مقياس تدينك حسن معاملتك
حسين الرواشدة
جو 24 : الايمان - في ابسط تعريفاته - ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وهو المعنى الذي تؤكد عليه الآيات القرآنية التي ربطت بين الايمان والعمل الصالح الذين آمنوا وعملوا الصالحات بمعنى انه لا قيمة للايمان اذا لم يتحول الى حركة دائمة في الزمان والمكان ، لا معنى للصلاة اذا لم تنه عن الفحشاء والمنكر ، ولا للزكاة اذا لم تطهر النفس وتعوّض الفقير والمحتاج ، ولا للحج اذا لم تتحقق التقوى..وهكذا.
اذن ، فقياس التدين الصحيح هو حسن المعاملة ، فبمقدار ما يعبر سلوكك وذوقك عن الاسلام وقيمه واخلاقياته بمقدار ما تكون قريبا من الله ، ومطيعا لتعاليمه ، وفاهما لطبيعة الدور والوظيفة التي خلقت من اجلها ، وهي بالتعبير القرآني العبادة بمعناها الشامل الذي يخرج من النص الى الحياة.. ومن عمارة الدنيا الى عمارة الاخرة ، ومن الصلاح الى الاصلاح ،
والمعاملة في الاسلام بتعبير الفقهاء هي الدين في اسمى تجلياته ، ولها - بالطبع - مرتكزاتها وآدابها ، تعاملك مع نفسك ومع اهلك ومع جيرانك ومع الاقربين والابعدين ، ومدى تأثيرك في سيرة الحياة ، واذا كان ثمة حاكم او مقيّم او راصد يستطيع ان يقرر من تكون فهو عملك ومعاملتك مع من حولك ، فالناس غير مخولين بالكم على داخلك ، وغير قادرين على استنباط ما تفكر به ، وغير معنيين بقراءة افكارك ، وانما يحكمون عليك بناء على سلوكك ، على تعاملك معهم ، على اثرك في الحياة معهم.
وفي القرآن الكريم ثمة اشارات متكررة الى حسن المعاملة فالدعوة الى الله لا تقوم على الاكراه وانما على الحكمة والكلمة الحسنة ، والخطاب الذي توجهه لمن تريد سواء كان مسلما او غير مسلم خطاب قائم على الحسن بأعلى ما في جمال اللغة والاسلوب من قيمة وقولوا للناس حسنا والصفات التي اهّلت النبي لحمل الرسالة واقناع الناس بها قائمة على الرحمة لا على الغلظة وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلًيظَ الْقَلْبً لانْفَضُّوا مًنْ حَوْلًكَ وما اكثر ما تسببت غلظة الدعاة في تنفير الناس من الاسلام وابعادهم عن المساجد وتزهيدهم في قبول الدين وخاصة اولئك الذين لا يعرفون حقيقة الاسلام من غير المسلمين.
ما احوجنا الى فهم مقاصد الدين ، والى انزال احكامه على الواقع ، والى تحويله الى حديث وانموذج على الارض ، وما اشد اسفنا على اولئك الذين حوّلوه الى نصوص جامدة ، وصور مريعة منفرة ، واحكام لا نصيب لها في الحياة.
الدستور
اذن ، فقياس التدين الصحيح هو حسن المعاملة ، فبمقدار ما يعبر سلوكك وذوقك عن الاسلام وقيمه واخلاقياته بمقدار ما تكون قريبا من الله ، ومطيعا لتعاليمه ، وفاهما لطبيعة الدور والوظيفة التي خلقت من اجلها ، وهي بالتعبير القرآني العبادة بمعناها الشامل الذي يخرج من النص الى الحياة.. ومن عمارة الدنيا الى عمارة الاخرة ، ومن الصلاح الى الاصلاح ،
والمعاملة في الاسلام بتعبير الفقهاء هي الدين في اسمى تجلياته ، ولها - بالطبع - مرتكزاتها وآدابها ، تعاملك مع نفسك ومع اهلك ومع جيرانك ومع الاقربين والابعدين ، ومدى تأثيرك في سيرة الحياة ، واذا كان ثمة حاكم او مقيّم او راصد يستطيع ان يقرر من تكون فهو عملك ومعاملتك مع من حولك ، فالناس غير مخولين بالكم على داخلك ، وغير قادرين على استنباط ما تفكر به ، وغير معنيين بقراءة افكارك ، وانما يحكمون عليك بناء على سلوكك ، على تعاملك معهم ، على اثرك في الحياة معهم.
وفي القرآن الكريم ثمة اشارات متكررة الى حسن المعاملة فالدعوة الى الله لا تقوم على الاكراه وانما على الحكمة والكلمة الحسنة ، والخطاب الذي توجهه لمن تريد سواء كان مسلما او غير مسلم خطاب قائم على الحسن بأعلى ما في جمال اللغة والاسلوب من قيمة وقولوا للناس حسنا والصفات التي اهّلت النبي لحمل الرسالة واقناع الناس بها قائمة على الرحمة لا على الغلظة وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلًيظَ الْقَلْبً لانْفَضُّوا مًنْ حَوْلًكَ وما اكثر ما تسببت غلظة الدعاة في تنفير الناس من الاسلام وابعادهم عن المساجد وتزهيدهم في قبول الدين وخاصة اولئك الذين لا يعرفون حقيقة الاسلام من غير المسلمين.
ما احوجنا الى فهم مقاصد الدين ، والى انزال احكامه على الواقع ، والى تحويله الى حديث وانموذج على الارض ، وما اشد اسفنا على اولئك الذين حوّلوه الى نصوص جامدة ، وصور مريعة منفرة ، واحكام لا نصيب لها في الحياة.
الدستور