jo24_banner
jo24_banner

لماذا وضع بايدن جميع بيضاته في سلة زلينسكي؟

أ.د احمد القطامين
جو 24 :
 الهجوم الاوكراني المضاد المنتظر، والذي تم تحشيد كل انواع السلاح الغربي الفتاك لدعمه، كان مقررا ان يبدأ في شهر نيسان الماضي ثم تم تأجيله الى مطلع شهر مايو ثم تأجل مرة اخرى للثلث الاخير من مايو، واخيرا تم تأجيله الى مطلع حزيران وبالفعل بدأ في الخامس من حزيران بداية خجولة مترددة وبائسة.

منطقيا، هذا الارتباك في تنفيذ خطة الهجوم تشير الى حالة الخوف من خطورة النتائج المتوقعة فاذا فشل الهجوم فان بايدن سيكون في ورطة كبيرة فكل ما لديه من بيض تم وضعه في سلة هذا الهجوم واذا فشل فستكون التداعيات خطيرة جدا على الثنائي بايدن- زلينسكي. فبادين خرج حديثا من هزيمة مروعة وانسحاب كارثي من افغانستان لكنه تمكن من تمرير الموضوع بالقاء اللوم على الادارات الامريكية السابقة مدعيا انه غير مسؤول كليا عن النتائج الكارثية للوجود الامريكي في افغانستان.
اما اذا فشل مشروع الهجوم الاوكراني المضاد الذي استثمر فيه بايدن مئات المليارات من الدولارات وكل انواع الاسلحة وادوات الحرب الحديثة جدا التي تم نقلها الى اوكرانيا، والذي ان فشل سيطيح باوكرانيا وبايدن مرة واحدة والى الابد وسيتعرض الحزب الديمقراطي لتبعات مدمرة لفترة زمنية طويلة قادمة.
المتابع لما تكتبه وسائل الاعلام الامريكية هذه الايام يلاحظ حجم المخاطر التي تحيط بالحالة الجيوسياسية المرتبطة بالحرب في اوكرانيا، فبينما يمارس الرئيس الروسي بوتين برودة اعصاب نادرة في التعاطي مع معطيات العمليات العسكرية في اوكرانيا، يكاد الرئيس الامريكي ان يفقد قدرته على التحكم بحالته النفسية امام الفشل الاولى للهجوم الاوكراني المضاد الذي يواجه خطوط دفاعية اتقن الروس بناءها على مدى عام كامل من الاعداد الهادئ للتطرات المتوقعة اللاحقة.

لكن السؤال المطروح بقوة في الولايات المتحدة هذه الايام يتمحور حول لماذا يضع الرئيس الامريكي بايدن وحزبه الديموقراطي كل الاوراق في دفتر الهجوم الاوكراني المضاد ؟ وماذا لو فشل؟ وهو السيناريو المرجح.

ربما موقف الرئيس بايدن ينبع من حقيقة ان لا بدائل اخرى امامه، وان ورطة اوكرانيا لن تكون اقل مأساوية عن ورطات امريكا السابقة في فيثنام وافغانستان والعراق وسوريا.
الاسابيع القليلة القادمة ستزودنا بالكثير من الضؤ حو مآلات الحرب.. فلننتظر.
  

 
تابعو الأردن 24 على google news