2024-05-07 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الحكومة تتلهى والشعب يتقلى !!

حاتم الأزرعي
جو 24 :


في المشهد العام ، لما يجري على الارض الاردنية ، من احداث ومجريات ، تختلط الكوميديا بالتراجيديا ، والماساة بالملهاه ، والحابل بالنابل ، وتبقى الارض حبلى بالقنابل الموقوته ، التي لا يعلم الا الله متى تنفجر في وجه انسان هذه الارض الطهور فتشوه روحه قبل الجسد !!.

وسط مأساة حصدت أرواح ١٤ مواطنا وخلفت ١٠ اصابات، وفي أعمق تجلياتها وبشاعة تداعياتها ومؤشراتها تطل علينا عبر وسائل الاعلام صورة الرئيس وصحبه من كبار المسؤولين، وهم ينظرون من عليّ لتعكس نهجا حكوميا بات متجذرا في إدارة شؤون الدولة من أبراج عاجية بنيناها بصمتنا ليحلوا في كنفها بمأمن من اي حساب أو حتى عتاب وهو أضعف الإيمان.

انهيار "اللويبدة " ليس الاول ولن يكون الاخير في ظل حكومة تقدم كل يوم اعترافات خطية على عجزها وعدم قدرتها على إدارة شؤون البلاد والعباد ،على شكل قرارات صادرة بكتب رسمية موقعة بأسم رئيسها ووزرائها ومن يتبعهم من التابعين في مؤسسات الادارة العامة .

وبالتزامن مع جحيم الموت تحت الانقاض بسبب الاهمال والتقصير واللامبالة ، ووسط انين الرضع ونداءات الاستغاثة المكتومة بالركام ،وتفتت الجماجم والعظام تحت جدران الحديد والأسمنت، تصدر الحكومة تعليمات التعامل مع الحيوان وتنشرها على الملأ في الجريدة الرسمية، ويا لفخر الحكومة بهذا الإنجاز المعجزة !! .

اي ملهاة تلك التي نعيشها اليوم في كنف حكومة " اجمل الأوقات لم تأت بعد " هذه العبارة القاسية التي لا يكف رئيس الحكومة اطلاقها في فضاء الهزيمة والموت البطيء بلا وجل او خجل من دموع ضحايا الفقر والبطالة والكوارث التي تحل بنا من شروق الشمس حتى غيابها ونغرق في غياهبها دون امل في النجاة .

ويتمادى الرئيس في استفزاز الناس وإثارة مشاعر غضبهم وسخطهم دون ان يرمش له جفن في إطلالة على موتنا من عل دون أن يكلف نفسه الاقتراب ولو خطوة واحدة اخرى من آخر نفس يلفظه محتضر أو أب وأم فوق الركام ينتظرون أملا باعد بينهم وبينه رئيسا لاذ بالكورونا هربا من المسؤولية ؟!.

اي مأساة نعيشها اليوم في كنف حكومة يعمق فصامها جرحنا ، وهي تتعامى عن ابسط حقوق الإنسان في الحرية والتعبير عن الرأي ويقلقها ويؤرقها "حبس الحيوان أو تقييد حركته " وتعتبر ذلك " مخالفة لمعايير الرفق بالحيوان " ؟!.

وتبلغ الملهاة منتهاها في التعليمات التي أصدرها وزير الزراعة والتي بموجبها يمنع "تشغيل الحيوانات التي لا تسمح لها صحتها أو سنها بالعمل " .

اي كوميديا سوداء هذه التي تعرضها الحكومة على مسرح جراحنا النازفة الما ومعاناة في ظل ظروف تمزق شيابنا وتأكل من بقايا لحم يكسو عظمهم المتهتك ويُعمل الفقر فيه تكسيرا ، فيما تغض الحكومة الطرف عن هؤلاء وتدافع بلا هوادة عن حق الحيوان في التقاعد والعيش الكريم ، اما كبار السن من الرجال والنساء فلا يعني الحكومة أمرهم وليزحفوا على بطونهم سعيا وراء الرغيف لأخر العمر وصولا الى القبر ، فالعالم "الحر" يراقب حالة حقوق الحيوان في بلدنا ، ورضاه غاية المنى ، وبخلاف ذلك لا منح او قروض ومساعدات ، ولتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم ؟! وبات الرفق بالحيوان عنوان المرحلة بلا منازع !!.

نعم ، الرفق بالحيوان عنوان المرحلة ، وجوهر نهج الحكومة ،" لاستحلاب " الدول المانحة ، ولعلها وحتى تقنع العالم بصدق نواياها وجديتها ، فقد قامت إحدى اهم وزارات الحكومة ، وهي وزارة الصحة المعنية بصحة الانسان بتعيين طبيب بيطري في موقع إداري متقدم معني بشؤون الرعاية الصحية في المراكز الصحية التي تقدم الخدمة الصحية للبشر ، وبالتأكيد اكن كل الاحترام والتقدير للأطباء البيطريين لدورهم الهام والحيوي في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها .

وللحقيقة فإن قرار وزارة الصحة أثار موجة إعلامية ساخره اضطرتها لإصدار بيان توضيحي هزيل لم يستطع ان يسوغ القرار ويقدم تبريرا مقنعا ، ومن واقع التجربة العملية في هذه الوزارة أجزم ان عديد من الاطباء البيطريين لهم بصمات واضحة في الوزارة وقدموا خدمات جليلة للصحة العامة .

على اي حال ، وعود على بدء ، ولان المزاج العام الحزين الذي يمر فيه الاردن تحت وقع كارثة الانهيار وضحاياه من الوفيات والاصابات لا يحتمل روح الدعابة التي تحاول الحكومة اشاعتها في الوقت الخطأ ، نعود الى الجدية .

ومرة اخرى تثبت الحكومة عجزها عن انجاز مهمة مكتملة ، فالتعليمات لا تبين لنا من هي الحيوانات التي تُشغَل ؟ وما هو سن العمل والتقاعد للحيوانات ؟ وهل هناك تقاعد مبكر ومن يطلبه الحيوان نفسه ام الجهة المشغلة؟ وهل سيكون هناك صندوق للتقاعد وما هي مصادره ؟ وهل سيتم ايجاد هيئة مستقلة لرعاية شؤون الحيوانات من حيث توفير فرص العمل والدفاع عن قضاياها والإشراف على انفاذ التعليمات الخاصة بالتشغيل وساعات العمل والتأمين الصحي وصرف الاستحقاقات من المأكل والمشرب والحق في الرعاية الصحية والاجتماعية وتحديد ايام الدوام والعطل الرسمية وكذلك تحديد مدة إجازات الامومة ولا بد حتى تكتمل التعليمات من ايجاد لجان طبية بيطرية .

وسؤال جدي اخير يحيرني ولم أجد له جوابا في التعليمات الصادرة في الجريدة الرسمية هل يعتبر الدجاج البياض شغيلا في انتاج البيض وتنطبق عليه التعليمات ام انه خارج الحسبة ، آملا إجابة الحكومة قبل أن تنشغل في كارثة اخرى تلهيها عن مأساتنا المتمثلة في حقوق الحيوان !!


 
تابعو الأردن 24 على google news