jo24_banner
jo24_banner

مقابلة الامير محمد بن سلمان مع قناة فوكس نيوز. التطبيع السعودي الامريكي 2/2

حاتم رشيد
جو 24 :


يبدو الترابط جليا في اجابات الأمير بن سلمان بين خططه الاقتصادية الطموحة وتصفير المشاكل واطفاء بؤر الأزمات.ومن الواضح ان استنتاجات الامير قادته الى ان بناء اقتصاد متطور وذو ديمومة لا يمكن ان يتحقق وسط اقليم ملتهب بالصراعات تمزقه الحروب والعداوات.والظاهر ان انخراط السعودية في مفاوضات تهدف لانجاز سلام فلسطيني إسرائيلي يندرج ايضا ضمن هذه الإستراتيجية التصالحية بوصفها شرطا جوهريا للنهضة الاقتصادية المأمولة.

لا تواجه السعودية تحدي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فحسب فهي والى وقت قريب بمواجهة بالوكالة مع ايران في اكثر من مكان على مساحة الشرق الاوسط.لذا كانت البداية المنطقية كمدخل للتعامل مع عدة نزاعات مفتوحة هو مصالحة مع ايران وهذا ما تحقق بالفعل بوساطة دشنتها عمان وانجزتها الصين.وقد اكد الامير في المقابلة ان العلاقات باتت حسنة بالفعل ومن الطرفين السعودي والايراني .وهذا متوقع فالدولتين لهما مصلحة كبرى بانجاز مصالحة توافقية ليتفرغا لما هو ملح من ضغوط سياسية واقتصادية.

المحادثات الجارية الان بين السعودية والحوثيين هي واحدة من ثمار المصالحة السعودية الايرانية.مثلما هي تعبير عن ضجر من حرب بلا حسم دامت عدة سنوات. اليوم نجد وفدا من هؤلاء في الرياض.وفي المقابلة اوضح ولي العهد ان السعودية ستستثمر في اليمن وتساعده اقتصاديا.

والحال ان الاهتمام المركزي للامير وبالتالي للسعودية الجديدة هو الاقتصاد.وما اوضحه ولي العهد هو ان نجاح المشروع الاقتصادي السعودي لا يمكنهُ النجاح بدون استقرار المنطقة ككل وبدون تنمية اقليمية شاملة.ولعل هذا توجه وقائي ايجابي اذ ان دولة غنية وسط اقليم فقير ستجد نفسها باستمرار محاطة بالازمات والتوتر .

ويأتي انضمام المملكة الى مجموعة البريكس لدعم تنوع وخيارات السعودية الاقتصادية وهي الدولة العضو ايضا في مجموعة العشرين.وكمعظم الدول الساعية للانضمام الى البريكس ينفي الامير ان ينطوي الامر على الأنضمام الى تحالف سياسي.وهذا يبدو واقعيا بالنظر لوجود دول متعارضة سياسيا في اطار المجموعة مما يؤكد الطابع الاقتصادي للمجموعة.لكن النظر للتنافس الاقتصادي بين الدول الكبرى يدفع لتوقع تحول المجموعة في المستقبل الى احدى محافل الصراع السياسي الدولي.

وفي نفيه الطابع السياسي لمجموعة البريكس اكد الامير على موقف السعودية المتوازن في الحرب الروسية الاكرانية .لبلاده علاقات حسنة بطرفي الصراع.وبينما تتفهم السعودية اعذار روسيا فانها ترفض غزو دولة لأخرى.وعلى المستوى العملي تنسق السعودية مع روسيا في المجال النفطي لضبط الاسعار على ارضية العرض والطلبةنافيا بذلك مزاعم بمحاباة لروسيا وبدعم غير مباشر لها.ومع ان السعودية تقيم علاقات تعاون مع الدول الكبرى المتنافسة الا ان علاقاتها مع واشنطن تظل الاقوى والامتن خاصة في حال تحققت مطالبها من امريكا في اطار الصفقة التي تشمل التطبيع مع اسرائيل.وكما هو معروف فان ابرز المطالب السعودية تتعلق ببرنامج نووي سلمي والحصول على أسلحة حديثة في اطار تعاون عسكري وثيق.

ورغم تنوع موضوعات المقابلة وما تسمح به من استنتاجات فانها تكثف شخصية الامير محمد بن سلمان كرجل دولة معني بالدرجة الاولى بتمنية بلاده.الاقتصاد هو الملهم لعقل الامير ومنه تنطلق خياراته ومساراته السياسية .


تابعو الأردن 24 على google news