التطبيع حبل النجاة ام حبل المشنقة؟!
حاتم رشيد
جو 24 :
الهدف المركزي الامريكي هو ادماج اسرائيل كدولة طبيعية في العالم العربي.اما اسرائيل فتهدف لما هو ابعد من مجرد الاندماج وصولا الى السيطرة بمداها الإستراتيجي.
انظمة عربية عديدة تجد في اسرائيل معادل ردع إقليمي لايران .وعامل استقواء في معارك بينية صغيرة بين متنافسين على زعامة موهومة.وليس بعيدا عن الصواب رؤية المغلوب المولع بالغالب في المشهد الاشمل.
والحال ان التطبيع المفروض والمرفوض والمدان وعلى خطى رب ضارة نافعة سيخنق اسرائيل نفسها ويعجل بتحللها ومع الوقت سيعمق سيرورة الفساد لتنخر نخبا ومجتمعا اخذ بالتشظي عائدا الى تكوينه الاولي غير المتجانس. وبتسارع بات ملحوظا ستكف اسرائيل عن كونها قلعة محاربة يحرسها ويقودها جيل من الرواد العقائديين لتصبح حالة مماثلة فكرا وسلوكا لمن تطبع معهم.
اسرائيل استعارت من اوروبا عقلا ومنهجا للتفكير وهكذا حلقت عاليا في مشروعها الاحلالي الاستيطاني.والآن لعله الوقت الأمثل لان تستعير عقلا ومنهجا محليا للغاية.انه عقل ومنهج من تطبع معهم.منهج سيعجل في نهايتها .
غريق يمسك بغريق طلبا لنجاة مستحيلة .كلهم سيغرقون في رحلة سقوط تاريخية وهي نفسها رحلة صعود الامة وانتصارها.
التطبيع يواجه رفض الشعوب .الشعوب التي ترى فلسطين بعروبتها الخالدة حقا حصريا لها لا مكان فيه للصهيونية .لهذه الشعوب القول الفصل.وها هم فتية فلسطين وشبابها يزفون البشائر. ويتقدمون الصفوف .