الحرب قادمة: ما هو موقفنا؟
حسين الرواشدة
جو 24 : يبدو أن مسألة التدخل العسكري قد حسمت، لكن التوقيت لم يحدد بعد، ومن التجربة في العراق يمكننا أن نتوقع أن السيناريو المعتمد سيكون متشابها، ونحن الآن في إطار التمهيد وإعداد البيئة المناسبة أو – بالتعبير العسكري – تهيئة الميدان وتمشيطه لتوجيه ما يلزم من ضربات مختارة في العمق السوري.
للأسف، لا يمكن لأحد في منطقتنا أن يدافع عن هذا “الخيار” أو أن يرفضه كاضطرار، فقد فتح النظام السوري منذ نحو ثلاثة أعوا م الباب واسعا أمام “التدخلات” الخارجية، ولم يعد أمام الشعب السوري الذي ظل وحيداً تحت القصف والموت و”الكيماوي” (لا تسأل من استخدمه؟) إلا الاستعانة بـ”الشيطان” لوقف هذه الحرب الدموية والإحساس بالأمن والاستقرار (وهذا بالطبع مجرد أمل)، وها هي الشياطين تتحرك، وبوسعنا أن نتوقع ما يمكن أن تفعله في منطقتنا التي أصبحت “مشاعا” لمن يبحث عن مصالحه او نفوذه.
الآن، يبدو أن خرائط “التدخل” أصبحت جاهزة، وقد بدأت الخطوات الأولى في التنفيذ من خلال وضع “موطئ قدم” للاجهزة الاستخبارية في الجنوب السوري، وتمركز “البارجات” الامريكية في مياه المتوسط، وإذا كانت “جريمة الغوطة الكيماوية” أطلقت صفارة البداية للحشد والتلويح بالحرب، فإن ما سبق من حسابات سياسية قد افضت -بالتأكيد – الى ضرورة “الإطاحة” بالأسد ونظامه.
سيناريو “التدخل العسكري” لم يعد سراً، فقد تم الكشف عن الخطة التي يمكن تنفيذها، ابتداء من الحظر الجوي والمنطقة العازلة، وتدريب الأفراد من الجيش الحر وأبناء العشائر وتزويدهم بالأسلحة، وصولا الى توجيه “صواريخ كروز” من البوارج المتمركزة في المتوسط الى مواقع محددة ومهمة في سوريا، ووضع اليد على المنشآت “الكيماوية” وكبح جماح القوة السورية وشلها تماما لمنعها من الرد.. وربما يتطور السينارينو الى انزال قوات خاصة في بعض المناطق، ومحاصرة دمشق وتشجيع الجيش على الانشقاق وتشكيل حكومة داخل الأراضي السورية، وكل هذا سيكون في معزل عن “مجلس الأمن” وربما بتوافق غير معلن مع روسيا.
لا مصلحة للاردن – بالطبع – بالانخراط في هذا السيناريو “المرعب” لكن ماذا لو وجدنا انفسنا مضطرين اليه؟ اعتقد ان الاجابة ستتوقف على مسألتين: إحداهما وجود “توافق” دولي على العملية بحيث يستطيع الاردن أن يبرر حضوره كجزء من المجتمع الدولي، وهذا غير مؤكد كما يبدو حتى الآن والمسألة الاخرى وجود تطمينات دولية واقليمية للاردن بتوفير ما يلزم من حماية له فيما اذا ردت دمشق على اي هجوم، وهي ستفعل ذلك بالتأكيد، ومع ذلك فإن الاردن سيبدو محرجاً تماماً من “انخراطه” في هذا السيناريو حتى لو قدمت له الضمانات و”الصفقات” التي يريدها.
استطعنا مرتين في الحرب ضد العراق أن ننأى “بأنفسنا” – نسبياً – عن التدخل، وخرجنا منها بأقل ما يمكن من خسائر، لكن الحالة الآن تغيرت على ما يبدو، فليس أمام عمان التي ظلت صاعدة في عصر “التحولات” العربية سوى أن “تتكيف” مع المطالب الإقليمية والدولية والضاغطة، وهذا مفهوم بالطبع، لكن هذا “التكيف” وهذا ما يحتاج لمقاربات سياسية واعية، ومناورات دبلوماسية ذكية، وقبل ذلك وكله اعداد الجبهة الداخلية للتعامل مع هذه المستجدات الخطيرة، ووضع الرأي العام أمام الحقيقة والاعتماد على الشعب بتحديد الخيارات اللازمة.
(الدستور)
للأسف، لا يمكن لأحد في منطقتنا أن يدافع عن هذا “الخيار” أو أن يرفضه كاضطرار، فقد فتح النظام السوري منذ نحو ثلاثة أعوا م الباب واسعا أمام “التدخلات” الخارجية، ولم يعد أمام الشعب السوري الذي ظل وحيداً تحت القصف والموت و”الكيماوي” (لا تسأل من استخدمه؟) إلا الاستعانة بـ”الشيطان” لوقف هذه الحرب الدموية والإحساس بالأمن والاستقرار (وهذا بالطبع مجرد أمل)، وها هي الشياطين تتحرك، وبوسعنا أن نتوقع ما يمكن أن تفعله في منطقتنا التي أصبحت “مشاعا” لمن يبحث عن مصالحه او نفوذه.
الآن، يبدو أن خرائط “التدخل” أصبحت جاهزة، وقد بدأت الخطوات الأولى في التنفيذ من خلال وضع “موطئ قدم” للاجهزة الاستخبارية في الجنوب السوري، وتمركز “البارجات” الامريكية في مياه المتوسط، وإذا كانت “جريمة الغوطة الكيماوية” أطلقت صفارة البداية للحشد والتلويح بالحرب، فإن ما سبق من حسابات سياسية قد افضت -بالتأكيد – الى ضرورة “الإطاحة” بالأسد ونظامه.
سيناريو “التدخل العسكري” لم يعد سراً، فقد تم الكشف عن الخطة التي يمكن تنفيذها، ابتداء من الحظر الجوي والمنطقة العازلة، وتدريب الأفراد من الجيش الحر وأبناء العشائر وتزويدهم بالأسلحة، وصولا الى توجيه “صواريخ كروز” من البوارج المتمركزة في المتوسط الى مواقع محددة ومهمة في سوريا، ووضع اليد على المنشآت “الكيماوية” وكبح جماح القوة السورية وشلها تماما لمنعها من الرد.. وربما يتطور السينارينو الى انزال قوات خاصة في بعض المناطق، ومحاصرة دمشق وتشجيع الجيش على الانشقاق وتشكيل حكومة داخل الأراضي السورية، وكل هذا سيكون في معزل عن “مجلس الأمن” وربما بتوافق غير معلن مع روسيا.
لا مصلحة للاردن – بالطبع – بالانخراط في هذا السيناريو “المرعب” لكن ماذا لو وجدنا انفسنا مضطرين اليه؟ اعتقد ان الاجابة ستتوقف على مسألتين: إحداهما وجود “توافق” دولي على العملية بحيث يستطيع الاردن أن يبرر حضوره كجزء من المجتمع الدولي، وهذا غير مؤكد كما يبدو حتى الآن والمسألة الاخرى وجود تطمينات دولية واقليمية للاردن بتوفير ما يلزم من حماية له فيما اذا ردت دمشق على اي هجوم، وهي ستفعل ذلك بالتأكيد، ومع ذلك فإن الاردن سيبدو محرجاً تماماً من “انخراطه” في هذا السيناريو حتى لو قدمت له الضمانات و”الصفقات” التي يريدها.
استطعنا مرتين في الحرب ضد العراق أن ننأى “بأنفسنا” – نسبياً – عن التدخل، وخرجنا منها بأقل ما يمكن من خسائر، لكن الحالة الآن تغيرت على ما يبدو، فليس أمام عمان التي ظلت صاعدة في عصر “التحولات” العربية سوى أن “تتكيف” مع المطالب الإقليمية والدولية والضاغطة، وهذا مفهوم بالطبع، لكن هذا “التكيف” وهذا ما يحتاج لمقاربات سياسية واعية، ومناورات دبلوماسية ذكية، وقبل ذلك وكله اعداد الجبهة الداخلية للتعامل مع هذه المستجدات الخطيرة، ووضع الرأي العام أمام الحقيقة والاعتماد على الشعب بتحديد الخيارات اللازمة.
(الدستور)