jo24_banner
jo24_banner

جو بايدن.. كم من الاطفال قتلت اليوم؟

أ.د احمد القطامين
جو 24 :


مستر بايدن.. مستر بايدن.. كم من الاطفال قتلت اليوم؟

كان هذا الهتاف يخرج من حنجرة فتاة امريكية بيضاء ويردده خلفها مئات الالاف من المتظاهرين الامريكيين في شوارع واشنطن العاصمة الامريكية.

شعر قادة الحزب الديموقراطي الامريكي بالفزع، فما تهتف به هذه الفتاة ومئات الالاف من الامريكيين خلفها يجد تجسيدا له في شوارع وبيوت المدنيين في غزة باستخدام الاسلحة الامريكية والدعم المجنون غير المحدود من بايدن وادارته، حيث يقتل جيش الاحتلال الصهيوني مئات الاطفال والنساء يوميا في حملة بربرية لم يشهد لها التارييخ مثيلا تفوق بوحشيتها تلك التي اقدم عليها هولاكو والمغول قبل الآف السنين من عصرنا الحالي.

ان معضلة بايدن انه محاط بمسؤولين ومستشارين في اغلبيتهم من اليهود المنضوين تحت فكر الصهيونية والذين استفردوا برئيس طاعن في السن لا يكاد يدرك ما يجري حوله ويدفعونه لاتخاذ قرارات كارثية تضرب بالعمق كل ما يمت لامريكا بصله، ويتعارض مع يؤمن به الامريكيين العاديين الذين عاشوا عصرهم الراهن محاصرين بمجموعة من اللوبيات الصهيونية ذات النفوذ الهائل والتي تستخدم المال والاعلام لحجب الحقائق عن المجتمع الامريكي لتبقيه مجتمعا ساذجا غير قادر على تولي زمام امور بلاده بما يخدم مصالحها الحقيقية.

لقد دفع مستشاروا بايدن رئيسهم الى الاعتقاد ان موقفا متشددا وقويا داعما لاسرائيل سيكون بيضة القبان التي تعمل لصالحة في انتخابات الرئاسة الامريكية العام القادم، حيث ستظهره هذه المواقف الداعمة بقوة ودون تردد لاسرائيل، ستظهره قائدا قويا لا يتردد في اتخاذ قرارات حاسمة وقت الازمات، لكن بايدن ومستشاروه لم يكن يعلموا ان في الكيان الصهيوني حاليا حكومة يمنية متطرفة جدا يقودها رئيس وزراء احمق لا يتردد ان يكون عبدا طيعا لانفعالاته النفسية وحماقاته الشخصية، والذي بالفعل بدأ حملة ابادة بشرية واسعة النطاق في غزة، اثارت العالم لوحشيتها ، فخرج العالم في كل ارجاء المعمورة

بطريقة غير مسبوقة يندد بوحشية القوة الغاشمة، ويطالب بمعاقبة الكيان وداعميه الامريكيين اشد عقاب.

يقال ان المتطرف عدو نفسه، وهذا ما حدث مع نتياهو وحكومته، فجرائمهم الفضيعة في غزة قلبت السحر على الساحر وتحول الدعم الغربي غير المسبوق الى نقمة شعبية واسعة النطاق مما اجبر حكومات الدول الغربية الى الشروع في اجراء تغييرات في المواقف السياسية من الحرب على غزة ستقود حتما الى وقف العدوان والمجازر في وقت لم يستطع فيه جيش الاحتلال تحقيق اي من اهدافه المعلنة من الهجوم، اضافة الى الصمود الاسطوري للمقاتلين في غزة وهم يتصدون باحتراف لجيش العدو والياته ويذيقونهم مرارة الهزيمة.

لم يبق الكثير من الوقت قبل الوصول الى نقطة الحسم الاستراتيجية في الصراع، وعندما نصلها ستكون غزة قد غيرت وجه العالم بينما فشلت اداة القتل في تغيير اي شئ ..


qatamin8@hotmail.com

 
تابعو الأردن 24 على google news