مواطنون: ثورة "الجياع" قادمة.. وخبراء: رفع الدعم عن الخبز سيضعف القدرة الشرائية
يشغل موضوع رفع الدعم عن الخبز وجدوى استخدام البطاقة "الذكية" التي ستلجأ لها الحكومة قبل نهاية العام حيزا من أحاديث معظم المواطنين.
jo 24 استطلعت آراء مواطنين حول الرفع، حيث اتفق غالبيتهم على أن هذه الخطوة هي "استمرار للسياسة التي تنتهجها الحكومة في سبيل افقار الشعب وتجويعه وسد عجز الميزانية بالسطو على جيوبهم المهترئة".
البعض اعتبر رفع الدعم عن "العيش" اشعالا لثورة "الجياع القادمة"، وآخرون رأوا في استعمال المواطن البطاقة لشراء رغيف الخبز "إهانة وهدرا لكرامته".
مواطنون قالوا ل jo24 ان الحكومة "تتقن تخدير المواطن"، ففي كل خطوة رفع للاسعار تظهر وكأنها تقدم دعما لكنها "تعطي في اليمين بضع ملاليم وتأخذ في الشمال اضعافا مضاعفة" وفق ما قال الثلاثيني امجد من محله بوسط البلد.
أما الاربعيني هيثم من محافظة الزرقاء والذي تستهلك عائلته 3 كيلو خبز يوميا يقول ان "الحكومة تضحك على الناس، كيف يعني يمكن تدعمه ب 19 دينار سنويا للفرد شو بدنا نشتري فيهم؟!!"، منوها الى ان "الحكومة تلعب بالنار بهذا القرار الذي سيؤدي الى مزيد من الفقر والفساد".
الحاجة فاطمة من السلط لا تعلم عن امر البطاقة الذكية شيئا، وعند توضح الموضوع قالت : "لو كان فيا صحة كان عجنت وخبزت، لكن الآن لا صحة وكل شي غالي، والحياة صعبة".
استخدام البطاقة لشراء الخبز "إهانة لكرامة المواطن"
اما الموظف محمد فلاح من ابد فقال: استخدام البطاقة عند كل كيلو خبز سنشتريه امر في غاية "المهانة"، متابعا حديثه: ان رئيس الوزراء عبدالله النسور صرح سابقا انه لن يقبل ان يستخدم المواطن بطاقة فهي طريقة تهين كرامته، وها هو الآن عدل عن كلامه!
محمد موسى يرى ان رفع الدعم عن الخبز له "عواقب كارثية" اذ ان الامر لن يتوقف حسب رأيه على ارتفاع سعر الخبز بل سيرافق ذلك ارتفاع الاسعار عموما بمنتوجات الطحين وبأسعار المطاعم، وهذا فيه "اعتداء على قوت المواطن الذي يكد ويشقى ولن يحصل لقمة عيشه".
الشاب عبدالحميد الموظف في احد المخابز بجبل النصر قال ان رفع الدعم سيذهب ضحيته الفقراء ومتوسطو الدخل، منوها الى انه وبحكم عمله فإن الطحين المستخدم يذهب جزء يسير منه للخبز أما البقية فتصنع منها اصناف اخرى من المخبوزات والحلويات والتي سيرتفع سعرها اضعافا، مؤكدا ان اصحاب المخابز مستفيدون اما المواطن "رايحة علي".
وكان وزير الصناعة والتجارة والتموين، الدكتور حاتم الحلواني، اعلن في وقت سابق أن "البطاقة الذكية لن تكلف المواطن أي شيء وهي تمثل محفظة تتضمن فرق الدعم بين 38 قرشا (للسعر الحقيقي) لمادة الخبز و 16 قرشا لكيلو غرام الخبز والذي يمثل (سعر البيع) الحالي لكيلو الخبز، فيما سيتم منح المواطن الفرق بين السعرين وهو 22 قرشا للكيلو".
و اضاف عند احتساب مقدار الدعم الحكومي لكل مواطن من خلال استخدام البطاقة الذكية يظهر أنه سيصل الى 19.8 دينار سنويا، بافتراض أن الفرد الأردني يستهلك 90 كيلو غراما من الخبز سنويا، في حين يبلغ مقدار الدعم 22 قرشا للكيلو الواحد.
وتباينت ردود خبراء اقتصاد حول رفع الدعم واصدار البطاقة الذكية، بعضهم اعتبرها "خطوة مرة لكن لا بد منها في المرحلة الحالية مع ضرورة مراقبة الآلية الصحيحة في تطبيق البطاقة"، وآخرون اعتبروا البطاقة غير ذات جدوى على
الصعيد العملي، فضلا عن أن الدعم المطروح زهيد وستقل معه قدرة المواطن الشرائية.
عقل: رفع الدعم سيترتب عليه رفع الاسعار
الخبير الاقتصادي مفلح عقل يرى ان رفع الدعم عن الخبز سيؤدي الى "رفع الكلفة الفعلية على المواطنين"، مشيرا الى ان أي دراسة تبنى عليها فرضيات يفترض ان تكون حسبتها عادلة، منوها الى ان البطاقة الذكية فكرة غير مجدية على الصعيد العملي.
ويشير عقل الى ان قرار الرفع سيترتب عليه زيادة في الاسعار وهو ما يعني استمرار في نهج الفقر والبطالة.
فالرفع سيؤدي الى انخفاض في القدرة الشرائية للمواطن، منوها الى ان البطاقة لا تكفي بعض الاسر ممن يعتمدون على الخبز كمصدر غذائي اساسي لان المبلغ المطروح من الحكومة اقل من استهلاكهم وهذا سيؤدي الى زيادة الاعباء الاقتصادية عليهم.
ويرى عقل ان هذه الخطوة لن تحل شيئا فالاجنبي "غير المواطن" سيشتري بالسعر الجديد غير انه سيرفع اجرته، وهو ما سيتضرر منه المواطن بكل الاحوال.
ويؤكد ان المتضرر من الرفع هم سكان المناطق الفقيرة وريف الاردن وجيوب الفقر، كونهم يعتمدون على الرغيف بشكل اساسي في غذائهم ولن يحتملوا مزيدا من الرفع في الاسعار.
العناني: كان على الحكومة معالجة مشكلة الفقر اولا
الوزير الاسبق والخبير الاقتصادي د.جواد العناني اوضح انه كان على الحكومة "الا ترفع الدعم عن الخبز قبل حل مشكلة الفقر"، غير ان الوضع الحالي الذي تعيشه المملكة من ارتفاع الدين العام، يستلزم أن "يتعاون المواطن مع الحكومة في ايصال الدعم لمستحقيه"!
ويشدد العناني على ان السؤال الاهم هو ليس رفع الدعم او استعمال البطاقة بل "كيف ستستغل الحكومة الأموال التي ستحصلها جراء رفع الدعم؟"، منوها الى ضرورة قيام الحكومة بمشاريع يستفيد منها المواطن وتحل مشكلتي البطالة والفقر.
وأكد ان فكرة البطاقة الذكية "ليست اختراعا اردنيا"، ومع الوقت سيعتاد عليها المواطن.
وحول ضآلة المبلغ الذي ستدفعه الحكومة للمواطن بدل الدعم وهو ما يعادل استهلال رغيف وثلث الرغيف للفرد يوميا بمقدار دعم سنوي يصل 19.8 دينار، وفق الدراسة غير الرسمية التي استندت لها دراسة الحكومة في المبلغ المطروح، قال العناني "على الحكومة هنا ان تكون مرنة خلال تطبيق القرار وتحاول دراسة الموضوع على ارض الواقع وفي حال كانت الارقام غير منسجمة مع الواقع يمكنها زيادة المبلغ"، مشيرا الى أن "مجلس النواب" يتحمل المسؤولية الكبرى في مراقبة اداء الحكومات وذلك اثناء اقرار الميزانية.