2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ألم ....مطلوب

ميساء المصري
جو 24 : قالها تشرشل في وقته " الانتقاد قد لا يكون محببا .............لكنه ضروري لانه يقوم بنفس وظيفة الألم في جسم الانسان و ينبهنا الي امر غير صحي"

لن اكون انشائية في طرحي .....بل اشد واقعية من اي موضوع اخر .... وربما هذا الالم هو حال الاعلام في بلادنا سواء المكتوب منه ام المرئي فالمسموع. والذي يمر بأزمة عميقة ...بدءا ب"العرب اليوم" التي توقفت عن الصدور بسبب الخسائر وربما ستتبعها صحف الرأي والدستور والغد وغيرها سواء كانت المشكلة التدخل السياسي والأمني فيها ...او ضعف الادارات والترهل الاداري وشبهات الفساد او ضرائب وخاصة ضريبة المبيعات على الورق والأحبار ومواد الطباعة، او تراجع الاشتراكات والتوزيع .....

ميدان اخر في ساحة الأعلام نسميه بالأعلام البديل ألا وهو الاعلام الالكتروني فحدث ولا حرج ..و ما يعانيه من خلل .الا ما رحم ربي ... فالبعض ممن يمتلكون هذه المواقع....لا نعرف من هم وكيف تستروا بهذه المهنة واستخدموا الابتزاز والتحايل ....لإنجاح مواقعهم ودعوات هنا وهناك ومؤمرات ومطبخ تكتيكي من اجل فلان على حساب فلان ... ليضع بعض السموم في مواده الموجهة للشعب وتغييب الحقيقة التي نبحث عنها فأصبحت الإشاعة حقيقه واختلط الحابل بالنابل الى درجة يصعب التمييز بين الكذب والحقيقة.... بعضهم تجدهم متطرفين في صناعة الخبر قلبا وقالبا. والبعض الاخر يروج لتياره قبل اعلامه إما يساريين لدرجة أن الحكومة داء وبلاء او قوميين او فكر ناصري او اخوان او بعض اخوان او تحالف هنا واخر هناك ولتذهب هموم المواطن ادراج الرياح أو عصبية عشائرية لدرجة أن العشيرة فوق الجميع وليذهب الباقي للجحيم ...

تشويه صريح ...........وربما البعض يلومني الان ...لكن الصالح اختلط بالطالح . في تناقض فظيع. يبدو جليا في التعاطي مع مصادر الحدث اذ نجد القنوات الإعلامية بكل توجهاتها لا تتحرى المصداقية في المصدر و لا تتعب نفسها بذلك بل اكثرها هي ناقلة للخبر بتصرف خاص منها من المواقع الأخرى التي تتمتع بشهرة اعلامية ليس الا دون مصداقيه وانما تابعة لاجندات ومحسوبيات .

ولا ننسى فئة اخرى من الصحفيين العاملين في بعض الصحف ربما أدركوا مبكرا ما آلت اليه الصحف ؛ فلجأوا الى انشاء مواقع اخبارية الكترونية بعضهم تفرغ لها وبعضهم ما يزال على رأس عمله في الصحيفة لكنه مضطر لذلك لثقته بعدم استمرارية الصحيفة .

الفشل الإعلامي ايضا نراه في التلفزيون الأردني الرسمي و الخاص. و الواضح للكثير ان المذيع الاردني يبدع في القنوات غير الاردنية مما يعني ان المشكلة في ادارة المؤسسات الاعلامية وهنا مكمن الخطر لكن ذلك لا يعني ايضا بان الكوادر مرضية اذ لا توجد صناعة للمذيعين و لا برامج تقدم الكودار الأردنية بل وجوه مكررة شاخت باعلامها . و يظهر المذيع او المذيعة في القناة بشكل تكره أن تتابعه على الشاشة.لان الكاميرا لا تخدع بل تكشف اضمحلال ثقافته وضعفه الكارزيمي الذي لا يمكن مدارته ... أما القنوات الخاصة فالطامة الكبرى ... تتميز ببرامج مستنسخة تافهه مقلدة وممله لا هدف لها تستخف عقل المشاهد بصورة مشمئزة . حتى بعض الكوادر فيها من مصورين او غيره يضطرون للمبيت في القناة لعدم تسديد رواتبهم ......في حين تصور عراك ونفاق ممزوج بالمصالح والاجندات بين ضيفين لا نفهم منهما اي واجب نحو الوطن . أما الكتاب الإعلاميين... فلم نعد نفهمهم من شدة تناقضهم و عدم وضوع مسار لهم أو وكما يقال هو صف حكي ليس الا ...

، لكن المشكلة قد تطال المؤسسات التعليمية التي تعمل على اعداد الاعلاميين والصحفيين في الاردن ، وهي كليات واقسام الاعلام لا سيما الخاصة منها حيث اصبح لدينا اليوم حوالي اربع كليات اعلام واقسام تكنولوجيا الاتصال في جامعات خاصة اضافة الى كلية الاعلام في جامعة اليرموك. الى هنا فان الامر يبدو جيدا الا ان ما خفي اعظم الاعلام في الجامعات حيطه واطي فخريجي الاعلام سنويا بالمئات والتكوين العملي لهم لا يتعدى 2% فخريج الصحافة كما يقال بالعامية ما بيعرف يعوم ويبقى على امل ان تتاح له فرصة ذهبية للتدريب في مؤسسة ما والتي هي حكرا للبعض... كذلك ندرة الاساتذة المتخصصين في الاعلام والصحافة من ابناء الاردن ، بل هناك اختراقات للبعض من الاساتذة ومن بينهم صحفيون عاملون في مؤسسات اعلامية يتسربون الى الجامعات بمؤهلات غير اعلامية ولا صحفية ورخصتهم في ذلك انهم صحفيون عاملون يحملون شهادات دراسية ليس لها اي علاقة بالاعلام .

ارجوكم ...بلدنا الصغير لا يتحمل الهزات اما اعلامنا .......فلم يعد يتحمل الهزات ...شارف على الهاوية ,,,
ودمتم
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير