توسع خطير في صراع القوى الكبرى قد يقود الى كارثة..
أ.د احمد القطامين
جو 24 :
على هوامش الحرب في اوكرانيا، تتفلت الاحداث وتتنقل من نقطة الى اخرى حول العالم في مسار خطير قد يقترب بالبشرية من حواف الكارثة العالمية الكبرى.
فبينما تتنقل الحرب في اوكرانيا من حالة الى اخرى تتفجر ازمات في افريقيا ومنطقة بحر الصين والشرق الاوسط وهي الازمات التي تستمد زخمها من المعطيات الجيواستراتيجية للحرب ذاتها.
ان استمرار الوضع العالمي على هذا المنوال سيخلق مسارا بالغ الخطورة سيقود بالنتيجة النهائية الى صدام عالمي اذا حدث سيدمر الكوكب عن بكرة ابيه.
ان الفشل في التعاطي مع الازمة في النيجر مثلا، والاخطاء الكبرى التي ترتكبها امريكا والغرب هناك يعيد الى الاذهان الفشل الاستراتيجي الذي ميز تعاطي الغرب مع المسألة الاوكرانية في الاسابيع التي سبقت العملية العسكرية الروسية. فبينما كان من الاجدر بالغرب تفهم المخاوف الروسية من تمدد حلف الناتو الى داخل الحديقة الداخلية لروسيا، لجأ الغرب الى تجاهل المعطيات الخطيرة للفشل في معالجة المخاوف الروسية وهذا ما حدث فعلا وخلق كل هذه الازمات الطاحنة في العالم.
ان ذات السيناريو يتكرر الان في النيجر واذا فشل الغرب في التعاطي بافق استراتيجي فعال فان ازمة اخرى لا تقل مأساوية عن الازمة الاوكرانية ستحدث وسوف يجد العالم نفسة امام كومة من المسببات القوية لاندلاع صدام عالمي مدمر.
لا يجب النظر لما يجري في النيجر باستخفاف لانه امتداد لحالة الصراع بين الغرب والشرق التي تتجلى باوضح صورها في اوكرانيا والشرق الاقصى، فالنايجر بلد افرقي بالغ الفقر بينما يمتلك اضخم مخزونات اليورانيوم والذهب في العالم حيث تقوم فرنسا باستغلال البلد وكل مواردة الاستراتيجية مقابل 300 مليون يورو في العام، وبما ان فرنسا التي كانت حتى وقت قريب دولة استعمارية بالغة الثراء اخذت تضعف بسبب المشاكل الداخلية المستمرة الناتجة عن السلوك العنصري ضد مواطنيها من الاقليات وبسبب مواجهة روسيا لها في كافة اماكن تواجدها في افريقيا واخراجها من دول عديدة منها مالي وبركينا فاسو وافريقيا الوسطى..
ان اية معالجة غبية للوضع في النايجر كالتي شهدناها في اوكرانيا ستقود تلك المنطقة الى حروب لا تتوقف والى مفاقمة الوضع الاستراتيجي في العالم ولن تتوقف الامور هناك بل ستتفاقم لتحدث مزيدا من الاستقطاب الذي عادة ما يقود الى حرب كونية واسعة النطاق بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر على البشرية.