد من التذكير أن الأجهزة الأمنية قد بنيت هي الأخرى على أسس خاطئة ،وإعتمدت على دمج المليشيات داخل الجيش والشرطة وأقصيت الكفاءات من هذه المؤسسة العسكرية المهمة،وخاصة في الجانب الإستخباراتي،وجيء بأناس جهلة لا يمتلكون حسا أمنيا وغير قادرين على الإمساك بزمام الأمور ومكافحة الجريمة قبل وقوعها.

هناك قضية أخرى وهي أن الطائفية البغيضة ،عمقت إقصاء الكفاءات من الجيش والشرطة ،وتحولت هذه المؤسسة إلى مؤسسة فاسدة يتم إختراقها بأسهل الطرق ،وابسط دليل على ذلك هو ما حصل في سجن أبو غريب من إختراق كبير من قبل القاعدة التي نجحت في تهريب المئات من معتقليها ،ولم يحصل ذلك بسبب قوة القاعدة فقط بل لضعف الأجهزة الأمنية في السجن وفي المحيط.

من القضايا التي لا يجوز إهمالها تلك المداهمات الأمنية المتكررة لمناطق محددة ما جعل من بعض هذه المناطق حواضن للإرهاب ، ليس حبا به بل إنتقاما من الأجهزة الأمنية وقياداتها ،والكل يعلم أن القوة المجردة لا تؤسس أمنا ما لم يكن هناك تعاونا من قبل الشعب مع الأجهزة الأمنية ،وكما نلاحظ فإن مثل هذا التعاون مفقود هذه الأيام بسبب المسافة الشاسعة بين الأجهزة الأمنية،إضافة إلى الإحتكاك المباشر والمهين لأفراد الشعب ما حول غالبيتهم إلى خصوم واعداء للدولة وللعملية السياسية على حد سواء،ناهيك عن الإستحواذ على السلطة من قبل مجموعة من الأحزاب وإهمالهم القوى الأخرى ومعاداتها.

** من الملاحظ أن سيل التفجيرات الإرهابية لم ينقطع في العراق ،لكننا لم نلحظ إعتقال إرهابيين وتقديمهم للمحاكمة بسسب إرهابهم..لماذا؟

- جرى إعتقال كثير من المجاميع الإرهابية ،لكن الفساد الموجود في القضاء واجهزة التحقيق ومحاولات رمي التهم جزافا على الاخرين لأغراض سياسية ،هي التي لا تجعل هناك شواهد واضحة تظهر على شاشات التلفاز وتشير إلى الخصوم الحقيقيين للشعب وللبلد.وكثيرا ما يتم تجيير هذه التفجيرات لأسباب وممارسات سياسية ،وبالتالي لا يتم التركيز على المجرمين ونوعية جرائمهم وحجم التفجيرات ونوعيتها ،ولا يمكن أن يحصل ذلك دون وجود خروقات أمنية جراء الفساد في الأجهزة الأمنية .

** كيف تنظرون إلى عمليات الخطف والقتل في العراق؟

-ما من شك أن عمليات الخطف شهدت إنخفاضا ملحوظا في الآونة الأخيرة ،لكن عمليات القتل هي التي تزداد يوما بعد يوم،بسبب المليشيات التي تعلن عن نفسها على شاشات التلفاز دون محاسبتها من قبل الحكومة.

** ما هي قراءتكم للإنتفاضة الأخيرة في العراق؟

-كانت رائعة في بداياتها ،لكنها مؤخرا إستخدمت لأغراض سياسية من قبل بعض الأحزاب وخاصة الإسلامية لأغراض إنتخابية ،وبدلا من الشعارات الجاذبة لأهل الجنوب سمعنا شعارات غير منطقية نفرتهم منها وجعلتهم يستنفرون ضدها.

لا أحد ينكر أن هذه الإنتفاضة إندلعت بسبب الظلم والتهميش،ولكن سوء إستغلالها أضعفها إلى حد كبير.

** ما الذي دفع الناشط مقتدى الصدر لإعتزال السياسة؟

-هناك حالة من اليأس والإحباط من إستحالة أي تقدم إيجابي في العراق ،كما أنه دخل في قصة سحب الثقة من رئيس الوزراء المالكي،لكن ضغوطا خارجية كبيرة وقعت عليه وعلى غيره فإضطر إلى التراجع بعض الشيء ففشلت الخطة المعدة ،وإضطر في نهاية المطاف إلى الإنسحاب من العمل السياسي.

** إلى أين وصلت قضية الأقاليم؟

-معروف أن الأقاليم مثبتة في الدستور العراقي الجديد ،وبالتالي فإن من حق الجميع المطالبة بها ،لكن طرحها حاليا يجعل منها مشروعا غير ناضج، كما أن الحكومة تصدت لها وأجهضتها ، وانا شخصيا أرى أن الوقت غير مناسب لإعلان الأقاليم بسبب الصراعات المحتملة التي قد تحصل داخل الإقليم ،وربما يؤدي ذلك إلى صراعات بين الأقاليم على الحدود والموارد الطبيعية.

** ماذا أنجزتم من عملية إعادة الإعمار؟

-نحن في دولة فاشلة ،تنقصها الكفاءات وينخرها الفساد ،ولذلك أصبح الإعتماد على كوادر الدولة الحالية الضعيفة في إعادة الإعمار أمر مستحيل بسبب عزل كفاءات البلد وهجرة من هاجروا ،وبالتالي أصبح الأمر لزاما الإعتماد على الشركات الأجنبية ،للقيام بإعادة إعمار المؤسسات التحتية المدمرة، لكن هذه الشركات إضطرت للإنسحاب بسبب الوضع الأمني المتردي في البلاد.

نحتاج إلى تريليون دولار لإعادة إعمار البنى التحيتة ،لكن الصراعات المحتدمة بين البرلمان والحكومة جعلت من الصعب إن لم يكن من المستحيل تخصيص مثل هذا المبلغ ،وكما هو معروف فإن الحكومة كلما تقدمت بمشروع عارضه البرلمان بسبب التناحر بين القوى السياسية ومحاولات التصفية السياسية.

** ما مصير الصحوات؟

-قامت الصحوات بدور مهم في مقاومة الإرهاب ،ولولاها لما إستطاع الأمريكان ومعهم الحكومة العراقية تحجيم القاعدة عامي 2007-2008،لكن الطرفين غدرا بالصحوات وأقصي عدد كبير من عناصرها فأصبحوا اهدافا مشروعة للقاعدة،وربما تحول بعضهم بإتجاه قوى الإرهاب إنتقاما من الحكومة وحماية لأنفسهم.

** ما هو حجم تنظيم القاعدة في العراق؟

-القاعدة ناشطة جدا في العراق وساعد بذلك الوضع المتردي في سوريا ،الأمر الذي جعل القاعدة تتحرك بسهولة بين سوريا والعراق ،كما أن عدم وجود تعاون حقيقي بين العراق وجيرانه وسوء العلاقة بين العراق وتركيا على وجه الخصوص وضعف العراق أساسا جعل من العراق مكانا سهلا وحاضنا كبيرا للقاعدة.

** كيف تنظرون إلى دولة العراق الإسلامية التي أعلنها تنظيم القاعدة؟

-لن يكون العراق وفق هذه النظرية ،بمعنى أن العراق لن يكون دولة إسلامية بمفهوم القاعدة ،لذلك أؤكد أن هذا المشروع سيفشل ،لكن التضحيات ستكون جسيمة جدا إذا لم تتحد القوى السياسية للوقوف صفا واحدا حول مشروع وطني حقيقي يلتف الشعب حوله ،ولا يكون هناك وجود لحواضن إرهابية في العراق.

** إلى اين وصلت قضية الحدود مع الكويت؟

-معروف للقاصي والداني أن العراق قدم تنازلات كبيرة للكويت لأن المجتمع الدولي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين ،وقف غير منصف ضد العراق ،وإتخذ قرارات جائرة ضدنا واصبحت هذه القرارات مثبتة في الأمم المتحدة ويصعب إلغاؤها .

لقد تم تعطيل خطوط الطيران وبقي العراق تحت بند الفصل السابع،وإضطرت الحكومة العراقية لتقديم التنازلات تلو التنازلات ،خصوصا وان الكويت ما تزال مصرة على إبتزاز العراق لتحصيل ما تريده منه ،فهي حيلة المضطر بالنسبة للعراق وليست إيمانا ،وما تنازلنا عنه ليس حقا طبيعيا للكويت.

** هلا وصفت لنا العلاقة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان العراق؟

-أبسط ما يقال فيها أنها مضطربة،فضعف الحكومة المركزية في بغداد ،جعل إقليم كردستان يتمادى في الحصول على الكثير من المكاسب غير المحقة،وما لم يكن هناك حكومة مركزية قوية في بغداد ،فإن إبتزاز اٌلإقليم سيبقى قائما ،وستبقى العلاقة غير صحية وغير طبيعية ،كما أن سوء العلاقة بين بين العراق وتركيا أعطى الإقليم قوة إضافية إنعكست على عدم تأسيس علاقة طبيعية بين الإقليم والمركز.

وهناك قضية أخرى لا بد من تسليط الأضواء عليها وهي أن أطرافا أعطت للإقليم إمتيازات كثيرة من أجل السيطرة على الحكومة في المركز ، حيث انحازت هذه الأطراف للإقليم على حساب مصلحة البلد ،علما أن الكل يشعر بهذا الخطر الفادح الذي تم من خلاله كتابة الدستور الذي يحتوي الكثير من المطبات والألغام التي ربما تنفجر في أي لحظة، مخلفة أضرارا كبيرة بالعراق والعراقيين على حد سواء.

** ما مصير كركوك؟

-ليس سرا القول أن إقليم كردستان تمدد في مدينة كركوك بسبب ضعف الحكومة المركزية ،وقد حاول الإقليم خلق واقع جديد داخل مدينة كركوك لصالحه ولكن تبقى هذه القضية قضية دولية.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير