jo24_banner
jo24_banner

«6» قضايا تشغل الأردنيين!

حسين الرواشدة
جو 24 : القضايا التي تشغل الأردنيين وتؤرقهم كثيرة، ذلك ان لكل منهم «همه» الخاص، وقضيته الكبرى، المرض - احيانا - مشكلة كبيرة، والفقر ايضا، وكذلك اليأس وافتقاد الأحلام، وربما الغني ايضا - لكن ثمة قضايا تشكل «قواسم» مشتركة بين أغلبية الاردنيين في هذه المرحلة بالذات، وحسبي أن أشير الى ابرزها..
خذ مثلاً مشكلة «تراجع» العدالة، هذه التي تدفع الناس الى الاحساس بالظلم والغبن، وتجعلهم يحملون الضغائن في صدورهم لبعضهم وتجردهم من الشعور بقيمتهم كمواطنين، وبحقوقهم التي يتم التجاوز عليها لحسابات لا علاقة لهم بها، والعدالة - هنا - لا تتعلق بالأحكام والمقررات بل ايضا بالإجراءات التي تغيب عنها «معايير» المساواة والرحمة واحترام الذات وتهيمن عليها «قيم» المحسوبية والشطارة وتبادل المنافع.
خذا - ايضا - مشكلة الفقر والعوز والحاجة، واعتقد أن اغلبية المجتمع الآن اصبحت تعاني من «صعوبة» الحياة، صحيح أن صورة الفقر تغيرت مقارنة بـ»الزمن» الذي كان فيه «الفقر يوحد الجميع» وصحيح ان الفقر آنذاك كان دافعا للعصامية والانجاز والابداع حين كانت الكلمة تحمل معنى «الكفاح» من اجل الحياة، لكن الصحيح - ايضا - هو ان هذا «العصر» المتوحش حوّل الفقر الى «كارثة» والفقراء الى «طبقة» منبوذة، وبالتالي فإن تصاعد التزامات الحياة، وتغير انماط العيش، وهيمنة الروح الاستهلاكية، وزيادة كلفة «التكيف» مع ضرورات العصر ووهم الرفاهية فيه، افضى الى تكوين «طبقة» كبرى داخل المجتمع، تشعر بأنها غريبة عنه، وتحاول ان تنتقم من نفسها ومنه ايضا، وهي تصارع من أجل أن تبقى.
خذ - ثالثا - مشكلة «اللاجئين» وأعتقد أنها أبرز «النوازل» التي وقعت على مجتمعنا، فدخول نحو مليون وافد جديد (دعك من الوافدين الآخرين) يعني أن المجتمع أصبح مسؤولا عن استيعابهم واقتسام إمكانياته القليلة معهم، وفي بلد كالأردن يعاني من عجز في الموازنة، وضعف في مصادر المياه والطاقة ويعتمد على المساعدات والديون، لنا أن نتصور كيف سيكون حال الناس، سواء حين يبحثون عن عمل فيجدون أن غيرهم سبقهم اليه، أو الى سكن فلا يعثرون عليه إلا بسعر مضاعف أو الى نصيب من الماء فيتعذر عليهم الدور المحدد لأن جزءاً من المخزون ذهب الى الاشقاء اللاجئين.
خذ - رابعا - مشكلة التعليم، سواء في المدارس او الجامعات، فكم من قصص سمعناها من «تلاميذ» لم يجدوا لهم مقاعد في المدارس الحكومية، فهربوا الى الخاصة رغم ضيق ذات اليد، وكم من قصص ترددت حول «فوضى» توزيع المقاعد الجامعية، بخاصة فيما يتعلق «بالاستثناءات» التي خرجت حتى عن تعليمات نظام القبول الموحد، ولو سألت أي ولي أمر عايش تجربة «التوجيهي» عن «اسرار» التزاحم على مقعد جامعي، لروى لك قصصاً مذهلة عن «التسريبات» والواسطات وتوزيع الحظوات على اصحاب الحظوظ السعيدة، فيما يدفع من لا يملك النفوذ أو من لا يشمله الاستثناء ثمن حرمانه مما يستحقه لو كانت موازين العدالة قائمة ومعتبرة.
خذ خامسا - مشكلة التوقيت الصيفي، هذه التي اصبحت تشغل كل اسرة اردنية بخاصة اذا كان «ابناؤها» يذهبون للمدارس، ومع أنني لا أعرف سر إصرار الحكومة على «وقف» عقارب الساعة، رغم ان الساعات الاخرى تتحرك بسرعة مذهلة، الا انني اتمنى ان نطوي هذه الصفحة، على الاقل، رأفة بأبنائنا الصغار الذين يصحون مبكرا قبل طلوع الشمس، حتى وان كانت الجدوى الاقتصادية تقتضي عكس ذلك.
خذ مثلا - أخيرا- وهو «الغلاء» وارتفاع الاسعار، ولا اريد ان ادخل هنا في التفاصيل، على مراراتها، ولكن أشير فقط، الى ان موجة الغلاء داهمت اغلبية المجتمع، واصبحت تحدد اتجاهات مزاجهم العام، وبالتالي فإن من واجبنا أن ننتبه الى رسائلها وتداعياتها، وان نواجهها بعقلانية ورأفة، فالناس قد يتحملون كل شيء إلا الإحساس بـ»العجز» عن تلبية طلبات اطفالهم او الإيفاء بالتزاماتهم الضروية، او بمد أيديهم - مكرهين - للدائنين والمتصدقين.
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير