jo24_banner
jo24_banner

حوار مفتوح مع النائب العراقي السابق حسين الفلوجي

حوار مفتوح مع النائب العراقي السابق حسين الفلوجي
جو 24 : أسعد العزوني - قال النائب العراقي السابق /السياسي المستقل حسين الفلوجي ،أنه يطالب ومعه الكثيرون ،بإعادة تركيب الدولة العراقية سياسيا وإداريا وأمنيا،مؤكدا ان تفكيك الدولة كان مخططا له امريكيا ودوليا.

وأضاف في حوار أجرته "JO24"في العاصمة الأردنية عمان،أن البرلمان العراقي مؤسسة ضعيفة غير قادرة على مواجهة الحكومة ،وبالتالي فإن غالبية الشعب العراقي غير راض عن أدائه.

وردا على سؤال يتعلق باستمرار تفجير السيارات المفخخة في المدن العراقية قال الفلوجي أن هناك دولا ترغب وتعمل من أجل بقاء دوامة العنف مستمرة في العراق متهما بذلك بعض الدول في الإقليم.

وبين أن هناك مساع تجري على قدم وساق لتشكيل تحالف جديد يقوم على الولاء للعراق استعدادا للإنتخابات المزمع إجراؤها في العام المقبل،مشيرا إلى أن التوقعات تفيد أنهم سينجزون المهمة في غضون الشهور القليلة المقبلة.

وفي ما يلي نص الحوار:

**كيف تنظر إلى مآلات العملية السياسية في العراق بعد عشر سنوات من الاحتلال؟

-المتغير في العراق أبعد من أن يكون سياسيا ،فأمريكا حرصت على تفكيك الدولة ومؤسساتها بأدق التفاصيل ،وهناك مخطط أمريكي –دولي خبيث لوضع العراق في منزلقات خطيرة منها الطائفي.
لقد أتبعت سياسات إقصائية وإجتثاث وإستهداف الطبقة الوسطى من الكوادر الإدارية ،وتهجير منظم طال الحلقات الإدارية المهمة في الدولة.لذلك نطالب بإعادة تركيب الدولة العراقية سياسيا وإداريا وامنيا ,
إن أقل ما يمكن وصفه لما جرى في العراق هو أنه مقبول من حيث نتائجه التي توافقت مع أهداف المخطط الأمريكي- الدولي.
ونعترف أننا كعراقيين فشلنا في العملية السياسية لأسباب عديدة أهمها في المجال السياسي لأن من تصدوا للقرار السياسي بعد 2003 كانت تنقصهم الخبرة والدراية في الحكم ،وأغلبهم عاش طويلا خارج البلاد ولم يكونوا على إطلاع بما يجري في العراق قبل عشرين عاما من الإحتلال.ناهيك عن أن مجيء بعضهم كان للإنتقام والثأر من جهات وعناوين سياسية كبيرة ،أضف إلى ذلك التدخل الأمريكي –الغربي في تفاصيل الحياة السياسية،ودفع الحياة السياسية إلى زوايا مسيطر عليها،وهذا ما جعل النتائج مطابقة للتخطيط.

** كنائب سابق في البرلمان العراقي وسياسي مستقل ،هل أنت راض عن اداء البرلمان؟

--البرلمان عموما هو مؤسسة ضعيفة وغير قادر على مجابهة الحكومة الحالية ،وتحصيل حاصل فإنني ومعي الكثيرين غير راضين عن أداء البرلمان،لأن أداءه الرقابي ضعيف وغير مناسب مع حجم الفساد والخلل الحاصل في مؤسسات الدولة .
أما من الناحية التشريعية فإن البرلمان غير قادر على الإتيان بمجموعة قوانين مهمة لإعادة بناء الدولة إقتصاديا وسياسيا وإداريا ،ولذلك لم يكن بالمستوى المطلوب والذي نطمح إليه،ما ادى إلى إنعكاس ضعفه على مؤسسات الدولة التنفيذية والقضائية .

** ما هو واقع ودور الكتل السياسية في البرلمان؟

-أغلب هذه الكتل أطلقت العنان لنفسها للتعبير عن طموحاتها الطائفية ولم تؤسس على أسس سياسية عابرة للطوائف ،فالتحالف الكردي على سبيل المثال عبر بصورة قومية عن المكون الكردي تماما كما هو دور التحالف الوطني الذي عبر عن المكون الشيعي.
جاءت القائمة العراقية لتكون عابرة للطوائف لكن الأداء إنحدر وضعف،فعادت توجهات الكتل إلى افثنية والطائفية.
كل ذلك بسبب عدم وجود قانون احزاب ينظم العمل الحزبي،وكذلك مرونة حصولها على التمويل الخارجي والإتصال مع جهات إقليمية لها مصالح في الشان العراقي وعدم وجود قانون إنتخابي وإجراءات إنتخابية تحد من التزوير.وهناك أسباب تنظيمية أخرى مثل ضعف الواصر التنظيمية داخل الكتل ذاتها.

** هناك إشاعات عن قيامكم بتشكيل تحالف جديد إستعدادا للإنتخابات المقبلة ..هل هذا صحيح وأين وصلتم ؟

- بعد إعلان نتائج مجالس المحافظات ،بدأت الحراكات للإنتخابات النيابية للعام المقبل،ومن الطبيعي أن تبدأ الكتل والشخصيات المهتمة بالعمل من داخل البرلمان بإستكشاف وإستجلاء مواقف الحركات السياسية وإتجاهاتها ،ومبدئيا نحن منفتحون على مواقف سياسية وتنظيمية تصب في مصلحة قادرة على المنافسة في المجلس،وأن تكون مؤثرة أيضا.
لا نزال في البدايات ،واتوقع في الأشهر القليلة القادمة أن نصل إلى بلورة للمواقف وتجميع الكتل للتهيؤ للإنتخابات المقبلة ووضع خطة للعمل داخل المجلس المقبل.

**ما هي توقعاتكم لسير ونتائج الإنتخابات المقبلة؟

-ما يمكن قوله هو ان الرقابة على العملية الإنتخابية ستبقى ضعيفة ،ناهيك عن غياب التشريعات الصارمة للحد من التلاعب،وكذلك عزوف الناخبين عن المشاركة في الإنتخابات والتزوير المنظم الكبير ،إضافة إلى المال السياسي الذي سيكون له دور كبير فيها.
وهناك قضية اخرى وهي ان الإعلام العراقي سيكون له دور كبير ايضا في توجيه الرأي العام بإتجاهات مختلفة ،ومجمل القول ان الإنتخاغبات المقبلة ستكون إمتداد للإنتخابات السابقة ،وسوف لن تتمخض عنها كتل سياسية جديدة.
نحن مستعودن وراغبون أن تجري هذه الإنتخابات في وقتها ،لكننا نتخوف من المجهول وأن تقع أحداث جسام تضطرنا لتأجيلها .

** ما تفسيركم لاستمرار تفجير السيارات المفخخة في المدن العراقية؟

-هناك اسباب كثيرة منها الفساد المستشري في الولة والمؤسسات الأمنية ،وهذا ما يجعل ماكينة القتل مستمرة في العراق،ويعمل على تشتيت القرار الأمني وعدم وجود فهم حقيقي للظاهرة الأمنية .
ومما أود قوله هو أن احد أسباب هذه الظاهرة هو سهولة رمي التهم جزافا لجهات معينة معروفة للمواطن العراقي بدون تمحيص،وعدم القدرة على تفكيك الظاهرة الجرمية والأمنية التي تسيطر على الساحة في العراق،وكذلك غياب الوسائل الجدية والرقابة والمتابعة الجادة للظاهرة الإرهابية.
هناك دول في افقليم ترغب وتعمل على بقاء دوامة العنف لتعمل بشكل يومي في العراق ،ولا ننسى أن العراق يتأثر بمحيطه الإقليمي وبأزمات المنطقة ،ومن قراءتنا للواقع فإننا لن نشهد إستقرار في المستقبل المنظور.

** الطائفية في العراق إلى أين؟

--هي آفة كبيرة يمكن التغلب عليها بمشروع وطني عابر للمكونات وهو قائم على المواطنة والحقوق المدنية والإلتزام بمصير الوطن ومصلحته وليس المكون.

** كيف تنظر إلى العلاقة ما بين حكومة بغداد المركزية وإقليم كردستان؟

هي علاقة غير متكافئة وغير دستورية وغير قانونية وتميل لصالح الإقليم ،مع ضعف إداري وسياسي من قبل الحكومة المركزية ،وهناك محاولات لإعادة ترتيب العلاقة على اسس تكون الحكومة المركزيو فيها هي المسيطرة لكنها فشلت.

**ما هو إنعكاس الأحداث في سورياعلى العراق؟

التاثير مباشر ،وقد كان العراق سابقا يدفع فاتورة التدخل الإقليمي وإدخال الأزمة داخل اراضيه،لكن الوضع في سوريا يعد إمتدادا للظاهرة المنية في العراق،وتأثيرها واضح ومباشر في الملفات الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية وبالتالي فإن العراق لن ينسلخ عن محيطه ،واصبح يتأثر أكثر من ان يؤثر ويتلقى الصدمات ويشهد تعميق الخلافات الطائفية.

** هل العراق قادر على إستيعاب لاجئين سوريين في اراضيه؟

-هناك ضغط أمني داخل سوريا ،ويؤدي إستمرا الأزمة إلى تدفق لاجئين سوريين إلى دول الجوار ومنها العراق ،وقد سبق وان إستقبلنا لاجئين سوريين ،لكننا سنواجه صعوبات كبيرى في دمجهم وإستيعابهم إلا إذا ساعدنا المجتمع الدولي في ذلك.
** ما هي ملامح عراق المستقبل؟
-الصورة قاتمة وضبابية ،وحتى الآن فإن العراق يعاني من أزمات سياسية وأمنية وإقتصادية ومخاطر وخسائر بشرية ومادية.
ولكن في حال حدوث تغير حقيقي في الإنتخابات المقبلة والإتيان بكتل مرضية وقوية ،فإن الوضع سرعان ما يتعافى في العراق الذي سيعود عندها إلى سيرته الأولى ،لكن يؤسفني القول ان معطيات اليوم لا تبشر بنقلة نوعية للعراق.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير