دول وهمية تدار بمنطق العصابات اللصوصية..
حاتم رشيد
جو 24 :
عندما تدار دولة بمنطق عصابة تستحوذ على مقدراتها فانها تنحط الى مستوى دولة وهمية دولة ديكورية تستعير من الدولة الفعلية معالمها الشكلية وتبني اركانها الهوائية بقصد الخداع والتضليل ببساطة تصنع وهم الدولة كشرط لازم لانجاز عملية نهب الثروة العامة.
في دول الوهم تستحوذ العصابة على كل المنافع وتحتكر الامتيازات ويورثها الاباء للابناء والحواشي وتغلق الدائرة باحكام ويحظر انضمام شركاء جدد الا تحت طائلة التهديد والابتزاز من طامع طارئ استبد به الحسد باحثا عن حصة في الثروة المنهوبة. وهو غالبا يمكنه ان يختار بين تشكيل عصابة منافسة او تخريب لعبة العصابات النافذة وفي الحالتين فأن كلفة ضمه واستيعابه تبدو مبررة ومقبولة.
ومع اشتداد التنافس بين الطامعين المتسولين فان فرصة ظهور عصابات متضامنة تصبح مخرجا متاحا لتقاسم الثروة المنهوبة.
هكذا تصبح الشراكة بين اللصوص من المراتب الطبقية الرفيعة آلية دفاعية بوجه الجموع المتذمرة والعاجزة عن تنظيم نفسها لاستعادة حقها في عرقها بل ودمها.
الابقاء على فتات ينثر على المخدوعين والمكرهين على التواطؤ هو شرط مكمل لشروط عملية نهب ناعمة ومتقنة ومتجددة.
تعميم الفساد وبناءمشروعية شعبية للنهب والسلب هو اقوى اسلحة العصابات الناعمة والتي تنهب همسا ودون ترك آثار جرمية فالاثر الملموس هو تدمير المجتمع ماديا ومعنويا وهذه جريمة تنسب لمجهول في دول الوهم انها جريمة بغير عقاب فكيف تعاقب اللامنظور وغير المعرف.
الغناء للوطن وتمجيد الوطنية سلاح اضافي فتاك بيد عصابات النهب المخملي وهو سلاح مصوب نحو عواطف ومشاعر الجموع المعدة سلفا والمروضة عبر عشرات السنين لتصفق لكذب وتزوير تظنه او تتمناه حقيقيا.
خداع الاغلبية الصامتة المندحرة نفسيا هو اهم شروط استمرار استحلاب ثروات المجتمع.
الجماهير الهاجعة هي السند والنصير للعصابات الجائعة. الجائعة للنهب وللاثراء الوحشي. الاثراء الذي يساوي افقار مجتمع وتدمير دولة.
في تاريخ الشعوب والامم لم تتخلى عصابة مهيمنة عن مغانمها طوعا.