jo24_banner
jo24_banner

مقابلةالامير محمد بن سلمان مع قناة فوكس نيوز.التطبيع السعودي الامريكي ._1/2

حاتم رشيد
جو 24 :
 
تحدث الامير بثقة وبتفاؤل بحاضر البلاد ومستقبلها وتناول محاور سياسية بالغة الاهمية في سياق ردوده على الاسئلة المطروحة .وغطت هذه المحاور العلاقات الاقليمية والدولية والطموحات الاقتصادية واحتمالات التطبيع مع اسرائيل.
المقابلة بحد ذاتها تعتبر اشارة اضافية الى تحسن وأنفراج في علاقات الطرفين السعودي والأمريكي.الى حد يسمح بوصف المقابلة بانها اعلان عن بلوغ التطبيع السعودي الامريكي ذروة لم يبلغها منذ وصول بايدن للحكم.
ويبدو ان كل طرف ادرك انه لا يمكنه الاستغناء عن الآخر رغم ان السعودية تحديدا انجزت تغييرا هاما في سياستها بعيدا عن رغبات ومصالح واشنطن ولعل ابرزها التنوع في علاقاتها الدولية والاخطر شروعها ببناء دولة مؤسسية مع اقتصاد مرن لا يعتمد حصرا على النفط.
امريكا العاجزة عن تطويع واحتكار الخيارات السعودية قبلت اخيرا بالمهادنة ثم انتقلت لنمط علاقة يقر بالأمر الواقع الذي رسخته السعودية املا في احتواء مستقبلي متدرج.
ومن جهته اوضح الامير بن سلمان ان السعودية تريد ان تواصل العلاقات مع امريكا تجنبا لكلفة ومتاعب ايجاد البديل.وواضح ان البديل هو دول من وزن الولايات المتحدة ومما لاشك فيه انه اخذ بالاعتبار تسليح الجيش السعودي تقليديا بالسلاح الامريكي علاوة على النظم والتدريب واللغة.ويضاف لهذا قطاع النفط حيث الحضور القوي للشركات الامريكية.وايضا حجم الاستثمار السعودي في الاسواق الامريكيه الذي قارب تريليون دولار .كل هذه العوامل جعلت الابتعاد عن واشنطن محسوبا بحذر ودقة مع ادراك لجسامة العواقب .
اما الامر المثير فهو لهجة الامير المتفائلة بفرصةالتطبيع مع اسرائيل التي تحظى بتبني امريكي لهوف وحماسي بافراط.وليس جديدا على الادارات الامريكيه المتعاقبة تبنيها للمصالح الاسرائيلية وبما يظهر وكانه يتجاوز حرصها على المصالح الامريكية.وبدا واضحا ان التطبيع مع اسرائيل هو العنصر الحاسم في التطبيع المستجد مع امريكا نفسها وانه يبرز في القلب منه.
التطبيع مع السعودية له وقع استثنائي نظرا للوزن الاستثنائي للسعودية فهي الدولة ذات الثقل والرمزية العربية والاسلامية وهي الدولة الصاعدة بقوة بين الدول ذات الشأن اقليميا ودوليا .وغني عن القول ان السعودية اليوم هي مركز الثقل الاقتصادي والسياسي في العالم العربي.
وهذا ما يجعل واسرائيل تسميت في دفع واشنطن لادراج التطبيع السعودي الاسرائيلي في اطار التطبيع السعودي الامريكي.
واذا كان هناك عائق امام التطبيع فهو اسرائيل نفسها.وهي التي تريد تطبيعا مجانيا لا تدفع مقابله ثمنا من منهوباتها العربية خاصة في الضفة الغربية.اسرائيل كيان قام على السرقة والاغتصاب لفلسطين ومعها اراض عربية اخرى سورية ولبنانية واردنية.وحتى الان لاتظهراي اشارة على نيتها بتحقيق المطالب العربية الدنيا مجسدة في دولة فلسطينية تشمل الضفة وقطاع غزة لذا فان وصف الامير بن سلمان لصفقة التطبيع المحتملة بانها اكبر صفقة منذ نهاية الحرب الباردة يظل موضع شك عميق .ولعل الوصف يصح لو نجحت الصفقة بتحقيق اختراق تاريخي يتمثل بحل المشكلة من جذورها .
والحال ان التطبيع بافاقه المحتملة لن ينهي الصراع بل سيفاقمه ويعمقه مستقبلا رغم بعض هدن وقتية.
على الارجح ستحاول اسرائيل وعبر واشنطن تقديم تنازلات ثانوية ذات بعد اقتصادي مع تخفيف مؤقت ومحسوب لقبضة الاحتلال من نمط تقليل عدد الحواجز العسكرية وقدرة الافرادعلى التنقل مع دور اكبر للسلطة مرفوقا ببيانات بلاغية تصاغ بغموض مقصود يسهل التملص منها مستقبلا وتهدف فقط لتمرير لحظة الولادة لاتفاق تطبيع غير مرغوب شعبيا .واشنطن بالطبع جاهزة لاقامة حفل ملكي تظهر فيه اتفاق التطبيع كما لو كان تنازلا اسرائيليا ونصرا عربيا .
من المؤكد ان سجل اسرائيل المخادع والغادر يعقد قدرة واشنطن على تسويق الخدعة الاسرائيلية المنتظرة.
بتقديري لن نرى تنازلا اسرائيليا ملموسا باتجاه قيام دولة فلسطينية مستقلة ولو على مراحل.اما الوعود واللغة المعسولة فهي متاحة وبافراط.
وهنا تظهر واحدة من اهم نقاط الضعف العربية متمثلة في موقف السلطة الفلسطينية اذ ربما يدفعها الضعف ونفاذ الصبر الى قبول ما يجود به الكرم الاسرائيلي من فتات ووعود ضبابية .
السعودية بهذا الاتجاه امام اصعب مواجهة واختبار سياسي مع واشنطن الراعي الابوي والروحي لاتفاق تطبيع لن ينهي الصراع حتى لو تحقق رغم كل الشكوك التي تشي بصعوبته.
تابعو الأردن 24 على google news