قوات عربية في غزة؟
حاتم رشيد
جو 24 :
إحدى التصورات المفترضة على الاقل لدى واشنطن وانصار اسرائيل في الغرب الاستعماري نشر قوات في الغالب من دول عربية في غزة. لاعفاء اسرائيل من كلف المقاومة المؤكدة لمحاولة احتلال غزة او احتلالها فعليا بعد حرب ملحمية.
تنوي واشنطن الزج بقوات عربية اضافة لقوات امريكية لفترة انتقالية تحت عنوان قوات حفظ السلام تمهيدا لتسليم القطاع لطرف فلسطيني او عربي اسلامي دولي يدير القطاع وفق المعايير الاسرائيلية الامريكيه.
هذا احد اهم اهداف زيارة بايدن للمنطقة التي سيمارس خلالها اقصى الضغوط على الدول العربية للقبول أولا.
غض النظر والتسليم بالقضاء المبرم على المقاومة في غزة باعتباره قرارا اسرائيليا امريكيا لا رجعة عنه مهما بلغت كلفته في الارواح البشرية من اطراف الصراع.وثانيا .التسليم باحتلال غزة ولو مؤقتا .وضمن هذا التصور يأتي استحضار قوة امريكية الى اسرائيل.باعتبار اسرائيل لا تثق باي قوات اخرى.وهي تمنح ثقة مطلقة للامركيين فقط.
من المؤكد ان الدول العربية خاصة مصر والاردن سترفض وستصر على مسار والية عملية تفضي لدولة فلسطينية.والواقع ان مجال المناورة امام الدول العربية بات صفريا ولم يعد متاحا لها المجاملة والمدارة التقليدية للسياسة الامريكيه القائمة على المماطلة والتسويف .وهي في منتهى الحذر من قبول اقتراح نشر قوات عربية في غزة .
بايدن سيمطر الدول العربية بالوعود وهو الصهيوني المعلن.وعود ثم وعود. وعود لم يعد احد يثق بها.
الدول العربية واطراف دولية عديدة تريد توظيف زخم الحرب المحتدمة لفرض تسوية تمنح الفلسطينيين املا فعليا وحدا ادنى من حقوقهم.
زيارة بايدن مرشحة للفشل.
لن تنجح مهمة بايدن الخداعية إلا إذا أجبرت اسرائيل على تقديم تنازلات عملية على الارض .
بايدن يريد استغلال الموقف الراهن لابتزاز الدول العربية لتكريس هيمنة أمريكية اسرائيلية على المنطقة وانه بصدد تعويض الخسائر التي لحقت بنفوذ واشنطن في المنطقة لصالح القوى الدولية المنافسة.
يتبلور على المستوى العربي الرسمي موقف اكثر صلابة بمواجهة الخداع والتضليل الامريكي .القدرة الامريكيه على الخداع تتقلص.واكثر اصدقاء وحلفاء امريكا لم يعودوا قادرين على مجاراة نفاق امريكي زادته الحرب
على غزة بكامل أبعادها الاقليمية والدولية وضوحا.
النصر والهزيمة سيتقاسمها كل الاطراف العربية والدولية في اوروبا وامريكا والصين وروسيا .
غزة تلخص اليوم لوحة الصراعات الدولية بكل تعقيدها وتداخلها. لا امريكا ولا اسرائيل تعتبر قدرا لا يرد.