في مستشفى الحسين للسرطان هذا ما حدث مع براءة الأطفال
خلود العجارمه
جو 24 :
وكان الوداع الأخير مع صورة أبيه في كلمات أنطقه بها الله قبل وفاته بأيام " كابر "الطفل الذي يبلغ من العمر ٦ سنوات كان يسأل عن أبيه في الوقت الذي كان ينخر في رأسه ذاك المرض الخبيث في آلمه التي لا ترحم وفي كل يوم كان يذبل أمام عينها وهي تنظر إليه داعية المولى بان يشفيه حتى سمع "كابر" دعاء أمه وبدا يتمتم في نفسه يا رب بأن اشفي "كابر" هذا ما سردته لي والدته وهو على سرير الموت في غمراته الأخيرة كان يعلم بأن الموت أرحم له من هذا العالم القاسي الذي سلب منه حقه في رؤية أبيه
نادى "كابر " بصوت خافت بالكاد يسمع من بعد ما أصبح لا يشعر بجميع حواسه من نطق وسمع وضعف في النظر في الحين الذي بات جسمه هزل وضعيف حتى صار ينموا ذلك العدو المختبئ في داخله ويتفشى بعنف وإحكام
مسيطرا على أنسجته السليمة بلا رحمة ولا إحسان
ولكنه بالرغم من قوته وشراسة إلا أنه لم يسيطر على الجزء العاطفي من عقل الطفل "كابر " فقد ظلت روح البراءة تحاول بان تكسر قيود الظلم والطغيان في محاولة الأخيرة في إعادة البهجة إلى قلبه الصغير في النظر إلى وجه أبيه والذي منعت عنه الزيارة منذ إصدار الحكم الأخير في قضية النائب أسامة العجارمة والذي كان الحكم فيه قاسيا على الجميع في حق الشرعية والعدالة والضمير وفي رفض نهائي جاء بعد وفاة الطفل بأن يسمح فيه للأب بان يودع جثمان ابنه في تلك الظروف القاسية ولكنها باءت بالفشل بعد انتظار طال ساعات من الزمن وضل الموقف غريب بلا جدوى وما لانت قلوبهم في رمضان ولكنها ازدادت قسوة واني لأجهر بالقول فيما ارتكبه هؤلاء الخصم من ظلم على هذا الطفل والذي أثر في نفسيته لتزداد سوء حتى وإن كنا لا نعلم من هو السرطان الحقيقي في الواقع المر إلا أن هذا التشابه الكبير بين المرض والفساد والذي لم يكشف في كلا الحالتين عن علاج لهما ولكنه اليقين بالله الذي لن يبقي فيها حي وليس من هو مخلدا عليها
والذين تجردوا من إنسانيتهم لا يظن أحدهم بأنه غير محاسب مذبذبين بين ذلك لا هم إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولن يجدوا عند الله سبيلا ٬
وفي غفلة كان الكل فيها نيام
حظرت إليه ملائكة الرحمة الكرام وهي تبشره بذهاب الشر
عنه وتلفه بحرائر بيضاء وهم
يتناولون روحه بعضهم بعضا
وكأنه لم يزل ذاك الطفل الرضيع
في "مهده "
فهذا كرم الله يا سادة يا ظلامه يا من كنتم سبب في آلامه
اللهم وانزل السكينة على قلب أمه
وإني ﻷعلم بأن الموت في مسماه مصيبة فكيف لو كان في فقد الأبناء فكم من الوقت والتكفل الذي سيجعلهم يتجاوزن تلك المحنة.