رياضة نفسية..!
حسين الرواشدة
جو 24 : أرأيت لو قيل لك: نفسك متعبة او مريضة: هل تغضب؟ ربما ، فهذه كما يفهمها بعضنا إهانة وتجريح ، لكنها في الحقيقة غير ذلك ، اذ ان أنفسنا غالباً ما تشعر بالمرض والتعب ، وينتابها حالات من الاعياء والانحراف ، فاذا لم تذق ألم هذا الاحساس ولم تتعرف عليه وتقره ، تكلست وسارت في الطريق الخطأ ، وأصرت على فعل المعاصي وارتكاب الذنوب ، وابتعدت عن طريق (العافية) والخلاص ، أما اذا أحست بألمه ، وندمت عليه ، وبدأت تفكر باجتنابه فتلك اولى خطوات (العلاج).
للأبدان أمراضها التي يعرفها الاطباء ويجتهدون في تشخيصها ووصف ما تحتاجه من ادوية ، وللأنفس أمراضها - ايضاً - وهذه أخطر وأشد اثراً من امراض الاجسام ، بل انها قد تسقم الابدان ايضاً ، وعلاجها لا يكون الا في (الايمان) فثمة علاقة وطيدة أثبتها العلم بين الايمان والصحة النفسية ، بمقدار ما تكون مؤمناً تكون نفسك سليمة ومعافاة ، وبمقدار ما تتحرر من الايمان تعرض نفسك للامراض المهلكات.
هل تشعر بالحقد او الحسد او الضغينة ، هل تحس بالكبر او الخوف أو الطمع ، هل تنتابك لحظات من اليأس أو القلق أو الاكتئاب ، هل تضيق نفسك وتتمنى ان تجد هواء نقياً لكي تتنفسه ، هل تسيطر عليك الهواجس والمخاوف فتحرمك من السعادة والاستقرار ، هل ادمنت على الوشاية والكذب وقول الزور والنفاق ، هل تشفيت بصديق فشل او قريب افلس او بعيد مات.. وهل سالت نفسك: لماذا تأمرني نفسي بالاساءة للاخرين او ارتكاب المعاصي ، او الاستمتاع بارتكاب الذنوب؟
أرجوك ، أجب عن هذه الاسئلة وتفحص نفسك: هل تعاني من هذه الامراض أم لا؟ واذا كانت الاجابة بنعم ، فابحث في قاموس (الشرع) وصيدلية الدين عن الادوية التي تناسبها ، وان لم تكن قد وصلت الى اجابة فلا تتردد في ممارسة رياضة (اللوم) والسؤال ولا تخرج عن دائرة الايمان لأن باب التوبة والاستغفار ما زالا مفتوحين لمن يريد.
ما اكثر الامراض التي تصيب أنفسنا ، وما أخطرها على من يدرك فداحة ما تنتهي اليه من مآلات ، وما احوجنا الى اعادة قراءة (النفس) الانسانية كما يصورها لنا القرآن الكريم ، سواء أكانت (امارة) بالسوء ام (لوامة) ام مطمئنة وراضية مرضية ، في صحتها التي هي صحة المجتمعات والأمم ، او في اموالها وتقلباتها ، او في أمراضها ، لكي نفهم معنى (التغيير) الذي يبدأ من (النفس) ومن تهيئة المناخات الصحية لها ، وصولاً الى اعادة لفطرتها الاولى التي فطر الله الناس عليها.
(إن الله لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) صدق الله العظيم.
(الدستور)
للأبدان أمراضها التي يعرفها الاطباء ويجتهدون في تشخيصها ووصف ما تحتاجه من ادوية ، وللأنفس أمراضها - ايضاً - وهذه أخطر وأشد اثراً من امراض الاجسام ، بل انها قد تسقم الابدان ايضاً ، وعلاجها لا يكون الا في (الايمان) فثمة علاقة وطيدة أثبتها العلم بين الايمان والصحة النفسية ، بمقدار ما تكون مؤمناً تكون نفسك سليمة ومعافاة ، وبمقدار ما تتحرر من الايمان تعرض نفسك للامراض المهلكات.
هل تشعر بالحقد او الحسد او الضغينة ، هل تحس بالكبر او الخوف أو الطمع ، هل تنتابك لحظات من اليأس أو القلق أو الاكتئاب ، هل تضيق نفسك وتتمنى ان تجد هواء نقياً لكي تتنفسه ، هل تسيطر عليك الهواجس والمخاوف فتحرمك من السعادة والاستقرار ، هل ادمنت على الوشاية والكذب وقول الزور والنفاق ، هل تشفيت بصديق فشل او قريب افلس او بعيد مات.. وهل سالت نفسك: لماذا تأمرني نفسي بالاساءة للاخرين او ارتكاب المعاصي ، او الاستمتاع بارتكاب الذنوب؟
أرجوك ، أجب عن هذه الاسئلة وتفحص نفسك: هل تعاني من هذه الامراض أم لا؟ واذا كانت الاجابة بنعم ، فابحث في قاموس (الشرع) وصيدلية الدين عن الادوية التي تناسبها ، وان لم تكن قد وصلت الى اجابة فلا تتردد في ممارسة رياضة (اللوم) والسؤال ولا تخرج عن دائرة الايمان لأن باب التوبة والاستغفار ما زالا مفتوحين لمن يريد.
ما اكثر الامراض التي تصيب أنفسنا ، وما أخطرها على من يدرك فداحة ما تنتهي اليه من مآلات ، وما احوجنا الى اعادة قراءة (النفس) الانسانية كما يصورها لنا القرآن الكريم ، سواء أكانت (امارة) بالسوء ام (لوامة) ام مطمئنة وراضية مرضية ، في صحتها التي هي صحة المجتمعات والأمم ، او في اموالها وتقلباتها ، او في أمراضها ، لكي نفهم معنى (التغيير) الذي يبدأ من (النفس) ومن تهيئة المناخات الصحية لها ، وصولاً الى اعادة لفطرتها الاولى التي فطر الله الناس عليها.
(إن الله لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) صدق الله العظيم.
(الدستور)