تمويل المفاعل الذري

جو 24 : يجب أن اعترف سلفاًُ بأنني أنتمي في الجانب الاقتصادي إلى مدرسة محافظة ، تتخوف من المشاريع الكبرى والالتزامات الثقيلة ، ولا تثق بالخطط والوعود التي تبشر بنتائج رائعة ثم تخيب الآمال المعقودة عليها ونبحث عن أعذار لتبرير الفشل.
لابد من الإشارة إلى أن الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية كان قد وعدنا بأن كلفة المفاعل ستكون في حدود أربعة مليارات من الدولارات ، وها هي تتضح الآن أنها لن تقل عن عشرة مليارات ، وهذه هي الصدمة الأولى ، وبانتظار صدمات أخرى.
يقال أن القرار النهائي سيؤخذ بعد سنتين ويبدو أنه متخذ منذ الآن ، وأعمال بناء المفاعل تحتاج لخمس سنوات ، وإيرادات أول خمس إلى عشر سنوات من التشغيل ستذهب للمستثمر الأجنبي ، أي أن المشروع لا يعد الأردن بالنتائج الإيجابية إلا بعد 12 إلى 17 عامأً تبلغ خلالها تكاليف الهيئة 200 مليون دينار على الأقل كرواتب ودراسات وما إلى ذلك.
الجاذبية الرئيسية للمشروع تتمثل في كون المستثمر أو المورد سيمول 85% من المشروع ، بحيث يبقى على الخزينة أن تدبر 5ر1 مليار دولار تضاف إلى المديونية ، وهو استثمار يمكن في أحسن الظروف أن يعطي ثماراً بعد عمر طويل.
التمويل الخارجي للمشروع يمثل للأغراض العملية مديونية حقيقية تضاف إلى الدين العام ، إن لم يكن إحصائياً فمن ناحية اقتصادية ، ذلك أن المستثمر الذي سيمول المشروع سوف يسترد رأسماله مضافاً إليه أرباحا تزيد كثيراً عن الفوائد فيما لو كان التمويل بالدين العادي.
بصرف النظر عن الظروف غير المواتية مثل الاعتبارات البيئية التي ضرب بها عرض الحائط ، وشح المياه ، والمخاطر المعتادة في مثل هذه الحالات (شرنوبل وفاكوشيما) فإن من المناسب أن نحصل على إجابات واضحة على بعض التساؤلات مثل:
ما هي النسبة التي يغطيها المفاعل من حاجة الأردن للكهرباء ، وما كلفة إنتاجها باستخدام الغاز الذي سيتوفر بكميات كبيرة وأسعار رخيصة عالمياً؟.
ما هي كلفة اليورانيوم المستورد كوقود للمفاعل ، وكيف واين سيتم التخلص من الفضلات الذرية ، وهل سيكون ذلك من مسؤولية المشغل أم الحكومة. وأخيراً كيف ينجح مشروع كبير كهذا إذا كان الرأي العام يقف ضده. بما في ذلك آراء ومواقف الخبراء من خارج الهيئة؟.
(الرأي)