ملامح عربية هذا ما تبقى لنا في أواخر الزمان
خلود العجارمه
جو 24 :
.. بعدما ما فقدت الذاكرة جزء من عروبتها وهي تلهث وراء الأحلام الزائفة التي زرعتها الغرب في عقولنا وهي تلوذ بالفرار مستهزئةً بنا ونحن في غفلة منا في عالم الغياب بعيدين عن الأنظار في خديعة القاع في غياب مستمر غائبون بلا عودة قلوبنا جوفاء ذاهبة خلف القضبان مكبلة بالسلاسل مسلوبة الإرادة والصمت سيد المكان .
في تنهيدة طويلة الأمد في حنايا الزمان وأنفاس غربية في كل زاوية وفي كل مكان علم بلا نور وأوراق فلسفة متساقطة كأوراق اليانصيب في شوارع المدينة بلا هوية ولا عنوان لا هدف سوى بيع ورقة اليانصيب مقابل مبلغ من المال وهو لا يعلم بأن الكفة الراجحة ستكون في ميزانه صاحبها في نهاية السباق ولكن هذا هو حالنا واقعين في حفرة الاوهام وراء وعودهم و أكاذيبهم ونصفق لهم بحرارة وفي داخلنا نعلم بأنهم هم المنافقون و يستبدلون روح المحبة مقابل حب الذات باعوا ضميرهم واتبعوا أسيادهم لك ترضى عنهم و على انفسهم هم يضحكون و هم الكاذبون ولا يزال بائع اليانصيب في شوارع المدينة يجول ينادي وهو ينظر في كل الوجوه لعله يستدل عما تبقى من ملامح العرب التي ضاعت في آخر جولة من جولات الحرب التي سرقت منه حلمه وهو لا يزال على أرصفة الطرقات ينادى بالربيع الذي مر عليه ألف شتاء ولا يسمعُ النداء حتى ذاب الحياء في كل الوجوه والراقصات تعلوا وتدنوا بنا والمشاهير والحمقى التفوا من حولنا اليوم لا مفر لنا وقد هدمنا ما بنينا من العلم وأغلقت بوابة النور في وجهنا من بعد ما رمينا سهام الشك والظلم على أحرارنا بحجة السلام على أرضنا حتى أصبحنا الغرباء فيها فلا بقاء إلا للأقوياء عباد المال جالسون فيها على عرش العبودية شاردة عقولهم وقد تم تخديرها ماضيينَ في طريقهم الخاطئ يعلمون ولكنهم لا ينطقون ومن أسيادهم هم المحكومين ﻷن خوفهم من الموت وحرصهم على الحياة جعلهم سلاحاً بيد الطغاة يفتكون علينا به متى يشاءون ويرحلون عنا متى أرادوا حتى أمسينا تائهين ضائعين باحثين عن شق لعلنا نجد في أصله التئام أو أننا نلطم على الخد آسفا ولو أننا تفرقنا فما فائدة العلم بلا جياد أو ليس للموت حق علينا من الحياة فإذا ما كنت لله عبداً مؤمنا فما أنا إلا بشرٌ مستعبدا