النسور ينكر حقيقة ان هناك معتقلي رأي في الاردن !
كتب محرر الشؤون المحلية - قال رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال تسلمه التقرير السنوي التاسع للمركز الوطني لحقوق الانسان، ان الحكومة ستتعامل بإيجابية وجدية مع الملاحظات الواردة في التقرير.
وشدد على انه لا يوجد في الاردن أي موقوف بسبب حرية الراي والتعبير لافتا الى ان جميع الموقوفين تم ايقافهم لأسباب جنائية.
ولفت بهذا الصدد الى ان هناك العديد من الحالات التي تتجاوز حرية التعبير لتصبح مسألة تشويه وتجن وعدم الالتزام بالحقائق والمس بكرامة الانسان دون وجه حق.
يبدو ان النسور يظن اننا شعب لا نقرأ ولا نكتب ، وانه الشخصية الإجماعية الملهمة التي يصدقها الناس حتى ولو قالت ان الشمس تشرق من الغرب .
كيف يغالط النسور الحقائق بهذه البساطة ، ويخرج على الناس بتصريحات يعرف جيدا انها لن تنطلي على احد وان الجميع سيتعامل معها بقمة السخرية وستعزز مواقفهم وقناعاتهم من الرجل وهي القناعات التي لن نذكرها حتى لا نسقط في مربع التجريح والاساءة الشخصية .
النسور يؤدي دورا صعبا للغاية ، وللاسف يظن انه ممثل بارع ولديه المهارات الكافية ليقنع الناس بما يقول ويفعل ، وفي الحقيقة انه سقط بكل الاختبارات ولم ينجح في اقناع احد بكل المرات التي خرج بها على الناس . و ربما هو يؤدي في مسرح لا يرى فيه احد ووصل الى درجة من الغطرسة لم يعد معها مستعدا ليسمع احد او يهتم بموقف ورأي احد كائنا من كان ما دام يحظى بثقة المرجعيات ودعمها (..).
"لا يوجد معتقلي رأي " و "ستتعامل الحكومة بايجابية مع التقرير " كيف يمكن الجمع بين المعنيين ؟ ماذا عن معتقلي الحراك الشعبي الثمانية ، هل هناك اسباب جنائية وراء اعتقالهم ، واذا كان هذا صحيحا لماذا يحاكمون امام محاكم عسكرية ؟ وماذا عن الزميلين امجد معلا ونضال الفراعنة ، هل ارتكبا جرما جنائيا عند نشرهما لمادة او فيديو ؟ ولماذا يحاكمان امام القضاء العسكري؟
الجهة الوحيدة التي تعتدي على حرية التعبير هي الحكومة واجهزتها الامنية ، وهي التي تمارس التشويه والتجن والمس بكرامة الشعب والامة وهي واعلامها مسؤولان بشكل مباشر عن المغالطات والتجاوزات التي تنتهك كافة المعايير المهنية في الدنيا وهو اعلام لا يحاسبه احد.
النسور يظن انه في اقوى مراحله في السلطة ، وقد راهن على ذلك بكل شئ ، كل شئ. ولكنه يتناسى انه ساعته ستأتي وربما اسرع مما يتوقع وعندها فقط سيواجه وحيدا تأنيب الضمير والقريب والبعيد .
التاريخ لا يرحم ، وسيذكر هذه الحقبة التي قام فيها احد ابناء الاردن بظلم ذوي القربى وتجويعهم وزج ابنائهم في السجون ،ففي الوقت الذي رفض فيه معروف البخيت ونادر الذهبي وسمير الرفاعي سيناريوهات الرفع كلها ،جاء النسور ليأخذ على عاتقه هذه المهمة (..) .
المهم ، اننا بتنا نستمتع بتصريحات النسور ، وننتظرها بفارغ الصبر ، لنعرف الى اي مستوى بلغ الرجل من حالة نكران الواقع والاستخفاف بالاردنيين وبقدرتهم على التمييز والتحليل والفهم وقراءة ما بين السطور .