واشنطن: انقسام في الكونغرس حول ضرب سورية
Jo24 – واشنطن – من ديما الكردي- قبل أقل من أسبوع على انعقاده ما يزال الكونغرس الأميركي بشقيه الشيوخ والنواب منقسما على نفسه إزاء قرار الرئيس باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية لدمشق. وتتراوح مواقف "الشيوخ" والنواب بين رافض لأي عمل عسكري أميركي في سوريا، ومطالب باستخدام القوة لاسقاط النظام لا تأديبه فحسب.
المرشح الجمهوري الأسبق لانتخابات الرئاسة الأميركية عضو مجلس الشيوخ البارز عن ولاية أريزونا "جون ماكين" الذي يطالب منذ شهور بإسقاط النظام لم يكتف بتجديد موقفه هذا في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي عزمه الرجوع إلى الكونغرس لأخذ موافقته على عمل وصفه بالمحدود، بل أعرب عن عزمه التصويت ب "لا" على قرار بهذا المضمون.
وفي بيان أصدره مع أقرب حلفائه في مجلس الشيوخ ممثل ولاية ساوث كارولاينا عن الحزب الجمهوري "ليندسي غراهام" طالب "ماكين" بقصف المطارات السورية، وبطاريات الدفاع الجوي، واقامة منطقة عازلة في جنوب البلاد قرب الحدود مع الأردن لتشكل قاعدة انطلاق ودعم لوجستي لمسلحي المعارضة للزحف إلى دمشق لاسقاط النظام.
واعتبر "الشيخان" البارزان أن أي عمل عسكري يقل عن ذلك يبعث برسالة خاطئة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وأعدائها على حد سواء وفي مقدمتهم إيران وحزب الله.
من جهتهم أعرب مشرعون آخرون عن قناعتهم بضرورة توجيه ضربة فورية لسورية قبل عودة الكونغرس من عطلته الصيفية. ويمثل هذه الشريحة شيوخ ونواب بارزون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مقدمتهم رئيسة مجلس النواب السابقة زعيمة الأقلية الديمقراطية في المجلس النائبة عن ولاية كاليفورنيا "نانسي بيلوسي"، ورئيسا لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الديمقراطيان "كارل ليفين" ممثل ولاية ميتشيغان، و"روبرت مينانديز" ممثل ولاية نيوجيرزي، والنائبان الجمهوريان "بيتر كينغ" عن ولاية نيويورك، و"جوني آيزاكسون" عن ولاية جورجيا.
وعلى النقيض من هذا الموقف أعلن مشرعون رفضهم لأي عمل عسكري في سوريا محدودا كان أم شاملا. أبرز من يمثل هذا الرأي هو الشيخ الجمهوري ممثل ولاية كنتاكي "راند بول" المتوقع ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة في تشرين ثاني من عام 2016.
وفي الوقت الذي أشاد فيه بقرار أوباما الرجوع إلى الكونغرس قبل تنفيذ قراره ضرب سوريا قال "بول" إنه من الخطأ التدخل في الحرب التي وصفها بالأهلية.
ويقف إلى جانب "الشيخ بول" في موقفه هذا نواب جمهوريون من قبيل "جاستين أماش" عن ولاية ميتشيغان، و"سكوت رايغيل" عن ولاية فيرجينيا، وديمقراطيون من قبيل "تشارلز رانغيل" عن ولاية نيويورك، و"سام فار" عن ولاية كاليفورنيا.
ويقف بين هؤلاء وهؤلاء مشرعون تحفظوا على قرار أوباما ضرب دمشق، مطالبين بالمزيد من الايضاح حول أسباب ومبررات الضربة المحتملة، وكيفية تأثير استخدام الأسلحة الكيميائية إذا ثبت ذلك على الأمن القومي الأميركي.
ويطالب هؤلاء الرئيس الأميركي بضمان عدم انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في سوريا، وتجنب ارسال أي قوات برية إلى هذا البلد، وبخطة خروج ناجحة. ويمثل الشريحة هذه التي تعد الأكبر في غرفتي الكونغرس الشيخان الجمهوري عن ولاية أريزونا "جيف فليك"، والديمقراطي "كريستوفر كونز" عن ولاية ديلاوير التي كان يمثلها في مجلس الشيوخ نائب الرئيس "جوزيف بايدن".
ومن مجلس النواب يبرز اسم النائبة الجمهورية "كاثي ماكموريس رودجرز" عن ولاية واشنطن زعيمة ما يسمى ب"مؤتمر النواب الجمهوريين" التي تستطيع التأثير على عدد من زملائها في المجلس، والنائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا "تراي راديل".
وبينما يستمر الانقسام في صفوف المشرعين الأميركيين تحاول إدارة الرئيس باراك أوباما الاستفادة من فسحة الأيام القليلة التي تفصلنا عن الإثنين المقبل موعد انعقاد الكونغرس لحشد التأييد للضربة العسكرية في صفوف أعضائه عبر الاتصالات الهاتفية، والمؤتمرات التلفزيونية المغلقة، واللقاءات الثنائية إن أمكن مع النواب والشيوخ لتأمين الأغلبية اللازمة لتمرير القرار الرئاسي بضرب دمشق، في الوقت الذي تستكمل فيه استعداداتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط لتنفيذ الضربة المؤجلة حال صدور أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية الرئيس باراك أوباما بذلك.