jo24_banner
jo24_banner

قمة السلام والقوى الرأسمالية المتوحشة

النائب السابق د. بركات النمر العبادي
جو 24 :


اسم على مسمى ذالكم العنوان الذي سميت به القمة العربية الاخيرة , ولسوء حظ الانظمة السياسية العربية انها صدرت بدون مخرجات ، وكان من المناسب ان نسميها قمة وقف الحرب على غزه بدلا من قمة السلام .

التطبيع هو عنوان المرحلة التي انضوت في طياتها الاتفاقيات ( الابراهيمي وقبله صفقة القرن ، كامب ديفيد ، اوسلو ، وادي عربة ) ناهيك عن الاتفاقيات الجانبية والاتفاقيات السرية غير المعلنة مع الكيان الاسرائيلي ، والاهم من كل ذلك ان المستفيد الاول والاخير من كل ذلك هي اسرائيل ، اما الشعوب العربية والتي مورس عليها مختلف اساليب الترغيب بفوائد التي لا تعد ولا تحصى للسلام مع اسرائيل ، وكذلك اساليب الترهيب التي تقضى انه بدون التطبيع سنكون خلف عتبة الزمن ، وان المجتمعون من عرب وغيرهم وقعوا ضمن هذه السرديه من الترغيب بالمحافظة على عروشهم والترهيب من فقدانها ان هم عارضوا الصهيونية ، لذا وجب عليهم ممارسة الطرش والخرس عما يحدث ، حتى ان الكيان الصهيوني منعهم من التمثيل على شعوبهم حتى يعودوا ببياض الوجه، فارئيس او رئيسين او حتى خمسة لا يغير من الامر شيء . ورب ضاره نافعه فانْ القمه فضحت الصهاينه امام الراي العام العالمي وعرت دول المعسكر الغربي و على رأسهم اميركا وانحيازهم للجانب الاسرائلي .

طوفان الاقصى كما سمته حماس هو مصدر فخر لكل عربي ومقاوم ولكن هنالك سؤال والوحيد الذي من حقه الاجابة عليه هم ابناء غزة ، هل كان الامر يستحق كل هذه التضحيات من اجل ما حدث ؟ اما انا شخصيا فانني اقول بلى ان الامر يستحق ، وانه وقسماً بالله العظيم ان دعت التعبئة العامة الحشد للاشتباك مع الصهاينة فأنني اول متطوع للجهاد بمالي ودمي وكل ما املك فداء للاقصى ولكل امرأة وطفل وصل انينه واستغاثته لمسامع العالم الذي لم يحرك له ساكناً بإستثناء شعوب الوطن العربي والاقليم من حولنا وشعوب و العالم الذين رفضوا ما تقوم به قوات الصهاينة معبرة عن ذلك بالاحتجاج والمظاهرات .

الغفلة وضياع الوقت وهنا نفتح باب لو التي تحتمل عددا كبيرا من الاحتمالات والتي تحتمل ايضا عددا من البدائل امام الساسة او حركات المقاومة باختيار مسارتهم في السلم او الاستسلام او الاستمرار في المقاوامة ، مضى ما يقارب على 20 يوما من بدء العمليات الفصائلية لعملية طوفان الاقصى التي وضعت المنطقة امام خيارات صعبة والغفلة التي تؤشر على ضياع الوقت ان كان هنالك نية لرد من قوات ساحات الميادين وايران بأذرعها بالمنطقة ( حزب الله ، الحوثيين ، الجبهات الاخرى التابعة لايران على طول الجبهة السورية ، و الداخل الفلسطيني ( الضفة الغربية ) ). فان الوقت ينفذ وقوات الاحتلال تجهز الميدان للمعركة وخاصة فيما يقلل خسائرها مثل اخلاء المستوطنات الواقعة في المنطقة الشمالية ومحيط غزة .

موقف دول الجوار وخاصة مصر والمملكة الاردنية الهاشمية و الجمهورية العراقية جائت منسجمة تماما مع موقف الجماهير الشعبية والحشود الغاضبة التي تشجب عملية تهجير الفلسطنيين الى دول الجوار ، والملك عبدالله الثاني في موقف لا يحسد عليه ، فالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاروبي يضغطان عليه لتجاهل ما يجري في غزة ، فالسردية الدوليه تؤشر الى ان المقصود من العملية هو اقتلاع حماس من غزة اما في الواقع الملموس فإنها حرب ابادة للشعب الغزي ، ولكن الملك دأبه دأب الهاشميين دوما ، بالدفاع المستمر عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى نيل استقلاله و بناء دولته وهذا ينسجم مع المبادرة العربية للسلام وحل الدولتين ، فلا يستطيع احد المزايدة على ملك الاردن ورئيس جمهورية مصر العربية لانهم خط التماس المباشر مع اسرائيل وان الحرب على غزه هي حرب على الاردن وحرب على مصر .

البوارج وحاملات الطائرات الامريكية الصهيونية ، واصبح واضح للعلن ان اسرائيل ودول الاتحاد الاروبي واميركا ما هي الا اذرع من اذرع الدولة العميقة للصهيونية والرأسمالية المتوحشة و ان اكبر غلط ارتكبه العرب عندما وضعو كل مصالحهم في سلة الامريكان ، وقد أن الاوان الى ان تنحرف بوصلة العرب باتجاه روسيا والصين ، فان المنطقة مرشحة لان تكون الحرب البديلة عن حرب اوكرانيا وان ضرب المصالح الامريكية في المنطقة ليست بمنأى عن بطش صواريخ الغضب العربي .


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير