نابوليتانو ل jo24 :الأردن شريك مهم في تبادل المعلومات لتعزيز الأمن الأميركي
اجرى الحوار د.حسن البراري وبنان ملكاوي - قالت وزيرة الأمن القومي الأميركية جانيت نابوليتانو أن الولايات المتحدة تثق بقدرة الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني على المحافظة على استقراره في خضم التغيرات التي تجتاح المنطقة، فالولايات المتحدة ترى في الاردن عامل استقرار في المنطقة.
واضافت في لقاء خصت به jo24 ان واشنطن تجد في الأردن شريكا مهما في تبادل المعلومات الاستخبارية التي تعزز من الأمن القومي الأميركي.
و تأتي زيارتها للأردن في اطار سعي الولايات المتحدة لبناء اطار شراكة يتناول قضايا هامة تتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر وتعزيز تبادل المعلومات وتأمين الحماية للسفر الدولي والنقل البحري وأمن الحدود. وكانت قد التقت في وقت سابق اليوم بالملك عبد الله ورئيس الحكومة فايز الطراونة للتباحث في العلاقات الثنائية ومع مسؤولين أردنيين في قضايا تتعلق بتبادل المعلومات والإرهاب.
"نابوليتانو": واثقون من الاستقرار الأردني وليس لدينا مخاوف.
وفي حديثها مع JO24 أشادت "نابوليتانو" بعلاقة الأردن مع بلادها مؤكدة أن البلدين تمتعا بستة عقود من الشراكة الممتازة والقوية وخصوصاً في مجالات تبادل المعلومات وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب وأمن النقل؛ وهي القضايا التي تشكل محور عمل وزارتها.
وزيرة الأمن القومي الأميركية جانيت نابوليتانو
وفي ردها على سؤال حول توجهات الولايات المتحدة حيال الوضع في الأردن، قالت "نحن واثقون من وضع الإستقرار في الأردن وواثقون بالملك عبدالله وواثقون بشراكتنا مع الاردن." وبالنسبة لمخاوف الولايات المتحدة بخصوص التطورات في المنطقة، أكدت الوزيرة بأن واشنطن ليس لديها مخاوف على الأردن مقارنة بقلق بلادها حيال الأوضاع في بلدان أخرى في الإقليم.
"نابوليتانو": ظاهرة الإرهاب مستمرة والأردن قام بعمل رائع في مكافحة الارهاب
وأكدت أن الأردن يساهم إيجابيا في الحرب على الإرهاب، وبالتالي لم تستبعد السفيرة إمكانية بلادها من تزويد الأردن بمساعدات اقتصادية، مؤكدة بأنه وبالأخذ بعين الإعتبار دور الأردن في مكافحة الإرهاب والظروف الاقتصادية التي تعصف بالأردن فإن "كافة الخيارات مفتوحة والولايات المتحدة تفكر في تقديم حزمة مساعدات.
ونوهت "نابوليتانو" بأن ظاهرة الإرهاب ما زالت تشكل خطراً داهماً وهي ظاهرة مستمرة في النمو من ناحية المنهجية والتكتيك. وأكدت أن بلادها تعمل في مجال التعاون مع الأجهزة الأردنية على تطوير اجراءات مكافحة الإرهاب واستباق التهديدات بدلاً من الاكتفاء برد الفعل عليها.
وبالنسبة للتهديدات الآتية من تنظيمات متطرفة ناشئة محليا في الولايات المتحدة، أكدت الوزيرة بأن هذه الظاهرة قد تصاعدت في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة أكثر خطورة من الإرهاب الدولي حيث أن منفذوها يصعب تعقبهم ورصد تحركاتهم أو استباق عملياتهم. وأشارت أن هذه الظاهرة تأخذ أشكالاً متعددة في أميركا وأن بلادها تعمل على تكثيف الإجراءات لمنع حدوثها.
تبادل المعلومات: "الأردن متعاون جداً وضرورة إيجاد طرق فاعلة لتوظيف المعلومات"
أمتدحت الوزيرة "نابوليتانو" مستوى التعاون الأردن في تبادل المعلومات الأمنية مؤكدة على أهمية مجال التعاون في إيجاد طرق خلاقة وفاعلة لتوظيف أمثل للمعلومات التي يتم تبادلها بما ينعكس إيجابياً على أمن البلدين.
وأضافت في حديثها مع JO24 بأن النقاش مع المسؤولين الأردنيين تضمن مسألة تبادل المعلومات وأمن الحدود بشكل عام وقالت "هناك ضرورة لتكثيف إجراءات أمن الحدود بشكل يضمن سلامة أمن الدولة وفي الوقت ذاته يضمن حركة سلسة للبضائع والمسافرين بطريقة لا تؤثر سلباً على اقتصاديات الدولة بهذه الإجراءات."
وأضافت حول محور تكثيف جهود أمن الحدود: "هذه مسألة جوهرية ليس فقط بالنسبة للأمن القومي وإنما لسلامة الإقتصاد العالمي بشكل عام."
وفي مجال أمن النقل والسفر، قالت أن الأردن والولايات المتحدة يتبادلان المعلومات حول المسافرين وبضائع التي يتم شحنها سواءاً عن طريق البر أو البحر أو الجو، وهذه المعلومات تمكن السلطات من تصنيف المسافرين والشحن إلى فئات حسب درجة خطورتها.
الوضع السوري والأسد المتأهب.. لا علاقة مباشرة
وحول موقف الولايات المتحدة حيال الوضع في سوريا، قالت "نابوليتانو" بأنها تتفق مع وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" عندما تقول بأنه يجب أن يتوقف القتل والعنف في سوريا وهذا هو الهدف الاول لواشنطن، وأما الهدف الثاني فهو استعادة سيادة القانون وانفتاح المؤسسات الديمقراطية في سوريا، وأضافت بأن الهدف الثالث يكمن في تعبير المجتمع الدولي عن تأييده لخطة كوفي عنان واستمرار العقوبات المنصوص عليها في قرارات الامم المتحدة.
أما فيما يتعلق بمناورات "الأسد المتأهب" العسكرية المشتركة في شمال الأردن فقد أكدت أن هذه المناورات تأتي في سياق برنامج معد مسبقاً ولا علاقة له بالموقف من سوريا. وأضافت "وهنا لأ اريد أن أتكهن بأن المناورات العسكرية متعلقة بالوضع في سوريا، ولكن من خبرتنا في هذه المناورات بأنها تعد حسب برنامج زمني مسبق يتم التحضير له من اشهر طويلة أو حتى سنوات. وبالتالي لا يمكن الربط بين الوضع السوري وتوقيت المناورات."
وأفادت أن الولايات المتحدة لم تقدم أي مساعدات مالية للأردن لإيواء اللاجئين السوريين مضيفة أن سفارة بلادها في عمان تتابع الوضع عن كثب.
ويكيليكس.. تعلمنا الدرس
وفي ردها على سؤال حول اختراق الأمن القومي الأميركي عن طريق تسريبات برقيات السفارات الأميركية التي قام بها موقع "ويكيليكس،" قالت الوزيرة بأن واشنطن "تعلمت الدرس" وأن شيئا من هذا القبيل لن يحدث في المستقبل.
وأضافت "ويكيليكس كان خرقاً كبيراً لأمن المعلومات الأميركي، وإن هناك الكثير من الدروس التي تعلمتها واشنطن من فضيحة ويكيليكس." وأكدت أن اجراءات تم اتخاذها لمنع تكرار نفس الخرق للأمن المعلوماتي الأميركي في قادم الأيام. وقامت الولايات المتحدة بدراسة تأثير الخروقات والتسريبات على العلاقات مع الدول ذات العلاقة ومحاولة احتواء أثارها.
وبينت أن مسألة الخرق واجراءات حماية معلومات الأمن القومي هي من اختصاص وزارتها حيث تعمل لمواجهة الهجمات المختلفة والحيلولة دون تكرر ما حدث عن طريق التنسيق وتبادل المعلومات مع الدول المختلفة.
وأكدت أن التهديدات ضد الشبكات المعلوماتية أصبحت ظاهرة متنامية تهدد الأمن وبخاصة في غياب إطار قانوني دولي للتعامل مع هذه الظاهرة. واللافت أن عدداً من الدول قامت بسن تشريعات خاصة للتصدي لمثل هذه التهديدات.