حرب أفغانستان تطيح بضابطين أميركيين برتبة لواء
-واشنطن – خاص- ديما الكردي- أحالت قيادة مشاة البحرية الأميركية "المارينز" ضابطين برتبة لواء إلى التقاعد بعد إدانتهما بالاهمال في القيام بواجباتهما في أفغانستان في خطوة هي الاولى من نوعها منذ 42 عاما.
وجاء القرار بعد انتهاء التحقيقات في ملابسات اقتحام 15 مسلحا من حركة طالبان قاعدة تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ولاية هلمند بجنوب أفغانستان العام الماضي راح ضحيتها ضابط أميركي برتبة مقدم وضابط صف برتبة رقيب، وأسفرت عن تدمير ست طائرات أميركية من طراز "هارير" تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار أميركي في حادثة شكلت أكبر خسارة للقوات الأميركية في يوم واحد منذ بدء الحرب في أفغانستان قبل 12 عاما.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" واسعة الانتشار عن آمر مشاة البحرية الجنرال "جيمس آموس" قوله إن الضابطين الرفيعين لم يخصصا قوة كافية لحماية القاعدة العسكرية، ويستعدا لمواجهة هجوم طالبان، مضيفا أن الضابطين اللواء "شارلز غورغانوس" أرفع ضابط في مشاة البحرية في جنوب أفغانستان إبان الهجوم، واللواء "غريغ ستوردفانت" أرفع ضابط مسؤول عن سلامة طائرات مشاة البحرية في المنطقة في ذلك الوقت فشلا في الرقي إلى مستوى مسؤولياتهما كلواءين في مشاة البحرية الأميركية، والتنبؤ بقدرة عدو وصفه "بالمصمم" على اختراق السياج الأمني للقاعدة.
ويعكس الهجوم بحسب المراقبين التحديات التي يواجهها القادة العسكريون في أفغانستان في ظل خفض عديد القوات الأميركية هناك، واصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على سحب باقي القوات من هذا البلد بحلول نهاية العام المقبل، الأمر الذي أجبر القوات الأميركية على الاستعانة بعناصر أخرى من قوات التحالف في أفغانستان أقل كفاءة أو تسليحا منها لحماية المنشآت العسكرية الأميركية هناك.
ويشكل الهجوم الذي أحيل بسببه هذان الضابطان الرفيعان على التقاعد نموذجا لهذه التحديات، فقد وقع في قاعدة تابعة للناتو تديرها القوات البريطانية بالتعاون مع قوات من "تونغا" أنيطت بها مهمة السهر على حماية القاعدة من خلال اشغال ابراج المراقبة العسكرية المحيطة بالقاعدة، حيث أثبتت التحقيقات مغادرة هذه العناصر لأحد أبراج المراقبة قبل فترة قصيرة من نجاح عناصر طالبان في اختراق السياج الأمني لشن هجومهم داخل القاعدة.
وكان "آموس" قد نسّب بترفيع اللواء "غورغانوس" لرتبة فريق، وتعيينه مديرا لمديرية القوى البشرية في مشاة البحرية ما يجعله الرجل الثالث فيها، وتم تجميد التنسيب فور البدء في التحقيق بالهجوم بعد ضغوط من وزارة الدفاع، والكونغرس، والصحافة. أما اللواء "ستوردفانت" فتسلم عقب عودته من أفغانستان إدارة مديرية التخطيط والسياسات في قيادة المحيط الهادىء العسكرية الأميركية.
وقال الجنرال "آموس" إن قراره باحالة اللواءين على التقاعد كان الأكثر مرارة في حياته ليس بسبب علاقة الزمالة الطويلة التي كانت تجمع الضباط الثلاثة فحسب بل لأنهم كانوا كذلك أصدقاء.
ويعود لوزير البحرية الأميركية "راي مابوس" الآن تحديد الرتبة العسكرية التي سيتقاعد بموجبها اللواءان، وفي حالة قبول إحالتهما على التقاعد كلواءين سيتقاضى كل منهما راتبا تقاعديا يصل إلى 145 ألف دولار أميركي سنويا.
يذكر أن آخر حادثة أحيل بموجبها ضابط أميركي بهذا المستوى إلى التقاعد تعود إلى عام 1971 إبان حرب فيتنام أعفي خلالها اللواء العسكري "جيمس بالدوين" من مهامه بعد هجوم لجيش فيتنام الشمالي على قاعدة عسكرية أميركية راح ضحيته 30 جنديا أميركيا.