2024-11-19 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

استطلاع الرأي وتصريحات العسس.. لم يعد للصبر وجود

حاتم الأزرعي
جو 24 :


  أثارت نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حفيظة الحكومة التي حاولت التعتيم على الاستطلاع والحيلولة دون تسليط وسائل اعلامها الرسمي ، ومن تمون عليه من الوسائل الأخرى على نتائجه ، إذ انه جاء بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الحديث عن رحيل الحكومة .

ومن الطبيعي ان تثير نتائج الاستطلاع حفيظة الحكومة لا بل غضبها ، في وقت عصيب ، تواجه فيه نقدا لاذعا ، وسخطا جماهيريا ، لم تواجهه اي حكومة سابقة ، ويأتي الاستطلاع ونتائجه في ذروة المطالبة الواسعة برحيل الحكومة ، فكان القشة التي قصمت ظهر البعير.

وباستثناءات محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أظهر الاستطلاع مدى فشل الحكومة في نظر الاردنيين ، الذين لا يثق ٦٨ بالمئة منهم برئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، فيما يرى ٨٠ بالمئة أن الأمور تسير بالاتجاه السلبي.

وفقدان الثقة بالرئيس وحكومته ليس اعتباطا او لاعتبارات مزاجية ، بل انه يستند الى حقائق اكتوى الناس بنارها ولَسع سياطها ، وفي مقدمتها تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وارتفاع معدلات البطالة، والتخبط الحكومي في اتخاذ القرارات، وانتشار الفساد والواسطة والمحسوبية .

وبانتظار اجمل الايام، والأمل بأن " كل مُر سيَمُر " مَر عامان على تشكيل الحكومة ، وتجرع الناس المُر وشاهدوا ابشع ايام حياتهم ، ومبكرا بشرتهم الحكومة برفع سعر رغيف الخبز ، وحددت لذلك موعدا "قبل الهنا بسنه " !!.

ومنذ بداية تشكيل الحكومة والشعب الغلبان يتجرع كأس الامل ويثمَل ، ليصحو على ازمة تولد أزمات ، وكارثة تفرخ كوارث ، ونراوح في البلد بين عنق الزجاجة وقعرها ، وفقا لهوى الحكومة ومزاجها واحلام رئيسها بالعز والكرامة معادلا موضوعيا للفقر والبطاله .

ولست ادري اذا ما كان حديث وزير المالية الدكتور محمد العسس اخيرا قد أثار حفيظة رئيس الوزراء، كما فعل الاستطلاع ، حين اشار العسس الى أن " التحدي الذي يواجهنا في الاردن هو الانتقال من وضع البقاء على قيد الحياة الى الازدهار " .
وكيف لا يثير حديث العسس حفيظة الرئيس وهو ينطوي على اعتراف صريح بفشل الحكومة وعجزها ، وهي ترى البلد في " وضع البقاء على قيد الحياة " على اجهزة التنفس الاصطناعي ، ولا تفعل شيئا او تحرك ساكنا في بلد يُنهب في وضح النهار !!.

على اي حال ، ليس المهم تحفُظ الرئيس او عدمه ، فالأهم ان نفهم عن أي ازدهار يتحدث العسس ، وكيف نحققه في ظل حكومة رصيد انجازاتها بعد عامين ، اتساع جيوب الفقر ، وارتفاع معدل البطالة ، واستشراء الفساد ، وتفشي المحسوبية والرشوة وشراء الذمم ، وتردي الخدمات الصحية ، فضلا عن المخاطر التي تحيق بالتعليم وتهدد بانهيار منظومته !!.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه وزير المالية عن الانتقال إلى الازدهار ، تكشف دراسة جديدة للبنك الدولي أن العالم قد يتجه نحو ركود اقتصادي في 2023 وسلسلة من الأزمات المالية ، ولا يخفى على احد مدى هشاشة اقتصادنا ،وتبعيته ودورانه في فلك اقتصاديات عالمية ،إن عطست فتح فتاق اقتصادنا ، واشك ان لدينا اقتصاد ، فالخزينة تنفخ فيها جيوب الناس ، وممولها الضرائب التي يدفعونها على حساب لقمة العيش .

وبعد فشل الحكومة وعجزها وانكشاف أمرها، وعدم قدرتها على تحقيق اي انجاز يسجل لها ، وتفاقم ازمتها الداخلية ، وضعف اداء وزرائها ، وفقدها ثقة الناس ، وفي ظل تحذيرات من ركود اقتصادي وازمات مالية قادمة ، فإن رحيل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ،باتت ضرورة ملحة لوقف حالة الانهيار وبناء القدرة على الاستجابة للتحديات بالعمل والإنجاز، بعيدا عن الكسل والتضليل، والاختباء تحت عباءات تسويق الأوهام ودغدغة العواطف بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع .

وللحقيقة فإن تصريحات المسؤولين "شروي غروي " أسقطت ورقة التوت عن عورة الحكومة ، ولن يسترها غير الرحيل ، عل وعسى يحظى الوطن بحكومة تليق بشعب فقد ثقته بكل شيء ، وترك اجمل الايام لمسؤولين ادمنوا نهج التخدير والتضليل والوعود الزائفة ، في زمن لم يعد فيه للصبر وجود !!.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير