jo24_banner
jo24_banner

الاردن: الدخول في جحر الافعى يعني شيئا واحدا :الانتحار..

أ.د احمد القطامين
جو 24 :


 يعرف عن الاردنيون كشعب انهم اكثر العرب كرها لاسرائيل ورفضا لاي شكل من اشكال التعامل معها ويعتبرون التطبيع معها ليس مرفوضا فحسب انما نجاسة وفسقا وخروجا عن معادلات المنطق ومتطلبات الامن والسلامة، ومع ذلك تواصل حكوماتهم المتتالية التقرب من اسرائيل وعقد شتى انواع الاتفاقيات معها كاتفاقية الغاز والاتفاقية التي اعلن عن البدء بدراستها يوم امس والتي تنص على ان تبنى اسرائيل مزرعة للطاقة الشمسية في الصحراء الاردنية لتزويد سكان فلسطين المحتلة بالطاقة بينما تبني الاردن منشئات لتحلية المياة في سواحل فلسطين الغربية على البحر الابيض المتوسط لتزويد الاردن بالمياه.

ويتساءل الاردنيون لماذا لا نبني منشئات تحلية المياة في بلادنا في خليج العقبة ونبني مزارع شمسية لتزويدنا بالطاقة في صحرائنا، ولماذا يجب ان تكون اسرائيل دائما بالموضوع؟ هذا من جهة اما من الجهة الاخرى، فان السؤال الاكثر جدوى لطرحه الان هو كيف لنظامنا السياسي ان يثق بدولة غاصبة كاسرائيل ويضع مستقبله ومستقبل بلادنا ومصالح اجيالنا القادمة تحت رحمة عدو شرس يطيح بكل شئ لحماية مصالحة ومصالح مستوطنيه عندما يتطلب الامر ذلك كما اثبتت تجاربنا السابقة معه؟

نحن نعي ان بعض العرب يسعون للتطبيع الشامل مع اسرائيل ويمارسون ضغوطا كبيرة لدفع عملية التطبيع الى ابعد مدى ممكن، فليطبعوا كما يشاؤون، لماذا يجب ان يطبعوا من خلالنا. ان مثل هذه المواقف تطيح بسيادتنا الوطنية وتبذر بذور فتن كبيرة ستفاجؤنا في المستقبل عندما تكون قدرتنا على مواجهتها اصبحت ضعيفة وستضعنا في اسؤا حالات الضعف والهوان امام انفسنا وامام الحقيقة.

ان السياسة عندما تنفلت من بعدها الاخلاقي والوطني ستقود الى حالة من الفوضى والعبثية وان اية ممارسة لسياسات لا تنبثق من المصالح الحقيقية الاستراتيجية للشعب والوطن ستكون كارثة حتمية في المستقبل قد تخرج الامور من توازناتها المعتادة الى توازنات جديدة تتسم بالفوضى والاضطراب.

ليس من الحكمة عادة الدخول في بيت الافعى والاعتقاد ان الوضع سيكون آمنا.. فالدخول الى بيت الافعى يعني الشروع في عملية ستقود حتما الى شئ واحد وهو التعرض للدغة الافعى القاتلة.. قد يتم اسعافك الى المستشفى وتتعافى من الموت لكن السم اذا دخل الجسم ولم يقتلك يتطلب زمنا طويلا للخروج وقد يترك تشوهات قاتلة على المدى البعيد.. الحكمة تتطلب اجراءات مختلفة تتماشى مع مطالب الشعب ومصالح الوطن الحقيقة.
ولنقل جميعا لا لهذه الاتفاقية غير الضرورية وغير المنطقية ..
 

تابعو الأردن 24 على google news