حبر على الماء
خلود العجارمه
جو 24 :
حبر على الماء
نزل المطر فإندثر على الماء الحبر حتى تلاشت كل الأوراق وذابت
في ظلمات البحر
فتلك الأوراق التي تحمل غضب الأمة الإسلامية ماهي إلا غيض بلا إرادة في معزوفة الضمائر النائمة التي خطها حكامها في أناملهم الناعمة وأظافرهم القذرة التي هشمت عروبتنا وحطمت مجاذفنا فما عدنا قادرين على أن نبحر إلى حيثما ما يجب أن نكون واقفين في وجه العدوا وسندا حقيقياً لإخواننا وأهلنا الذين عجزوا وضاقت بهم كل السبل فما عادوا يستطيعون حتى المناجاة فكل الأرواح التي نادت من تحت الركام قد فارقت الحياة بعد ما امتلأت أعينهم بالخوف والفزع كان المكان مظلم موحش فلا شئ إلا التراب وهنا لا يزال الخائنين يكتبون أكاذيبهم على ألواح من سراب ليلقوا بها على عاتق الشعوب في سياستهم التي ما حملت على عاتقها يوما سوى قربة مثقوبة يحسبها الضمئان ماء يدنوا إليه وهو يظن بأنه سيروي به عطش الحرية فمنذ أن بات الإستعمار باسط ذراعيه من فوق شعوبه العربية وهي لا تزال إلى يومنا هذا مسالمة و من قبل حتى أن تخوض أي معركة أو يكون لها أي إنتصار فهي ما زالت عالقة في خيوط
الظلام فلا تطلع عليهم إلا شمس الأوهام التي تغنوا بها فاإرتفعت بعض الأصوات فنادى المؤذن بأن حي على الجهاد ومن خلفه رددت كل الأصوات حتى كادت بأن تخنقها العبرات التي أشعلت نيران الحرب في داخلنا فكم تمنينا في حينها بأن نحرق بها عدونا الذي غرس خنجراً مسموماً أدمى به جوارحنا فا إشتد بنا الأسى ولكننا لا زلنا عاجزين على أن نبحر إليهم فما نحن إلا زورق من ورق بطولاتنا حبر على الماء دثُر غدا مع الأيام يصارع رياح الغدر حتى ظهر لنا العدوا متبجحاً في كل الصور مفتر اً عن أسنانه وعلى دماء الأبرياء غير معترفا بذنبه فقد باتت أجساد الشهداء وليمة له في عرض البحر في رواية تماسيح النهر التي شهدناها في قصص الأطفال ولم تكن من نسج الخيال كما كنا نعتقد فما هي إلا خارطة المستقبل التي
مهدوا لها في معتقداتهم الصهيونية بأن أرواح الشهداء ستكون قرابين لإحياء الهيكل المزعوم لحمايتهم من الزوال الذي لا محال فيه
فهذا وعد الله فما أجمل الموت الذي تفوح من رائحة الكرامة والمجد