jo24_banner
jo24_banner

المقاومة والتطبيع

حاتم رشيد
جو 24 :

بعض الاخوة المعلقين من دول عربية معينة ذهبوا باتجاه ان غارات المقاومة داخل الارض الفلسطينية المحتلة في محيط غزة جاء بتوجيه من ايران وبغرض عرقلة مسار التطبيع مع دول عربية .
اولا .لا لوم على المقاومة وهي تستعين باي قوة في العالم لمقاومة الاحتلال الصهيوني.وهذا ينطبق على ايران طالما انها مستعدة للدعم.وينطبق على اي قوة تناصر الحق العربي ولو من باب التوظيف والانتهازية السياسية .فهل الشعب الفلسطيني في ترف الترفع عن اي دعم لقضيته. من حق القاومة ان تجير وتوظف اي معادلة سياسية اقليمية ودولية لصالح قضيتها الوطنية.
ثانيا.العملية العسكرية للمقاومة تظهر اعداد دقيق وتدريب مسبق احتاج وقتا يزيد شهور وشهور وهذا يقطع الصلة بامر التطبيع.وهو سابق زمنيا الحديث المتواتر عن التطبيع في الأسابيع الأخيرة. 
ثالثا .المقاومة لا تغامر سياسيا بالوقوف مع مخطط ايراني بمواجهة دول عربية تحرص المقاومة على العلاقات الإيجابية معها حتى لو اقدمت على التطبيع الرسمي.المقاومة ترفض التطبيع ولا تراهن عليه لكنها متعقلة في ردفعلها ازاء الموجة التطبيعية العربية لوعيها ان اسرائيل استنفذت لصالحها معظم المزايا السياسية والعملية للتطبيع وبما يحجم اضراره المحتملة على معركتها مع الاحتلال .
ومما هو جدير بالذكر ان الانجاز التطبيعي الاثمن لإسرائيل مع السعودية لم يتحقق ودونه صعوبات كبيرة مما سبب فشله ليس بسبب المقاومة .وانما بسبب السياسة الإسرائيلية المصرة على انكار ورفض حل الدولتين الذي تتباه السعودية.
اذ تقوم استراتيجية التطبيع الإسرائيلية على مبدأ التطبيع مقابل التطبيع بدون اي تراجع عن شبر من الارض الفلسطينية.
رابعا.ايران اليوم لها علاقات ممتازة مع الاطراف العربية وهي حريصة على التمسك بها.لذا اظن بل ارجح ان ايران بعيدة عن اي اتصال بالعملية العسكرية.واضح ان ايران ايضا بصدد تصفير المشاكل منسجمة بذلك مع توجه الدول المركزية في المنطقة .ويبدو ان ايران اكثر تحبيذا لهدوء اقليمي يمكنها من جني مكاسب اكبر في المفاوضات مع واشنطن.
خامسا.افتراص ان حماس  والجهاد وحزب الله  قوى امتثالية في علاقاتها مع ايران هو تسخيف لهذه القوى وانكار امتلاكها لهوامش استقلالية  تكفي لاخذ قرار اشتباك مع اسرائيل.
هذه القوى تحتاج ايران. لكن ايران ايضا تحتاجها.ومن المؤكد ان ايران ليست في موقع من يأمر ليطاع.هذا تصوير سطحي ومتهور.
سادسا.لماذا لا نثق بانفسنا وننسب هذا الانجاز النسبي الى ايران بعيدا عن صانعيه الحقيقيين.هنا ينطوي الامر على تحقير للذات بتصوير الطرف العربي باعتباره عاجز وغير مبادر . ومجرد صدى الصوت لغيره.
سابعا.ملف التطبيع اصبح ثانويا وفقد اي بريق ولم يعد مغريا حتى لإسرائيل.لم يعد التطبيع بالقيمة التي كان عليها قبل نصف قرن.
التطبيع قائم عمليا مع معظم الانظمة العربية.
لا اقدر ابدا ان مقاومة التطبيع تستحق خوض حرب بهذه الكلفةالهائلة.
هناك مبالغة باهمية ما لم يعد مهما.
اي استراتيجية نضالية تاخذ بالاعتبار اننا في مرحلة ما بعد التطبيع الذي بات امرا واقعا يتصاغر يوما بعد الاخر تأثيره السياسي على توازنات المنطقة.
وكل من يظن انه يمكن مقايضة التطبيع بدولة فلسطينية مستقلة يبالغ في حلم غير واقعي.
ثامنا.ان مسؤولية الجميع ازاء فلسطين هي ان نتوحد في هذه اللحظة حول فلسطين وتعظيم المكاسب والايجابيات عوض ان ننزلق الى خلافات تضر الجميع.
لا اعرف كيف نتخاصم ونحن نرى الخصوم والاعداء الاسرائيليين كلهم رفعوا علم الوحدة بينهم بمواجهة غزة وكانها روسيا او الصين الشعبية. 
اذا كان البعض لا يريد ان يساعد المقاومة فيكفيها ان يحتفظ بالصمت.
روح المسؤولية الوطنية والعربية والإنسانية تفرض وحدتنا وعلى الاقل احتراما لاطفال غزة وهو يحرقون في يوم القيامة الفلسطيني الذي تصنعه اسرائيل في غزة.

تابعو الأردن 24 على google news