jo24_banner
jo24_banner

هل نعود الى منظومة دول المواجهة ؟

النائب السابق د. بركات النمر العبادي
جو 24 :


عندما اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ولعدة مرات على ضرورة التوقف الفوري عن القصف الاسرائيلي لغزة، والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى القطاع ، وما صرحت به جلالة الملكة لاكثر من وسيلة اعلام وكررت مواقف الاردن من هذه القضية وكان ذلك قد وقع على مسامع القادة الصهاينة بأشد من الصياط ، فهاجت وماجت وسائل الاعلام الاسرائيلية الرسمية والخاصة بالتصريحات المستنكره ضد جلالة الملك والملكة بشكل خاص ، والاردن بشكل عام ، اما ان يقوم الكيان الاسرائيلي بالضرب والتدمير والاحراق وهدم البيوت على رؤوس ساكينها وقتل الاطفال والنساء في غزه ويهدد بقصف غزة بالقنبلة النووية فهذا امر اعتيادي ،مما يدلل على ان الكيان الاسرائيلي هو عبارة عن عصابة وليس دولة وهذه العصابة الاجرامية اشد بطشا من داعش التي حشد العالم قواه لضربها وان ما قامت به اسرائيل من استدراج الى حماس كانت تبيت الامرلضربهم بالنووي ،ولكن يبحثون عن حجه وسبب مباشر مثلما بحثت الرأسمالية المتوحشة عن سبب بدخول العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل في العراق وكان الهدف غير المعلن هو تفتيت دولة العراق والاستيلاء على منابع النفط .

يا سادة يا سادة ايها العرب ان من اوائل الدول التي اكتوت بنار الصهاينه هي الاردن ومازلنا نتحسس في جلودنا اثارقنابل النبالم الحارقة المحرمة دوليا والفسفور .....الخ من انواع الاسلحة المحرمة التي استخدمتها اسرائيل في حروبنا معها وكانت تحتج بأسباب واهية ، واليوم في الحرب على غزة كشف الصهاينة عن وجههم الحقيقي ، وهم يهددون بعدم التورع عن الضرب بالقنبلة النووية حتى لو كان المستهدفين اطفال ونساء واشخاص عزل وهذا ضربا من ضروب التصريحات التحريضية والاستفزازية ودعوى صارخة للابادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن للعالم السكوت عليها حتى ولو بمجرد التلويح بها ، وفي ظل ذلك استشعر الاردن بقيادة جلالة الملك ان شعبنا في غزة اصبح معرضا للابادة الجماعية و اصبح جرحاهم يموتون جراء نقص الادوية وباقي المستلزمات الطبية من هنا قرر الاردن وبخطوة جريئة محفوفة بالمخاطر بالقيام بعملية انزال جوي اردني فوق المستشفى الميداني في غزة بهدف تزويده بالادوية والمستلزمات الطبية ، وهنا نقول شكرا لجلالة الملك وشكرا للجيش العربي وشكرا لطاقم المستشفى العسكري في غزة ، وهذه خطوة في الطريق الوطني المنشود مشيرا الى ان الشعب الاردني يقف خلف جلالة الملك وجلالة الملكه بكل حب واقتدار .

وعلى كل حال فإن مثل تلك التصريحات يضع القانون الدولي الانساني على المحك كما تضع تلك الدول الكبرى الداعمة لاسرائيل امام مسؤولياتها بأن تتوقف فورا عن غيها وتماديها في دعمهم لذلك الكيان المارق ، وهنا اتسال اين موقف الدول العربية من اسرائيل ؟ فانني اعتقد ان ما تقوم به اسرائيل قد انهى كل معاهدات السلام التي وقعت عليها الدول العربية القديمة والجديدة واصبحنا كعرب في حِل منها ومن صفقة القرن ومن سياسة الترغيب والترهيب و اصحبنا في مواجهة مع الكيان الغاصب ، وسرعان ما تبرز وتقفز الى الذهن صورة الامس بظهور مسميات منظومة دول المواجهة و منظومة دول دعم المواجهة ، وما اكرمها من ايام حين ما كان التناوش بالاسلحة الثقيلة مع دولة الكيان وكنا في عزة وكرامة وكان اقتصادنا اقوى ومعنوياتنا اعلى .

وعلى هذا الاساس فأنني ما زلت اعتقد ايضا ان الدول العربية ينظرون الى الاردن بان يقوم بخطوات لوحده كدولة مواجهة ، وتركه و شعبه الى مصير مجهول وسنصبح يومها مضرب للمثل الذي يقول ( اُكلتُ يوم اكل الثور الابيض ) واعتقد وما اكثر ما اعتقد ان ما يسمى بالتضامن العربي قد محي من قاموس العرب وان الجامعة العربية قد فُرٍغت من مضمونها ايضا، واصبحت كل دولة عربية تعمل بشكل منفرد ، وهذا هو ما خططت له دول الرأسمالية المتوحشة لما سنصبح عليه او قد اصبحنا عليه ، فأعتبروا يا اولي الالباب حمى الله الاردن ارضاّ وشعباً وقيادة وملكاً.


تابعو الأردن 24 على google news